هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال مستشرق إسرائيلي إن "الحرب التي يشنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد جماعة الإخوان المسلمين، وتحضيرات إدارته لإعلانها منظمة إرهابية، هي بمنزلة هدية تقدمها واشنطن إلى مصر والسعودية، وخطوة من شأنها إلقاء تركيا وقطر في أحضان إيران".
وأضاف يارون فريدمان في تحليله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمتها "عربي21" أن "الأنظمة المصرية السابقة امتنعت عن إعلان الإخوان تنظيما إرهابيا، لأن لديهم انتشارا واسعا في الشارع المصري، ولذلك لم يعلنوا عنها ضمن هذا التصنيف، بل إن بعض الحكام المصريين السابقين سعوا للحصول على دعم الجماعة في بعض المحطات السياسية، لكنهم لم ينجحوا في ذلك".
وأشار فريدمان، الباحث بالشؤون الإسلامية في معهد التخنيون بجامعة حيفا، أنه "في عام 2012، وفي أعقاب الربيع العربي الذي أطاح بالرئيس حسني مبارك، شهدت مصر إجراء انتخابات رئاسية أسفرت عن فوز محمد مرسي رجل الجماعة، وشكل فوزه مؤشرا واضحا على حجم وعمق وجذور الجماعة بين أفراد الشعب المصري".
اقرأ أيضا: خبراء: تصنيف جماعة الإخوان إرهابية يخالف الواقع
وأكد أنه "في صيف عام 2013، نفذ وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي انقلابا أطاح بمرسي، وأدخل عناصر الجماعة إلى السجون، وأصدر قرارات بإعدام عدد منهم، لأنه اتهم الإخوان بالتحضير للسيطرة على مصر بالتعاون مع قطر، وفي ذلك العام أعلنت مصر للمرة الأولى عن الجماعة منظمة إرهابية، وبعد عام فقط انضمت إليها في تصنيف الجماعة حلفاؤها الأساسيون: السعودية ودولة الإمارات والبحرين".
وأوضح فريدمان، خريج جامعة السوربون الفرنسية، أن "إسرائيل ترى أن هناك مشكلة تعترض توجه الإدارة الأمريكية بإعلان الإخوان المسلمين منظمة إرهابية، تتمثل بأنه طوال سنوات عديدة لم يتورط أبناء الجماعة بأنشطة إرهابية، كما أن القانون الأمريكي يحدد أن الإرهاب هو ممارسة العنف ضد أهداف غير عسكرية، وتنفذ على أيدي مجموعات سرية".
وأشار إلى أن "تصنيف الإخوان جماعة إرهابية يتطلب إجراء تغيير في القانون الأمريكي، بإعادة تعريف الإرهاب، وإضافة بند جديد يخص التحريض والتعليم الذي قد يدفع لممارسة الإرهاب".
وأكد أن "التقديرات الإسرائيلية ترى أن فكرة ترامب لتصنيف الإخوان المسلمين منظمة إرهابية هي هدية ترضية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقد يكون خطوة ضدية لموقف الحزب الديمقراطي الأمريكي الذي يتفهم مواقف الجماعة، خاصة أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما دعم الرئيس مرسي آنذاك، وأوقف المساعدات العسكرية الأمريكية ضد الجيش المصري عقب انقلاب السيسي".
وأضاف أن "التقدير الإسرائيلي يرى أن هذه الخطوة الأمريكية المتوقعة لها تبعات بعيدة المدى، خاصة على تركيا وقطر، بسبب دعمهما اللامحدود للإخوان المسلمين، لكن الإدارة الأمريكية ستعثر على البدائل اللازمة لمنع الدوحة وأنقرة من الاقتراب من طهران، عقب تصنيف الإخوان ألمسلمين منظمة إرهابية".
وختم بالقول بأن "المتابعة الإسرائيلية لردود الفعل حول الخطوة الأمريكية المتوقعة، كشفت أن أوساطا سياسية مصرية عبرت عن رضاها من قدرة السيسي على التأثير على ترامب، كما كشف موقف تركيا الداعم للجماعة، بأن قام محللون وكتاب سعوديون بإبداء ارتياحهم لجهود واشنطن ضد الإخوان المسلمين.