هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعت حركة "النهضة" التونسية فرنسا، باعتبارها شريكا مهما لتونس، إلى الاستثمار في الديمقراطية والاستقرار لأن في ذلك مصلحة للبلدين.
جاء ذلك خلال زيارة يقوم بها وفد من حركة "النهضة" برئاسة الشيخ راشد الغنوشي إلى العاصمة الفرنسية في باريس بدأت يوم 14 من أيار (مايو) الجاري وتنتهي يوم 20 من هذ الشهر، في إطار، ما وصفته "النهضة"، في بلاغ صحفي نشره الشيخ راشد الغنوشي على صفحته على "الفيسبوك" اليوم، بأنه يأتي في إطار الديبلوماسية الشعبية التي تقوم بها الحركة في التواصل مع شركاء تونس الإقليميين والدوليين وذلك لتعزيز مجهودات الديبلوماسية الرسمية ضمن السياسات الخارجية الكبرى للدولة ومصالحها العليا.
والتقى وفد "النهضة"، في اليومين الماضيين من الزيارة، مع كل من المستشار الديبلوماسي لدى الرئيس ماكرون، السيد أورليان لوشوفاليه، وكاتب الدولة للخارجية السيد جان بابتيست لومواني، وطاقم إدارة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية، ولجنة الصداقة الفرنسية التونسية بالجمعية العمومية ورئيسها السيد جيروم لمبار.
كما التقى الوفد أيضا مع جان بيار رفاران، الوزير الأول الأسبق ورئيس منظمة "قادة من أجل السلام"، ومع جان بيار شوفانمان: الوزير الأسبق ورئيس مؤسسة ريسبوبليكا Fondation Respublica.
وذكر البلاغ أن هذه اللقاءات تمت في كنف الحوار البناء والصراحة العميقة والاحترام الكبير.
وأكد وفد "النهضة" خلال مباحثاته مع المسؤولين الفرنسيين، على عراقة واستراتيجية العلاقة بين تونس وفرنسا، وشرح لهم تميز التجربة التونسية في الانتقال الديمقراطي عن طريق الحوار والتوافق بين مختلف العائلات الفكرية السياسية التونسية.
وشدد الوفد على حاجة المنطقة إلى الاستقرار والأمن والتعاون من أجل تحقيق خير الشعوب في التنمية والرفاهية والحرية وخير الدول في مزيد الديمقراطية والإستقرار والسيادة، وأن ذلك يتطلب الحاجة لتطوير مجالات التعاون بين الدولة التونسية والدولة الفرنسية وبين الفاعلين الإقتصاديين الفرنسيين والتونسيين.
ووفق ذات المصدر، فقد نوّه المسؤولون الفرنسيون بما حققه الشعب التونسي من ثورة ومن تقدم كبير على مستوى المسار السياسي الديمقراطي، كما ثمّنوا دور الفاعلين السياسيين في تونس وخاصة حركة "النهضة" في إنجاح مسار الإنتقال الديمقراطي وما تميزت به من حكمة وواقعية في التعاطي مع التطورات السياسية، وما نجحت فيه من بلورة وتنزيل لمبدأ التوافق والمحافظة على استقرار المؤسسات والمحافظة على الوحدة الوطنية، مؤكدين حرص فرنسا على مزيد تطوير التعاون والدعم لتونس وتجربتها
وشارك وفد "حركة" النهضة في ندوة في المؤسسة الفرنسية للعلاقات الخارجية IFRI، تحت عنوان "الوضع التونسي في محيط مضطرب" بإدارة الدكتور جيل كيبال، المعروف بمواقفه المناوئة للإسلام السياسي، تناولت عددا من القضايا التي تهم تجربة الإنتقال الديمقراطي في تونس.
وقد دار حوار مع الحاضرين من خبراء ومختصين حول مواقف حركة "النهضة" من الأوضاع الراهنة في البلاد والمنطقة والتطورات التي تشهدها الحركة ورؤيتها للمستقبل.
والتقى راشد الغنوشي مع عدد آخر من المفكرين والباحثين مثل ألان قراش، وستيفان لاكروا.
هذا وشارك الوفد في إفطار مع عدد من الكفاءات والإطارات التونسية المقيمة في باريس ودار حوار عميق وثري بين الحاضرين عبر من خلاله الحضور على جملة من الأفكار والمقارابات والتقييمات للوضع العلمي والأكاديمي بالبلاد.
وأكدوا على حاجة تونس إلى مشروع وطني إقتصادي إجتماعي متكامل وإلى مجموعة من السياسات الجريئة لرفع الحواجز عن مساهمة التونسيين في الخارج في الإستثمار والتنمية والنهوض العلمي والتربوي والإقتصادي في البلاد.
وضم وفد حركة "النهضة" إلى العاصمة الفرنسية باريس، بالإضافة للشيخ راشد الغنوشي، رفيق عبدالسلام المكلف بالعلاقات الخارجية في الحزب، وعضوا مجلس نواب الشعب (البرلمان) عن فرنسا الشمالية حسين الجزيري وكريمة التقاز، وعضو المكتب التنفيذي لحركة "النهضة" رضا إدريس، وكريم عزوز مسؤول الحركة بفرنسا الشمالية.
وذكر الكاتب والمحلل السياسي التونسي كمال بن يونس في حديث مع "عربي21"، أن زيارة وفد حركة "النهضة" إلى العاصمة الفرنسية باريس، تمثل اعترافا فرنسيا بدور حركة "النهضة" في إنجاح مسار الانتقال الديمقراطي.
وقال: "ليست هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها الشيخ راشد الغنوشي العاصمة الفرنسية باريس، فقد سبق له ذلك ليس فقط في اللقاء التاريخي مع الرئيس الباجي قايد السبسي العام 2015، وإنما أيضا في العام 2016، ثم الزيارة الحالية، في سياق مصالحة مع الخصم التاريخي للاتجاه الإسلامي سابقا حركة النهضة حاليا".
وأضاف: "أهمية هذه الزيارة تكمن في أنها لا تتصل فقط بالعلاقة بين الإسلاميين وفرنسا فحسب، وإنما أيضا بالمشهد السياسي التونسي الذي يستعد للانتخابات التشريعية والرئاسية نهاية العام الجاري، وكذلك بالوضع الإقليمي والرغبة في الحفاظ على الاستقرار في تونس، في ظل تردي الأوضاع في ليبيا، وتصاعد الاحتجاجات في الجزائر"، على حد تعبيره.