هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد خبير إسرائيلي بارز، أن القصف الإسرائيلي في سوريا، يؤكد أن كل الأطراف لم تغير نهج استراتيجيتها الأساسية بسوريا؛ فـ"إسرائيل" ستواصل العمل في سوريا كما أن إيران لن تتنازل عن رؤيتها.
وأوضح الخبير العسكري الإسرائيلي يوسي ملمان، في مقال
نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، أن "التقارير الواردة من سوريا عن هجوم
إسرائيلي آخر ليل السبت، تشهد على أن الأعمال كالمعتاد".
وأضاف أنه "يبدو أن سلاح الجو الإسرائيلي يواصل
مهاجمة أهداف في سوريا، تزامنا مع تواجد إيران وحزب الله"، مشيرا إلى أن "الوضع
كان هكذا قبل شهر في المصيف، حين أصيب ثلاثة سوريين في هجوم، وهكذا أول أمس في الليل
غربي دمشق؛ هوجمت قاعدة عدة مرات في الماضي ومعروفة كنقطة تخزين ونقل صواريخ إيرانية".
ورأى ملمان أن المعنى الذي يقف خلف هذه الهجمات، هو أن
"كل الأطراف في سوريا لم تغير نهجها واستراتيجيتها الأساسية، ربما فقط تقنين"،
منوها إلى أن "إسرائيل تهاجم في سوريا، وإن كان على ما يبدو بوتيرة أدنى مما
في الماضي، وذلك في أعقاب احتجاج روسيا وطلبها بعد سقوط طائرة استطلاعاتها".
اقرأ أيضا: بعد "الأجسام المضيئة".. النظام يسقط أخرى "غريبة" بالقنيطرة
وأكد أن "إيران تواصل تثبيت تواجدها في سوريا، ولا
ترتدع من هجمات سلاح الجو الإسرائيلي ضدها، وإذا كان ثمة تقليص في حجم نشاطها، فالأمر
ينبع من مشاكل داخلية أكثر من أي شيء آخر".
وبين الخبير أن "العقوبات القاسية التي فرضتها -وتواصل
فرضها- الإدارة الأمريكية تمس بشدة في المداخيل الإيرانية من النفط، كما أن الاقتصاد
الإيراني يتدهور نحو أزمة اقتصادية، وفي مثل هذه الظروف، يفكر أصحاب القرار في إيران
مرتين على كل ريال ينفقونه على مغامراتهم الخارجية وعلى دعمهم لحزب الله والجهاد الإسلامي
في غزة، وعلى تثبيت انتشارهم في سوريا".
وشدد على أن "نظام بشار الأسد يواصل كالمعتاد، حيث
اعتاد على هجمات إسرائيل في بلاده، وطالما كان مثل هذا الهجوم يقع، فإن وكالة الأنباء
السورية والناطقين بلسان الجيش يبلغون، ينددون ويتباهون بأن الصواريخ التي أطلقت تم
اعتراضها".
وذكر أنه "يحتمل أن الأسد يريد أن يرى انسحاب القوات
الإيرانية وحزب الله من سوريا، ولكن الدين الجسيم على ما سفك من دمائهما لإنقاذ نظامه
(إلى جانب روسيا) وتواصل تعلقه بهما لا يسمح له بأن يطالب بذلك علنا وإجبارهم على مغادرة
بلاده".
اقرأ أيضا: النظام يعلن إسقاط "أجسام مضيئة" لإسرائيل بالقنيطرة (شاهد)
كما أن "التوتر المتعاظم بين إيران والولايات المتحدة،
وشحذهما للسيوف يساهم بدوره في الوضع في سوريا"، موضحا أن "التركيز الإيراني
الآن أكثر لما يجري في الخليج، وإسرائيل يمكنها أن تحاول استغلال ذلك لمواصلة جهودها
لإبعاد إيران عن سوريا".
ولفت إلى أنه في حال "لم تنشب حرب بين واشنطن وطهران
واحتمالات ذلك ضئيلة جدا –حيث إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوضح أن وجهته ليست إلى هناك– فإن الوضع الراهن في سوريا سيستمر؛ لا إسرائيل ولا إيران ستتنازلان عن استراتيجيتيهما".
وأكد ملمان أن "إسرائيل ستواصل العمل ضد تواجد إيران
وحزب الله في سوريا، طالما أن لديها معلومات دقيقة عن نقل السلاح، في الجو أو في
البحر عبر العراق، لإقامة مخازن ومشاريع لإنتاج الصواريخ الدقيقة، وعندما تكون هناك جدوى
عملياتية".
أما إيران، فمن جهتها، بحسب الخبير الإسرائيلي "لن
تتنازل بسهولة عن رؤيا جسرها الشيعي، للتواصل الإقليمي من أراضيها عبر العراق إلى سوريا
وحتى شواطئ البحر المتوسط في لبنان".