هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية ظهور خلاف داخلي جديد، هذه المرة على خلفية الموافقة على منح السلطة الفلسطينية مدرعات عسكرية مصفحة.
فقد ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن "الموافقة الإسرائيلية على إرسال عدد من المركبات العسكرية للسلطة الفلسطينية في الأيام الأخيرة، وإن كانت تعبر عن زيادة التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن الفلسطينية والإسرائيلية، لكنها دخلت على خط المشاورات الائتلافية لتشكيل الحكومة الخامسة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الساعات الأخيرة شهدت رواج أخبار تفيد بأن وزير الحرب السابق، أفيغدور ليبرمان، هو من أعطى الموافقة على إرسال هذه المدرعات للسلطة الفلسطينية قبل أن يغادر منصبه في الوزارة، فيما ذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو من أصدر القرار وحده دون الرجوع لليبرمان، لكن الشائعات التي تحدثت عن موافقة الأخير يراد منها تنفيذ عملية تصفية سياسية له قبل أن يعود مجددا للوزارة".
وأشارت إلى أن "نتنياهو يريد من بث هذه الأخبار إغراق ليبرمان بمزيد من الفشل، في حين أنه ذاته من خلال إرسال المدرعات إلى أبو مازن في الضفة الغربية، ومنح الأموال لحماس في غزة، إنما يريد تنظيف الطاولة من الملفات الأمنية العالقة قبيل دخول ليبرمان للوزارة مجددا".
وأوضحت أن "محافل أمنية وعسكرية إسرائيلية أقرت بأن إرسال تلك المدرعات، الذي أثار توترا جديدا بين حزبي الليكود وإسرائيل بيتنا، إنما تم بموافقة الرجلين، نتنياهو وليبرمان، فيما تحدثت أوساط أخرى أن إرسال هذه المدرعات للسلطة الفلسطينية جاء بطلب أمريكي تم توجيهه لليبرمان قبل مغادرته للوزارة، قبل أكثر من تسعة أشهر، ولكن تم تجهيزها من قبل الإدارة الأمريكية قبل أربعة أشهر".
وأكدت أن "نتنياهو أراد من الخطوات هذه فرض أمر واقع على ليبرمان قبل دخول الوزارة، وجعله في حالة عجز عن اتخاذ أي قرار يمنع نقل هذه المركبات للسلطة الفلسطينية، وأن نتنياهو يسعى قبيل دخول ليبرمان للوزارة إلى إغلاق الملفات العالقة، سواء مع حماس في غزة، من خلال إدخال ملايين الدولارات وتوسيع مساحة الصيد، واليوم يقدم للسلطة الفلسطينية مركبات مصفحة".
وختمت بالقول إن "نتنياهو بهذه الخطوات لا يترك فرصة أمام ليبرمان للعمل في الوزارة ضمن أي ملف قائم، طالما أن الأول أنهاها، وتعامل معها بطريقته الخاصة، وبذلك فإن نتنياهو يسعى لجعل ليبرمان في وضع لا يستطيع إن دخل الوزارة أن يفي بتعهداته الانتخابية لجمهوره تجاه الفلسطينيين".
صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عددا من ردود الفعل الإسرائيلية على قرار إرسال المركبات المصفحة للسلطة الفلسطينية، حيث أثارت الخطوة اعتراضات في أوساط المستوطنين بالضفة الغربية.
وقال يوسي داغان، رئيس التجمع الاستيطاني الإقليمي-شومرون، في مقابلة ترجمتها "عربي21"، أن هذا القرار "يكشف ظهر المستوطنين، ويخاطر بحياتهم، وقد تتسبب بسقوط قتلى إسرائيليين، لأن العديد من العمليات الفلسطينية التي أسفرت عن قتلى وجرحى إسرائيليين تمت بتعاون من أفراد الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية".
وأضاف: "من الغريب اللافت أن نتنياهو الذي وافق على منح السلطة الفلسطينية هذه المركبات، هو ذاته الذي نادى عقب توقيع اتفاق أوسلو بشعاره المعروف "لا تمنحوهم البنادق" لأفراد السلطة الفلسطينية".
وأشار رئيس مجلس جبل الخليل الاستيطاني يوحاي ديمري إلى أن "القرار خاطئ، لأن الفلسطينيين ليسوا بحاجة لهذه المركبات، والنتيجة الفورية لذلك سقوط المزيد من القتلى الإسرائيليين، ما يتطلب وقف نقل هذه المركبات قبل أن يكون الموعد قد فات".