هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الأزمة مع إيران التي تطرح عدة تساؤلات حول الإجراءات التي يمكن أن يتخذها منافسوها الإقليميون إذا ما تفاقم الوضع وتحول إلى صراع مسلح.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأعضاء البارزين في مجلس التعاون الخليجي قرروا عقد اجتماع طارئ في مكة يوم 30 أيار/ مايو، له صلة بإيران.
ومن غير المرجح أن تحدث مواجهة مباشرة بين إيران وأعدائها الإقليميين، مما يعني أن وتيرة الأعمال العدائية ستزداد في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي من دول مجلس التعاون الخليجي (لم يذكر اسمه)، الذي قدم وجهة نظره فيما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة لإيران، قوله: "أنا أستبعد احتمال حدوث أي مواجهة مباشرة، وقد تستمر المواجهة من خلال حرب بالوكالة".
وأفادت الصحيفة بأن السبيل الحقيقي الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو اللجوء إلى المفاوضات. ولكن حسب ممثل عن مجلس التعاون الخليجي، قد يؤدي الوضع الراهن لإيران إلى تصعيد المواجهات بين الجانب السعودي واليمني (أي الحوثيين).
وفي جنوب شبه الجزيرة العربية، تتمركز مجموعات مسلحة تابعة لجماعة أنصار الله الحوثي على علاقة قوية بإيران والحرس الثوري.
وحسب جهات دبلوماسية "سيكون من الصعب مواجهة إيران عسكريا بصفة مباشرة، بينما يعتبر تكثيف المواجهات في اليمن أمرا ممكنا".
وأضافت الصحيفة أن حركة "أنصار الله" متهمة بمهاجمة خط أنابيب شركة النفط الوطنية السعودية أرامكو. وفي هذا الصدد، صرّح نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان آل سعود بأن "الهجمات التي استهدفت محطات الضخ السعودية التابعة لأرامكو، تثبت أن الحوثيين هم مجرد أداة تستخدمها طهران لتنفيذ سياستها التوسعية في المنطقة".
اقرأ أيضا : الحوثيون: قصفنا منظومة الباتريوت بمطار نجران بالسعودية
في سياق متصل، أشار نائب وزير الدفاع السعودي إلى أن الأعمال التي ترتكبها طهران عن طريق الحوثيين لها تأثير سلبي على الجهود السياسية لمحاولة حل الأزمة اليمنية.
والجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية وشركاءها في التحالف العربي منخرطون بصفة مباشرة في الحرب اليمنية، ولا يتوانون عن قصف المواقع التابعة للحوثيين.
وأوضحت الصحيفة أن وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش وعد برد قوي على أي هجمات تشنها الجماعات شبه العسكرية .
وصرّح قرقاش بأن "الإمارات تقاتل منذ أربع سنوات ضد الحوثيين في اليمن كجزء من التحالف العربي، ولكنها ترى أن اتفاقيات الحديدة للسلام هي الخيار الأفضل لحل الأزمة اليمنية".
وأفادت الصحيفة بأن دول مجلس التعاون الخليجي تعتبر الحوثيين جزءا لا يتجزأ من الحرس الثوري الإيراني.
وعلى خلفية الهجوم الذي طال خط أنابيب الغاز السعودية، تلوح في الأفق احتمالات تصعيد الوضع في اليمن.
كما أن تعزيز النفوذ العسكري الأمريكي في منطقة الخليج العربي إلى جانب الخطاب الغاضب تجاه طهران، يحوّلان أنظار المجتمع الدولي نحو اليمن، حيث يستمر النزاع المسلح بين المنافسين الإقليميين.
وقد أكدت إيران أنها لا تريد الحرب، وذلك وفقا لرئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشة الذي قال: "لن ندخل حربا تحت أي ظرف من الظروف".
مع ذلك، يُعد أعضاء مجلس التعاون الخليجي خطة للطوارئ، حيث يعتزم العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز عقد جلسة استثنائية لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في مكة يوم 30 أيار/ مايو لمناقشة الوضع.
وحسب تصريح جامعة الدول العربية "وجهت الأمانة العامة دعوة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى قادة الدول العربية لعقد قمة طارئة في مكة في 30 أيار/ مايو".
وأشارت الصحيفة إلى أنه حسب بعض وسائل الإعلام، تم اتخاذ قرار عقد الاجتماع القادم "لمناقشة الهجمات على السفن التجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة وهجمات الحوثيين الذين تدعمهم إيران على محطتين لضخ النفط السعودي، مما قد يكون له تبعات وخيمة على الأمن الإقليمي والدولي، وعلى إمداد واستقرار أسواق النفط العالمية".
ووفقا للخبراء، يعتبر الصراع على الأراضي اليمنية الخيار الوحيد لتصعيد المواجهة على المستوى الإقليمي، خاصة بعد استهداف أنابيب النفط السعودية.
وصرح كيريل سيمينوف رئيس مركز الدراسات الإسلامية بمعهد التنمية المبتكرة بأنه "لدى السعودية والإمارات الأدوات اللازمة لتكثيف العمليات العسكرية في اليمن، لكن هذه العمليات محفوفة بالخسائر".
ومن الخاطئ تسمية هذه الحرب في اليمن "حربا بالوكالة" لأن الحوثيين ليسوا وكلاء لإيران والأهم من ذلك أن هزيمتهم لن تضعف إيران.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن تفاقم الأوضاع في منطقة الخليج العربي بدأ على خلفية المعلومات التي نشرتها الاستخبارات الأمريكية حول تطوير إيران لقواتها التي قد تهدد أمن المنطقة.
كما كشفت وكالات الاستخبارات أن الجانب الإيراني مستعد لشن هجمات على أفراد عسكريين ودبلوماسيين أمريكيين.