هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أشارت دراسة جديدة
أجراها علماء اسكتلنديون، إلى أن الرجال ينتعشون بسرعة أكبر من النساء، بعد وفاة
صديق لهم لأنهم أقل قربًا منهم.
وبحسب الخبر الذي نشرته
صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، فقد وجد أول تحليل طويل لهؤلاء الذين
فقدوا صديقا مقربا، أن النساء يعانين من مشاكل نفسية واجتماعية، ومن المرجح أن
يعانين من مشاكل في الصحة العقلية أكثر من الرجال.
وتقول الدراسة التي
أجريت على 9586 شخصًا، إن الأمر يحتاج إلى وقت أطول لاستعادة المرأة عافيتها، لأن
"الإناث لديهن روابط اجتماعية وعاطفية أكبر".
كما أظهرت بأن الآثار
الجسدية والنفسية لوفاة أحد الأصدقاء المقربين، يمكن الشعور بها لمدة تصل إلى أربع
سنوات، وأوضح الباحثون في جامعة ستيرلينغ الاسكتلندية، والذين أجروا الدراسة، بأنه
على الرغم من أن الرعاية الصحية والمجتمع ككل يفهمان عمومًا تأثيرات الفجيعة
الأسرية، إلا أنه غالبًا ما يتم تجاهل آثار وفاة الأصدقاء.
وأشاروا إلى أن النساء
يعانين من انخفاض حاد في الحيوية، ويعانين تدهورًا أكبر في الصحة العقلية، وضعف
الأداء العاطفي والاجتماعي بعد وفاة أحد الأصدقاء.
وقالت الدكتورة
"ليز فوربات"، أستاذ مشارك في كلية العلوم الاجتماعية، بجامعة
"ستيرلنغ": "لقد ركزت معظم الأبحاث السابقة حول الحزن والفجيعة،
على وفاة أحد أفراد عائلتهم المباشرة، وغالبا ما يكون الزوج".
إقرأ أيضا: 5 نصائح تضمن صحتك العقلية أثناء عملك بوظيفة مسببة للتوتر
وأضافت: "نعلم
جميعًا، أنه عندما يتوفى شريك أو طفل أو أحد الوالدين، فإن الشخص المكلوم من
المحتمل أن يشعر بالأسى ويشعر بالأسوأ لبعض الوقت بعد ذلك".
وأشارت إلى أن
"تأثير وفاة صديق، والذي سيشهده معظمنا، لا يُمنح نفس الشعور بالجدية"،
مضيفة: "هناك انخفاضات واضحة في صحة ورفاهية الأشخاص الذين عانوا من وفاة
صديق لهم، في السنوات الأربع التالية لوفاة الصديق".
وأكملت: "إلا أن
الأطباء والمجتمع، لا يركزون على تقديم الدعم للأصدقاء الثكالى، وإن وفاة أحد
الأصدقاء هي شكل من أشكال الحزن المحروم، أي شخص لا يؤخذ على محمل الجد أو يكتسب
مثل هذه الأهمية".
ولفتت الصحيفة إلى أن
الأبحاث السابقة أظهرت بأن الأشخاص الثكالى الأصغر سنا يعانون بحزن أكثر وضوحا من
نظرائهم الأكبر سنا، ومع ذلك يميل كبار السن إلى الشعور بالوحدة أكثر.
ويُعتقد أيضًا أن للدين
بشكل عام تأثير إيجابي على الحزن، لأنه يساعد الأفراد على التعامل مع الأزمات
الكبرى، مثل الموت، وغالبًا ما تقدم المجتمعات الدينية الدعم الاجتماعي، لمساعدة
الأفراد على التغلب على خسارتهم.
وقالت الدكتورة ليز:
"يثبت هذا البحث، أن وفاة صديق مهم، وكتجربة إنسانية عالمية، فإن النتائج
قابلة للتطبيق على المستوى الدولي".
وأضافت: "تشير
دراستنا إلى أن هناك حاجة، إلى ضمان توفر الخدمات لمساعدة الأشخاص الذين عانوا من
وفاة صديق، لمساعدتهم على تطوير شبكات الدعم اللازمة".
وذكرت الصحيفة أنه في
السنوات الأخيرة حقق العلماء بشكل متزايد في ظاهرة "تجارب الهلوسة التي أعقبت
الفجيعة"، حيث قدر بعض الباحثين أن ما بين 30 إلى 60 في المئة من الأشخاص
الثكلى "يرون" أو "يسمعون" شخصًا قد فقدوه.
ويُعتقد أن معدل انتشار
المرض أعلى بكثير من المبلغ عنه بسبب الخوف من أن يُنظر إليه على أنه مصاب بمرض
عقلي.