هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يقول
فنانون ومراقبون إنه في الوقت الذي سقطت فيه الدراما المصرية في شهر رمضان في مستنقع
الإسفاف والابتذال وتجاوز المعايير الأخلاقية، نجحت نظريتها في الخارج في النأي بنفسها
عن مثل هذه الإشكاليات.
وأكدوا
في تصريحات لـ"عربي21" أنه على الرغم من حداثة إنتاج الدراما المصرية في
الخارج إلا أنها استطاعت أن تجد لها مكانا في الصفوف الأولى للأعمال الدرامية، رغم
ما تفتقر له من إمكانيات وأسباب متاحة للمنتجين المصريين بالداخل.
وأثنوا
على دور الفن كأحد أدوات القوى الناعمة القادرة على مخاطبة وجدان الشعب المصري، ومعايشة قضاياه ومعاناته،
وإذكاء روح الثورة التي تحاول قوى الثورة المضادة إخمادها.
وحظيت
بعض الأعمال التي أنتجت خلال السنوات القليلة الماضية بمتابعة جمهور عريض من المصريين
على شاشات بعض قنوات الثورة مثل "مكملين"، و"الشرق" و"وطن".
"ارتقاء
دراما الخارج"
ونجح لفيف من المهتمين بالعمل الفني بالخارج في إنتاج العديد من الأعمال
الدرامية الناجحة مثل "نقرة ودحديرة" و"مش نقرة ودحديرة" ، و"استديو
25"، وكان بعضها على مستوى عال من التقنية والمهنية والحرفية، مثل مسلسل شتاء
2016.
ورصدت
لجنة الدراما التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (حكومي) بمصر، السبت الماضي،
948 مخالفة في 18 مسلسلا في الأسبوع الأول من شهر رمضان، أبرزها إيحاءات جنسية وألفاظ
مبتذلة ومشاهد عنف، وعدم احترام القانون وأخرى لا تحترم الهوية المصرية والعربية، ومخالفات
تشوه صورة المرأة.
وفي
محاولة لتخفيف حدة تأثير التقرير كشف مصدر بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لـ"عربي21"
أن هذا التقييم "ليس نهائيا"، مضيفا أن "الزملاء الذين قاموا بعمليات
المتابعة كانوا دقيقين أكثر من اللازم؛ حيث رصدوا ألفاظا في مشاهد درامية بالمناطق
الشعبية اعتبروها ابتذالا".
"ناجحة
ولكن"
وبشأن
تقييمها لتجرية الإنتاج الدرامي في الخارج، رأت الممثلة إلهام عبدالله، أن "التجربة
ناجحة، ولها مستقبل مزدهر رغم حداثتها ونقص الإمكانيات، ونجحت في تجاوز ابتذال الدراما
الممصرية بالداخل".
وفي
حديثها لـ"عربي21" قالت: "استمرار نجاح الدراما بالخارج مرهون بتوفير
الدعم المادي والمعنوي لها، إضافة إلى الاهتمام بها من النواحي الكتابية والإخراجية
والإنتاجية".
وأكدت
أن "أعمال الدراما التي أنتجت في الخارج، رغم أهميتها كنقطة انطلاقة، إلا أنها
بحاجة إلى تكاتف الجهود على جميع المستويات لتقديمها بشكل جيد للجمهور المصري".
"القوة الناعمة"
واعتبر
الفنان هشام عبدالله، أحد أبطال العديد من الأعمال الدرامية بالخارج، أن "الأعمال
التي قاموا بها في الخارج تعبر عن رسالة الفن الحقيقية التي تعيش وتنغمس في الواقع
المصري، وتعبر عن قضاياه وهمومه ومشاكله، وتبث الوعي الحقيقي لدى الشعب".
وأكد
لـ"عربي21" أن "استخدام القوى الناعمة التي تمتلك لغة مخاطبة الوجدان،
وهي لغة مؤثرة لدى الشعب المصري خاصة والشعوب العربية عامة، هي سلاح مضاد ومؤثر، ودون
خطوط حمراء لما نمتلكه من حرية في التعبير".
ورأى
أن دراما الخارج "مستقلة عن أي توجه سياسي، واستطاعت أن تتجاوز إشكالية الأيدولوجيات،
أو الأحزاب، أو الأفكار، بدأنا بـ (نقرة ودحديرة) واحد واثنان والثالث هذا العام (مَش
نقرة ودحديرة) و"استديو 25" نهاية
بشتاء 2016 الذي اعتبرة من أقوى الأعمال في العالم العربي للتعبير عن رسالة الفن الحقيقية".
"هذا هو السبب"
وقال
المدير العام لقناة "مكملين" الفضائية أحمد الشناف إن "تجربة الدراما
المصرية في الخارج جديدة على شاشات قنوات الثورة، ومع ذلك فقد تعاملت بواقعية وحرفية
مع المرأة (كأم أو زوجة أو إبنة) ولم تعاملها كسلعة للإغراء والإثارة".
وعرج
على مسلسل شتاء 2016، قائلا: "هذا المسلسل الذي تعرضه قناة "مكملين"
يسرد قصص ومعاناة الشباب المصري الذي تعرض للظلم في وطنه، واضطر للخروج من مصر عبر
السودان، وهي قصص لعشرات الشباب الذين يتعرضون لصعوبات بالغة وخطر حقيقي بالاستهداف
أو القتل أو الاختفاء القسري".
وبشأن
أسباب بعد دراما الخارج عن الإسفاف، أكد في تصريحات لـ"عربي21" أنه "إذا كان هدف الدراما كشف الواقع
والتعاطي مع مشاكله، فلن يكون هناك مساحات كبيرة للإغراء والإيحاءات الجنسية؛ لأن المصائب
والمشاكل التي يتعرض لها المجتمع كبيرة وتحتاج إلى معالجة".
"رواية
المسكوت عنه"
وأشاد
الجمهور بمتابعة بعض أعمال الدراما بالخارج، وأكد أيمن ندا على حسابه على موقع التواصل
الاجتماعي "فيسبوك"، أن "الفن رسالة في مواجهة الاستبداد السياسي".
فيما
رأت نورا نورالدين، أن "المحتوى الفني نظيف وحقيقي بنسبة 100%، ويعرض قضية بيوت
كثيرة تعاني من نفس المشكلات، ولكن لا أحد يرويها".
اقرأ أيضا: تقرير حكومي: دراما المخابرات المصرية الأكثر "ابتذالا" برمضان