هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شهد التحالف الجديد الذي طرحه النائب أحمد طنطاوي عضو تحالف 25-30 بالبرلمان المصري مؤخرا، جدلا كبيرا في أوساط المعارضة المصرية، فبينما رحب البعض في فكرته، ورأوا فيه إطارا جامعا لقوى المعارضة، شكك آخرون في استمراريته وقدرته على مواجهة النظام.
ولعل تصريحات رئيس حزب الدستور علاء الخيام الأخيرة كشفت ذلك بوضوح، حيث أكد على ترحيبه به ودعا المعارضة للالتفاف حوله خاصة الشباب بالإضافة إلى الأحزاب والشخصيات الوطنية، مشيرا إلى أن الكيان الجديد، الذي قال إنه قد يتم الإعلان عنه قريبا، سيكون أكبر وأوسع من حركات سابقة حيث سيشمل باقي الأحزاب والقوى والشخصيات التي لم تكن مشاركة في هذه الكيانات ومنها الحركة المدنية علي سبيل المثال.
في المقابل بدأ الإعلام المصري تشويه هذه المبادرة ومهاجمتها مبكرا، وربطها بأيمن نور تارة وبالإخوان تارة أخرى، في محاولة لإجهاضها مبكرا وتخويف المعارضة بالداخل من التجاوب معها حتى تلحق بالتجارب السابقة ولا يتم تحقيق أهدافها على أرض الواقع كما حدث مع الحركة المدنية وغيرها من التحالفات والمبادرات الأخرى.
"عربي21" استطلعت رأي عدد من البرلمانيين والسياسيين حول هذا التحالف والأجواء التي أحاطت به سواء من جانب المعارضة أو من جانب الإعلام المهاجم له ربما بأمر من السلطة الحاكمة، وفي محاولة أيضا لمعرفة مستقبل هذا التحالف وإمكانية تفعيله في الواقع وتفادي أسباب فشل الكيانات السابقة وانفتاحه علي كافة أطياف المعارضة وموقف النظام منه، وهل سيسمح بقيامه ويرى النور، أم يناله ما نال التحالفات والكيانات السابقة.
وفي هذا السياق يقول النائب هيثم الحريري عضو مجلس النواب ضمن تحالف 25-30 في تصريحات خاصة لـ "عربي21" إنه يرحب بهذه المبادرة التي طرحها النائب أحمد طنطاوي وباقي الأحزاب ومنها حزب الدستور، ويرى أنها تحرك المياه الراكدة، فهذا التحالف يسعى لحراك سياسي يكون لمصلحة هذا الوطن وهو ما يجب أن يدركه النظام في مصر، لأن قوة النظام السياسي بشكل عام هو في صالح النظام الحاكم والمعارضة معا.
وحول هدف هذا التحالف قال الحريري "إنه تحالف يهدف إلى تجميع القوى السياسية في إطار انتخابي بداية وصولا إلى الشكل السياسي خاصة أن هناك استحقاقات انتخابية في الفترة القادمة سواء انتخابات المحليات أو مجلس النواب العام القادم، وبذلك يكون أمام المواطن المصري بديلان للاختيار بينهما، وهذا نوع من الزخم السياسي ويقود لحالة سياسية وتمثيل حقيقي في المجالس المحلية ومجلس النواب ويكون كل هذا لصالح مصر والمواطن المصري في النهاية خاصة أن مصر تستحق وضعا سياسيا أفضل مما هي فيه الآن حسب الحريري.
اقرأ أيضا: عليش والهلباوي وحامد يرحبون بدعوة أيمن نور للحوار الوطني
وختم عضو 25-30 كلامه بنفي أي علاقة بين هذا التحالف وجماع الإخوان المسلمين من قريب أو بعيد حسب قوله، رافضا ما يثيره الإعلام حول هذا التحالف وربطه بالإخوان تارة أو ببعض الشخصيات بالخارج تارة أخرى، مشيرا إلى أن هذه مبادرة نابعة من الداخل تماما دون مشاركة أي طرف من خارج مصر.
أما مجدي حمدان نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية والقيادي السابق بجبهة الإنقاذ، فقال في تصريحات خاصة لـ "عربي21" إن التحالف بعث على التخوف بسرعة لدى نظام السيسي حيث تم نسبته إلى الدكتور أيمن نور السياسي المعروف من خلال وسائل إعلام محسوبة على السلطة بنشر خبر متعلق بهذا التحالف والتأكيد على أن صاحب الفكرة هو د.أيمن نور في محاولة لإعطاء النظام مبرر لرفض الفكرة ومحاربتها مبكرا.
وأضاف حمدان "أن دعوة أحمد طنطاوي وحزب الدستور هذه يمكن أن تكون مختلفة وأن تحدث الفارق خاصة بالنظر لقدرات طنطاوي وشبابية حزب الدستور"، مشيرا إلى إمكانية نجاح الفكرة بشرط استبعاد الوجوه القديمة والمعارضة الوهمية التي خلقها النظام مؤخرا، على أن يكون المشاركون في الطرح الجديد من شرفاء الوطن الذين ليس لهم هدف سوى خدمة الأمة حسب حمدان.
وعن توقعاته لموقف النظام من الدعوة، أكد حمدان بأن النظام لا يريد سماع صوت أي معارض، وبالتالي سيتم محاربة الدعوة من خلال وسائل الإعلام الحكومية وستشن عليه حربا إعلامية وهو ما بدأ بالفعل ولكن أعتقد أنه من الممكن أن يكون هذا في صالح الفكرة اذا كانت مكونات التحالف من الشباب ومن المخلصين واصحاب الحضور القوي على الساحة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي قطب العربي في تصريحات خاصة لـ "عربي21" أن هذه الدعوة لا تزال حتى الآن تراوح مكانها منذ أن تم الدعوة إليها عبر حديث إعلامي، ولم نلمس أي خطوات عملية حتى الآن لتفعيل هذه الدعوة ولكن على وجه العموم فإن النائب أحمد طنطاوي ورغم انتمائه للتيار الناصري إلا أنه يبدو منفتحا بدرجة أفضل من غيره، وقد لمسنا ذلك في بعض تعليقاته سواء في البرلمان أو عبر وسائل الإعلام.
اقرأ أيضا: تزايد ملحوظ في الاحتجاجات العمالية بمصر.. هل تُعدي المجتمع؟
ويضيف العربي: "لكن الاختبار الحقيقي سيكون عند التنفيذ لفكرته، حيث سنرى ساعتها إن كان صادقا في الانفتاح على الجميع، أم أنه سيخضع لضغوط سواء من أجهزة الدولة، أو حتى من داخل تياره تمنعه من دعوة بعض الأطراف، حتى وإن كانت أحزاب أو كيانات قانونية تعمل من داخل مصر"، مشيرا إلى التجارب السابقة التي تعاملت بروح إقصائية مثل الحركة المدنية، لافتا إلى أن البداية الحقيقية هي عدم إقصاء أحد من أي جهد لإنقاذ الوطن وتخليصه من هذا الكابوس واستعادة المسار الديمقراطي.
وحول موقف النظام من هذا الطرح أكد العربي على أن النظام لن يسمح من ناحيته بأي معارضة حتى لو كانت إصلاحية خفيفة، وقد شهدنا حملة منظمة ضد مبادرة أيمن نور في الخارج أو مبادرة أحمد طنطاوي في الداخل ووجدنا نسخة موحدة منشورة في كل المواقع والصحف ضد هذه التحركات ومحاولة إلصاقها بالإخوان لتخويف البعض من الانضمام اليها، وهذا الموقف من النظام أمر طبيعي لأنه نظام عسكري إنقلابي، ولكن غير الطبيعي هو أن يتجاوب البعض مع إدعاءات النظام ويتجنب المشاركة في هذا العمل الجبهوي الذي لا بديل له لإنقاذ الوطن.