هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بروكينغز" مقالا للخبير الأمريكي ومدير برنامج الاستخبارات فيه بروس ريدل، تحت عنوان "في الوقت الذي يستضيف فيه السعوديون قمتهم الدولية، فإن مشكلتهم اليمنية باقية".
ويقول ريدل في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن السعودية تحضر هذا الأسبوع لثلاث قمم لتعبئة المعارضة العربية والإسلامية ضد إيران، في وقت يزداد فيه التوتر في المنطقة، مشيرا إلى أن القمم لن تساعد السعوديين على حل مشكلتهم الكبرى، وهي: مستنقع اليمن.
ويشير الكاتب إلى أن الملك سلمان سيرأس قمة دول مجلس التعاون الخليجي، واجتماعا لمنظمة التعاون الإسلامي، وآخر للجامعة العربية، قائلا إن اختيار مكة مكانا لعقد هذه الاجتماعات هو محاولة من الملك سلمان بن عبد العزيز لتأكيد موقعه القيادي، باعتباره خادما للحرمين الشريفين في مكة والمدينة، و"قد استثمر السعوديون في القمم الكثير من مكانتهم".
ويلفت ريدل إلى أن هذه الاجتماعات تأتي وسط زيادة في الهجمات التي شنها المتمردون الحوثيون في اليمن على السعودية، الذين استخدموا الطائرات المسيرة للهجوم على خط أنابيب النفط، الذي يضخ النفط من المنطقة الشرقية إلى البحر الأحمر، وأطلقوا الصواريخ لشن هجمات على المدن السعودية القريبة من الحدود، مشيرا إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد تخريب أربع ناقلات نفط في ميناء الفجيرة الإماراتي.
ويورد الكاتب نقلا عن الحوثيين، قولهم إنهم زادوا من هجماتهم الصاروخية على السعودية؛ لرفض الأخيرة وقف الغارات الجوية على اليمن، بعد انسحابهم من ثلاثة موانئ على البحر الأحمر، ليتم إيصال المواد الإنسانية، مشيرا إلى أن السعوديين دعموا حكومة عبد ربه منصور هادي، الذي اتهم الوسيط الأممي بأنه متحيز مع الحوثيين.
ويفيد ريدل بأن "السعودية تتهم إيران بالتسبب بانهيار محادثات السلام وزيادة العنف، فيما يؤكد المتمردون، وبشكل صحيح، أنهم مستقلون عن طهران، لكنهم يقومون بالتنسيق مع الحليف الإيراني".
وينوه الكاتب إلى أن "الصحافة السعودية تطالب بموقف متشدد من إيران؛ أملا في أن يحدث تغيير للنظام، ويقال إن الشباب الإيراني مستعد للإطاحة بحكومته في حال استمرت العقوبات، وأدى الفعل العسكري إلى رفع مستوى الرهان على ذلك".
ويستدرك ريدل بأن "كلا الزعمين غير صحيحين، فالسعوديون يرقصون على وقع تغريدات ترامب، وبأن العمل العسكري سيؤدي إلى نهاية رسمية لإيران".
ويقول الكاتب إن "السعوديين وجهوا دعوة لقطر، التي تغرد خارج السرب، لحضور القمم، وليس من المتوقع أن تؤدي هذه الدعوة إلى مصالحة مع الدوحة، بل هي محاولة لإظهار صورة متخيلة عن الوحدة، ولا يريد الملك وابنه ولي العهد محمد الاعتراف بأن الحصار الذي فرض على قطر أدى إلى تمزيق مجلس التعاون الخليجي، وسيحضر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان؛ للتعبير عن رفضه لصفقة القرن التي سيعلن عنها ترامب".
ويرى ريدل أنه "خلف هذه القمم هناك فشل في صناعة القرار، الذي أدى إلى التدخل في اليمن عام 2015، وهو القرار المهم لولي العهد، وبفضل قيادته أصبحت المدن والبنى التحتية السعودية هدفا لمليشيا كانت غير مترابطة، إلا أنها طورت طائرات مسيرة متقدمة، وصواريخ بمساعدة من إيران وحزب الله، إن الحرب هي أسوأ كارثة إنسانية في العالم".
ويعتقد الكاتب أن "قرار الرئيس ترامب بيع أسلحة إلى السعودية دون موافقة الكونغرس سيشجع ولي العهد على الاستمرار في مستنقع اليمن، فالسعوديون ليسوا قادرين على كسب الحرب بمزيد من الذخيرة الجديدة، وفشل الدعم الأمريكي خلال السنوات الأربع الماضية في منع السعوديين من ضرب المدنيين، أو التقليل من جرائم الحرب، والأطفال هم الذين يدفعون الثمن الباهظ".
ويجد ريدل أن "السعوديين تجاهلوا دروس حرب أخرى شنت في اليمن قبل نصف قرن، ففي تلك الحرب أرسلت مصر الآلاف من الجنود لمحاربة النظام الملكي، وقدم الملك فيصل الدعم السري للملكيين إلى جانب بريطانيا والأردن وإسرائيل، وبقي الجيش المصري في مستنقع اليمن خمسة أعوام، ما ساهم في الهزيمة الفادحة التي تكبدها على يد إسرائيل في عام 1967".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إن "الدعم الذي قدمه الملك فيصل لم يكن يوازي الدعم الذي حصل عليه المصريون من الاتحاد السوفييتي، واتخذ الرئيس جي أف كيندي قرارا حكيما بعدم التدخل، والأحرى اليوم بقادة واشنطن والرياض اتباع المثال ذاته".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)