هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت دراسة إسرائيلية أن "إسرائيل تواجه كارثة حقيقية مع تزايد ظاهرة هجرة العلماء والأدمغة إلى الخارج، حيث يبحثون عن مستقبل أفضل لهم بعيدا عنها، ويتركز هؤلاء في: الباحثين والعلماء والأطباء".
وأوضحت
الدراسة التي أعدها البروفيسور دان بن ديفيد، ونشرتها صحيفة "ذا ماركر"
الاقتصادية، وترجمتها "عربي21" أن "كل أكاديمي يهودي يعود إلى
إسرائيل يقابله 4.5 أكاديميين يهاجرون منها، حتى إن الولايات المتحدة وحدها يعمل
فيها 3500 طبيب إسرائيلي، الأمر الذي يعني أن إسرائيل تبتعد مع مرور الوقت عن
الدول المتطورة".
وأشار
أن "الإسرائيليين المثقفين وأصحاب الكفاءات النوعية، ممن يحققون نجاحات جدية
للاقتصاد الإسرائيلي يواصلون هجرتهم من إسرائيل في ظل السياسة الحكومية التي تبعد
هذه الكفاءات عن الدولة بدل تثبيتهم فيها".
وأوضح
أن "معدلات الهجرة من إسرائيل تتركز بثلاث فئات سكانية يهودية: الباحثين
والأكاديميين، الأطباء، والعاملين في مجال الهايتك، وهؤلاء يصل عددهم إلى 130 ألفا من الإسرائيليين،
ما نسبته 1.4 بالمئة".
وأكد
بن ديفيد المحاضر بجامعة تل أبيب، والمتخصص بظاهرة هجرة الأدمغة من إسرائيل، أن
"هذه الأرقام تشكل مؤشرات حرجة على مستقبل إسرائيل، حتى لو تحدثنا عن عدة
عشرات الآلاف فقط، لأنه قد يكون لها تبعات كارثية على الدولة".
اقرأ أيضا: صحفي أمريكي: هذا أسوأ ما بـ"صفقة القرن" بالنسبة لإسرائيل
وأوضح
أن "المعطيات تتحدث عن أن تخصصات العلماء الإسرائيليين المهاجرين للولايات
المتحدة تتركز في مجالات: الكيمياء، الفيزياء، الفلسفة، الحاسوب، الاقتصاد، إدارة
الأعمال. حتى إن نسبة العاملين في مجال الحاسوب من الإسرائيليين تشكل 21 بالمئة من ذات العاملين بنفس التخصص داخل إسرائيل، وبالنسبة للاقتصاد تصل
النسبة إلى 23 بالمئة، وفي إدارة الأعمال ترتفع النسبة بصورة مقلقة إلى 43 بالمئة".
وعلل
الباحث "السبب في ارتفاع هذه المعدلات إلى أن نسبة الأجور في القطاع الخاص
الأمريكي كبيرة جدا، وكذلك الجامعات الأمريكية تمنح رواتب شبيهة بذلك، مع أن
الجامعات الإسرائيلية تمنح رواتب بذات المعدل أيضا، وهذا سبب غريب في دافع الهجرة
من إسرائيل لدى هؤلاء العلماء".
وأوضح
أن "ظاهرة هجرة الأدمغة من إسرائيل تنامت منذ عام 2016، حيث كشفت دائرة
الإحصاء المركزية أن عدد المهاجرين الإسرائيليين بلغ 15 ألفا، أي 1.8 لكل ألف
إسرائيلي، و26 بالمئة من المهاجرين هم إسرائيليون وصلوا إلى إسرائيل في 2006 وما
بعدها".
ونبهت
الدراسة إلى "معطى مقلق فعلي للاقتصاد الإسرائيلي يتعلق بارتفاع نسبة الأطباء
المهاجرين من إسرائيل، ما يعني نقصانا متزايدا من هذا الكادر البشري، الأمر الذي
يعمل على تقليل الطلب على دراسة الطب في إسرائيل من جهة، ومن جهة أخرى فإن من يدرسونه
في الخارج لا يعودون لإسرائيل فور انتهاء دراستهم".
اقرأ أيضا: بروفيسور يهودي يفضح فكرة أن معاداة الصهيونية معاداة للسامية
ونقلت
الدراسة عن وزارة الخارجية الأمريكية أن "هناك 1100 باحث إسرائيلي يقيمون في
الولايات المتحدة، وهذا رقم كبير قياسا بالمقيمين بإسرائيل، وقد تكون الدولة
الأكبر التي يتواجد باحثون منها في أمريكا"، مضيفا أنه "رغم أن الظاهرة
باتت تؤرق الجهات المسؤولة في إسرائيل، فإنه لم يبذل حتى الآن جهد حقيقي وجدي
لاستيعابها، والحد منها، رغم الخطط الحكومية ورصد الملايين دون جدوى، والنتيجة أن
الظاهرة آخذة بالاتساع والتنامي".
وأوضحت
الدراسة أن "33 ألف أكاديمي إسرائيلي يعيشون اليوم في إسرائيل، لكن ظاهرة
هجرة الأدمغة تتركز في أصحاب الشهادة العلمية الثالثة، ممن صقلوا خبراتهم
الأكاديمية في إسرائيل لكنهم لا يفضلون البقاء فيها، لأن العديد منهم يحصلون على
منح دراسية في مرحلة ما بعد الدكتوراه في معاهد بحثية مرموقة في أوروبا أو أمريكا،
ولذلك يغادر الكثير منهم إسرائيل لعدة سنوات، ثم يكتشفون أنهم غير قادرين على
العودة إليها".
وختمت
بالقول إن "أسباب عدم عودة العلماء الإسرائيليين إلى إسرائيل من الخارج تعود
إلى اختلاف الظروف المعيشية، أو نسبة الراتب، أو موازنات البحث العلمي، وإمكانية
العمل مع شركاء آخرين، ما يتطلب بقاءهم خارج إسرائيل".