هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يثير الدور السياسي والأمني المتعاظم الذي تضطلع به قوات الدعم السريع في السودان، التساؤلات حول مصيرها بعد عزل الرئيس عمر البشير من السلطة في الحادي عشر من نيسان/ أبريل الماضي.
ولكن الدعوات إلى حلها زادت وتيرتها مع بدء قوات الدعم السريع بمحاولة فض الاعتصام في الخرطوم، أمام مقر قيادة الجيش، صباح الاثنين، بأسلوب وحشي، أدى إلى مقتل اثنين على الأقل، وسط نداءات من النشطاء بكف أيدي عناصرها عن الاعتداء على المتظاهرين.
وسبق أن اتهم المحتجون قوات الدعم السريع بأنها قتلت شخصا بإطلاق نار الشهر الماضي، أمام مقر الاعتصام، وسط تهديدات "حميدتي" بأنه لن يسمح "بالانفلات الأمني"، وفق تعبيره، مهددا المتظاهرين.
اقرأ أيضا: قتلى بالخرطوم وأنباء عن فض اعتصام القيادة العامة (شاهد)
وتتباين الرؤى حول مستقبل هذه القوات التي يرأسها الجنرال السوداني المعروف باسم "حميدتي"، بين من يطالبون بحلها وتسريح منسوبيها محذّرين من "خطورتها على الأمن والاستقرار في البلاد"، ومن يرى التعامل معها بصيغة الدمج الكامل في المؤسسة العسكرية الرسمية، وإلغاء حالة الاستقلالية التي تتمتع بها.
ويعتقد آخرون أيضا أن أي محاولة لتقنينها بشكل جديد سيؤدي إلى مواجهة مسلحة غير مضمونة العواقب، لا سيما أن هذه القوات تُتهم بارتكاب جرائم وانتهاكات إبان الحرب في دارفور.
وقوات الفريق محمد حمدان دقلو الشهير بـ"حميدتي" الذي يتقلد أيضا منصب نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، أنشأها نظام الرئيس المعزول عمر البشير لقتال الحركات المتمردة في إقليم دارفور، وعرفت تاريخيا باسم "الجنجويد"، التي تتهم بارتكاب فظائع إنسانية في إقليم دارفور.
وفي عهد البشير، تمت محاولات لتقنين هذه القوات وإعادة هيكلتها تحت إدارة مباشرة من البشير، وسميت بقوات الدعم السريع، باعتبارها قوات ذات طبيعة قتالية خاصة في المناطق الوعرة، واشتهر منسوبوها بإدارة الحروب، واستطاعت تحقيق انتصارات على حاملي السلاح في مناطق دارفور وجبال النوبة.
وبحسب الفريق أحمد التهامي رئيس لجنة الأمن في البرلمان التي أعدت قانون الدعم السريع ودمجها في القوات المسلحة عام 2017، فإن قوات الدعم السريع ليس لها توصيف سياسي، وهي قوة تتبع للقوات المسلحة السودانية، وتخضع لقوانينها ولوائحها "تدريبا وتأهيلا ومحاسبة".
ويقول التهامي لـ"عربي21" إن قوات الدعم السريع كانت تتبع بداية لحرس الحدود، ثم الأمن والمخابرات، ثم أضيفت بقانون مساندة للقوات المسلحة، ويعين قائدها رئيس الجمهورية، وتخضع للتدريب في مواعين القوات المسلحة، بواسطة صف ضباط وضباط خريجي الكلية الحربية.
ويشدد الفريق التهامي على أن قوات "حميدتي" ليست مستقلة في اختصاصها من المؤسسة العسكرية، بل مساندة لها، وتنسق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، "لسرعة التحرك وحسم أي انفلات أو تدخل خارجي كشأن الحرس الأميري أو الملكي في الخليج والقوات الاحتياط في دول أخرى".
وأوضح التهامي أن هذه القوات ليس لديها نشاط سياسي في الأصل، كما أنه بعد إجازة قانونها في العام 2017 عبر المجلس الوطني السابق، فقد اندمجت في القوات المسلحة، موضحا أنه لا يمكن تسريحها إلا بموجب قانون.
محاسبة قوات "حميدتي"
بيد أن عباس محمد إبراهيم الناشط الإعلامي في قوى إعلان الحرية والتغيير، يشير في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن من يطالبون بمحاسبة المسؤولين عن انتهاكات لحقوق المواطنين في مناطق الحروب والمدن بواسطة هذه القوات يتحدثون عن المسار الصحيح بمطلبهم الواجب، وهو يتطلب التساؤل عن كيفية إجراء المحاكمات حتى تصبح منصفة للضحايا وذويهم.
ويرى إبراهيم أن "ملف انتهاكات حقوق الإنسان في السودان بمناطق الحرب أو المدن غير المتأثرة؛ خلال الحكم القهري للرئيس البشير يتعامل معه السياسيون والناشطون بكسل، ويتطلب قراءة تجارب الشعوب التي مرت بهذه المحن مثل أن نلقي نظرة على ساحل العاج؛ وتجربة السياسيين هناك، من أجل تجاوز التهتك في النسيج الاجتماعي الذي حدث عام 2011، أو ما عرف بـ(المصالحة) مشروعا قوميا يقوم على مبدأ إنصاف وتعويض الضحايا، معتبرا أن هذه التجربة مناسبة للتعامل مع مصير قوات "حميدتي" في السودان.
ويتداول النشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي في السودان بيانا بتوقيع ضباط وضباط صف وجنود للقوات المسلحة ينتقدون فيه الدور الذي تقوم به قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، وتصفها بأنها ليس قوات رسمية وإنما "مليشيا جهوية"، محذرين مما وصفوه بالمحاولات الخارجية التي تستخدم قوات "حميدتي" لتفكيك القوات المسلحة، وهي المؤسسة الرسمية في البلاد، صاحبة التاريخ، والتي تحظى بثقة كافة المكونات الاجتماعية السودانية.
ويطالب البيان بحل وتفكيك مليشيات الدعم السريع، وتجريد قادتها من الرتب الممنوحة لهم، لأسباب وصفت بأنها سياسية.
مؤيدون لـ"الدعم السريع"
بينما يعتقد المحلل السياسي فضل الله رابح، في حديث لـ"عربي21"، أن الهجوم الذي تتعرض له قوات الدعم السريع بقيادة "حميدتي" غير مبرر، وأن القوى التي تهاجمه الآن هي التي أيدته عندما أعلن انحيازه للثورة وعزل البشير.
ويرى رابح أن "الدعم السريع ليست قوة عشوائية أو نبتا شيطانيا لا أصل له، مثلما يدعي المعارضون في قوى الحرية والتغيير، ولكن الحقيقة تؤكد أنها قوات نظامية أصيلة، أنشئت بقانون، ولها وظائف ومهام، ولديها مثيلات ونظيرات في كل دول العالم، فهناك قوات النخبة في العراق وسوريا وقوات التدخل السريع في الولايات المتحدة الأمريكية، ومصر، والمملكة العربية السعودية".
واعتبر أن "بعض المعارضين يريدون إحداث فتنة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة، لكنهما تدركان ماذا تعملان، وكيف تؤديان مهامهما في تناغم وتنسيق تام من أجل البلاد"، وفق قوله.
الدعم السريع يحمي ال سعود من اجل المال ويقتل شعبه.
— yaser__graph (@yaseradm00) June 3, 2019
حسبي الله ونعم الوكيل فيكم قوات الدعم السريع... اللهم نصرك ي الله اللهم جبرك اللهم قوة https://t.co/odmMJFiO77
— Crazy lady?? (@Dody75898184) June 3, 2019
حسب الأخبار الواصلة الصبح قوات الدعم السريع هى المتسيطرة على الموقف و ليس الجيش. مع الأسف حميدتي و ربعه ما أظن عندهم من يردعهم و إجرامهم مشهود.
— أميرة (@Filia_Nile) June 3, 2019
عصبات الدعم السريع #مجزرة_القيادة_العامة pic.twitter.com/WxV2muA98E
— Juri_Minoxxii (@seriouslyjuri) June 3, 2019
ما فيهم ولا واحد من الجيش او الشرطة ديل كلهم مليشيات الدعم السريع كلهم اطفال مغيبين
— Twfeeq elsiraj???? (@Kornaf_79) June 3, 2019