هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناول خبير إسرائيلي بارز، بعض الخفايا التي تقف خلف قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لمجموعات المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى المبارك.
وأكد الخبير العسكري الإسرائيلي يوسي ملمان، أن الحرم القدسي هو "عبوة ناسفة شديدة الانفجار، ففي الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، كان هناك يوم القدس العالمي" الذي تحتفل به إيران، و"يوم القدس" العبري، عندها يقصر الفتيل فقط، وهذا ما حصل أمس.
ونوه في مقال له نشر في صحيفة "معاريف" العبرية، أن قرار السماح باقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين في رمضان جاء "بعد تقويم للوضع شارك فيه ممثلو المخابرات"، لافتا إلى أن القرار "زاد فرصة الاشتعال الذي نشب بالفعل".
وأوضح ملمان، أن "المعضلة لم تكن بسيطة، ففي حال لم يسمح لليهود بدخول الحرم فإن الصورة الذاتية لإسرائيل كـ"صاحبة السيادة" ستتضرر، وأحزاب اليمين والمنظمات اليهودية المختلفة المتطرفة التي تسعى إلى اقامة الهيكل كانت ستثور"، مضيفا: "فما بالك حينما تكون هناك حملة انتخابات تشل تفكير الوزراء".
وذكر أن "الفوارق في الموقف بين المخابرات والشرطة الإسرائيلية واضحة؛ فالمخابرات صاحبة النظرة الأوسع تفضل عدم المخاطرة الزائدة، ومسؤوليتها تمتد على كل الضفة الغربية مع نظرة إلى حماس في غزة وإلى العلاقات مع الأردن، أما الشرطة الإسرائيلية، فهي المسؤول عن النظام في القدس، وتميل أكثر إلى السير على حافة المخاطرة".
اقرأ أيضا: في ذكرى احتلاله.. اقتحام الأقصى واعتداء على المعتكفين (شاهد)
وقال: "لقد حصل هذا بالشكل الأوضح عندما قررت الشرطة، رغم معارضة المخابرات، (بعد قتل الجنديين على أيدي ثلاثة من عرب الداخل)، نصب بوابات إلكترونية في مداخل الحرم وكاميرات حراسة، وكانت النتيجة قاسية؛ حيث نشبت اضطرابات وبدأ احتجاج عنيد من الأردن، مما أجبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التراجع".
ولفت إلى أن "الفوارق بين الجهازين تتبع لمدى قربهما أو بعدهما عن السياسة الداخلية في إسرائيل؛ فالشرطة وقادتها الكبار يرتبطون بحبلهم السري مع وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان الذي يملي عليهم غير مرة القرارات لاعتبارات سياسية، أما المخابرات فأكثر مناعة من تدخل نتنياهو واعتباراتها مهنية صرفة".
وفي هذه المرة، "فهمت المخابرات بأنه لن يكون مفر من المرونة، ولهذا وافقوا على دخول اليهود للحرم في رمضان، ولكنهم حصروا ذلك في عدة ساعات، وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين وردت الأردن بالاحتجاج".
وتقف في خلفية الأمور بحسب الخبير، "أحداث يوم القدس العالمي الإيراني، حيث يرجح أنه بإلهامهم أطلقت منظمة مؤيدة لهم في سوريا صاروخين أول أمس من منطقة دمشق نحو جبل الشيخ".
وأشار إلى أن "كل هذه التهديدات وإطلاق الصواريخ تترافق مع جهود حركة حماس في غزة وقياداتها في تركيا وفي لبنان من أجل تهييج الضفة الغربية"، معتبرا أن المسجد الأقصى هو "ذريعة جيدة" لتهييج الضفة.
اقرأ أيضا: تنديد فلسطيني بالهجمة الإسرائيلية على الأقصى
ونبه ملمان، إلى أنه ما إن "نشبت الاضطرابات في الحرم حتى سارعت حماس والجهاد الإسلامي إلى التهديد بالرد، وفي أثناء كتابة هذه الكلمات، لم يأتِ الرد، ولكن لا ينبغي الاستنتاج من ذلك بأنه لن يأتي".
واقتحم باحات المسجد الأقصى الأحد، أكثر من 1000 مستوطن إسرائيلي بحماية قوات الاحتلال، وهو ما تسبب بموجة غضب فلسطيني واستنكار فصائلي واسع، حيث تخلل الاقتحام رقص وغناء، إضافة إلى اعتداء قوات الاحتلال على المصلين المعتكفين وإغلاق المسجد القبلي والمصلى المرواني.