هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن الأسباب التي تدفعنا
إلى عدم إضافة السكر أو الملح لطعام الطفل الرضيع.
وتؤثر العادات الغذائية للرضع خلال الأشهر الأولى من حياته على
استعداده لتبني عادات صحية من عدمه عندما يصبحون بالغين.
وقالت
الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأطفال عندما يولدون يكون
لديهم استعداد بيولوجي لتناول الأطعمة ذات الطعم الحلو، مع اهتمام أقل بالأطعمة
الحامضة. في نفس الوقت، يميل الصغار إلى تجنب الأطعمة المالحة وذات الطعم المر.
ووفقا
للدكتور أنخيل جيل، أستاذ في قسم الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية في جامعة
غرناطة؛ فإن "فترة التغذية التكميلية، التي تبدأ من الشهر السادس من عمر
الرضيع، هي "فترة زمنية حرجة" حيث تُحدَد فيها عادات الأكل التي سترافق
الأطفال بقية حياتهم".
لهذا
السبب، يوصي الخبير بضرورة العناية بالطريقة التي سيتم من خلالها إدراج أول نظام
غذائي في حياة الطفل. وأشار إلى أنه "إذا تذوق الطفل الطعم الحلو في وقت
مبكر، سيزداد ميله إلى هذه النكهة عند تقدمه في السن وفي مختلف مراحل عمره. وهو
الحال أيضا بالنسبة للملح".
ونقلت
الصحيفة عن الخبير أنه "من المهم أيضا تعويد الطفل على تنويع نكهات الأطعمة،
مع تجنب السكر والملح؛ حيث تساعده هذه العادات الغذائية على تقبل تناول الخضروات
والفواكه والحبوب الكاملة والحبوب والأسماك بشكل أفضل عند البلوغ. في الآن ذاته،
يتضاءل اهتمام الفرد بفضل هذه السلوكيات الغذائية بالأطعمة الصناعية والغنية
بالسكريات والملح".
وأوردت
الصحيفة للدكتور جيل أن "التربية الغذائية وتعويد الطفل على "النكهات
الطبيعية" في هذه المرحلة أمر أساسي؛ حيث أنه في حال تذوق الصغير مجموعة
واسعة من الخضروات والفواكه والطعام من ستة أشهر إلى سنتين سيكون أكثر استعدادًا
عند البلوغ لتناول طعام صحي ومتنوع".
وأشار
الخبير إلى أن "استهلاك السكريات، بطريقة متوازنة وطبيعية، لديه فوائد
إيجابية على الجسم. في المقابل، يرتبط إساءة استهلاك السكر بمرض السكري أو
السمنة". ويجدر التذكير بأن منظمة الصحة العالمية توصي بألا تتجاوز السكريات
المضافة نسبة 10 بالمئة من إجمالي الطاقة المستهلكة خلال اليوم. وفي حالة الأطفال
الصغار، يجب تخفيض هذه النسبة إلى أقل من خمسة بالمئة".
وأوضحت
الصحيفة أن العناية بتغذية الطفل "خلال الفترة الزمنية الحرجة"، التي
تبدأ من ستة أشهر، ليست كافية لتعويد الطفل على تبني نظام غذائي صحي. ويوصي
الخبراء بضرورة إيلاء أهمية إلى الفترة التي تفصل بين اليوم الأول من تكون الجنين
إلى اليوم الألف بعد هذا التاريخ. وفي واقع الأمر يؤثر ما تأكله الأم أثناء الحمل
والنشاط البدني أو عاداتها خلال تلك الفترة على ما يسمى "بالتغييرات
اللاجينية".
في
هذا الصدد، بين الخبير أن "أطفال الأم التي يزداد وزنها بشكل كبير خلال فترة
الحمل أو التي تصاب بسكري الحمل، معرضون بشكل أكبر لخطر الإصابة بأمراض مزمنة
عندما يصبحون بالغين".
وبينت
الصحيفة أن التغذية خلال فترة الطفولة تلعب دورا حيويا في تطوير عادات أكل صحية في
المستقبل. ولهذا السبب، ينصح الخبراء بتعويد الأطفال منذ نشأتهم على مذاقات منخفضة
الحلاوة مما يسهل تكوين وتبني عادات غذائية سليمة.
إقرأ أيضا: إلى أي مدى يسهم النشاط البدني الخفيف في صحة الدماغ؟
وأكد
الدكتور جيل أن "استهلاك السكريات الحرة بكميات كبرى خلال فترة مبكرة من
العمر يمكن أن يحفز الميل إلى تفضيل الحلويات. وتسبب هذه الحالة تسوس الأسنان لدى
الأطفال وإمكانية إصابتهم بالسمنة ومرض السكري".
وحذرت
الصحيفة من خدع صناعة المواد الغذائية التي تروج للمنتجات الغذائية التكميلية مثل
حبوب الأطفال مؤكدة أنها تساعد الصغار على هضم أكبر للحبوب. في المقابل، تنتج هذه
المواد ما يسمى "السكريات المنتجة" عبر التحلل المائي. ويعد التحلل
المائي عبارة عن عملية صناعية يتم من خلالها إضافة الإنزيمات التي تسبب انقسام
النشا الموجود في حبوب الأطفال "إلى قطع صغيرة"، وهو ما ينتج السكريات
مثل الجلوكوز.