نشرت مدونة "
لوب
لوغ" تدوينة للكاتب علي رزق تحدث من خلالها عن القوة الأيديولوجية
الإيرانية،
فضلا عن تصاعد التوترات بين إدارة ترامب وإيران، الذي قد يدفع طهران إلى استخدام
قدراتها العسكرية التقليدية القوية والاعتماد على حلفائها الأيديولوجيين حتى
يقدموا لها المساعدة في حال اندلاع حرب.
وقال الكاتب في تقريره
الذي ترجمته "
عربي21"، إنه مع تصاعد حدة التوترات بين إدارة ترامب
وإيران، أشار العديد من المراقبين إلى أن إيران ليست العراق وأن خوض الحرب معها
سيكون له عواقب مدمرة أكثر بكثير مما هو متوقع نظرا لامتلاكها قدرات عسكرية
تقليدية أقوى بكثير مقارنة بالعراق.
وتطرق الكاتب إلى
الحديث عن عامل آخر من شأنه أن يجعل تكلفة الحرب مع إيران أغلى بكثير والذي يتمثل
في "التحالف الإقليمي الأيديولوجي لإيران"، حيث يمكن لها الاعتماد على
"حلفائها الأيديولوجيين" لتقديم المساعدة في حال اندلاع حرب. والجدير بالذكر
أن حلفاء إيران يمتدون من لبنان والعراق وصولا إلى
اليمن، إذ أثبت جميعهم أنهم قوى
جبارة، على عكس العراق في عهد صدام حسين الذي لم يكن يمتلك مثل هذه القوى
الأيديولوجية الناعمة. فقد كان صدام منبوذا إقليميا بعد شنه لحرب الخليج الأولى
ومحاولته السيطرة على الكويت.
ويُعد حزب الله
اللبناني الحليف الأيديولوجي الأول لإيران. فقد تلقت هذه الجماعة تدريبها على أيدي
الحرس الثوري الإيراني، وتُعتبر اليوم واحدة من أكثر القوى قدرة على القتال في
المنطقة، لا سيما بعد حربها ضد إسرائيل سنة 2006. وفي الآونة الأخيرة، لعب حزب
الله أيضا دورا محوريا في محاربة المتطرفين في
سوريا، واكتسب خبرة قيّمة في القتال.
وأفاد الكاتب أن هذه
الحركة اللبنانية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شن حرب ضد إيران. وقد أوضح زعيمها
السيد حسن نصر الله موقفه من ذلك في خطاب ألقاه مؤخرا للاحتفال بيوم القدس
العالمي. وخلال هذا الخطاب، وجه نصر الله تحذيرا صارما مفاده أن "المنطقة
بأكملها ستحترق" في حال شُنت حرب على إيران. كما حذر نصر الله أن مثل هذه
الحرب ستؤدي إلى تدمير القوات والمصالح الأمريكية في المنطقة، وأن حليفي واشنطن
الإقليميين الرئيسيين، المملكة العربية السعودية وإسرائيل، لن يسلما بدورهما من
ذلك.
اقرأ أيضا: الرياض وأبوظبي تقدمان تحقيقا لمجلس الأمن حول سفن الفجيرة
أما في العراق، فقد
لعب "فيلق القدس" الإيراني بقيادة قاسم سليماني دورا حيويا في تدريب
قوات الحشد الشعبي لمحاربة تنظيم الدولة. وعموما، تضم قوات الحشد الشعبي العديد من
الجماعات التي تربطها صلات أيديولوجية وثيقة بإيران، على غرار منظمة بدر وعصائب
أهل الحق وكتائب حزب الله وغيرهم. وتجدر الإشارة إلى أن الدفاع عن الأضرحة الشيعية
المقدسة من خطر تنظيم الدولة في العراق قد خلق روابط أيديولوجية غير قابلة للكسر
بين هذه الجماعات العراقية وإيران.
وأشار الكاتب إلى أن
قادة حزب الله اللبناني ساعدوا في تدريب المقاتلين الحوثيين الذين يحاربون المملكة
العربية السعودية وحلفاءها منذ اندلاع الحرب على اليمن سنة 2015. وتبعا لذلك،
غالبًا ما يُنظر إلى الزعيم الحوثي عبد الملك بدر الدين الحوثي على أنه النسخة اليمنية
من الزعيم اللبناني حسن نصر الله. ومنذ بروزه، ألقى الحوثي خطبًا بمناسبة عاشوراء،
التي تعد أحد أكثر المناسبات المقدسة للمسلمين الشيعة.
وأفاد الكاتب أنه في
التاسع عشر من شهر أيار/ مايو، وفي ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، سقط صاروخ
بالقرب من السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد. وقبل أيام فقط، شن
الحوثيون اليمنيون هجومًا مسلحًا بطائرات مسيّرة على محطات ضخ النفط السعودية، مما
تسبب في توقف شركة أرامكو النفطية الحكومية عن استخدام أحد خطوط الأنابيب. كما
استهدف الحوثيون في الوقت نفسه مطارا في مدينة نجران السعودية.
وتجدر الإشارة إلى أن
النفوذ الأيديولوجي الذي تحظى به إيران سيثبت فعاليته خلال أي حرب مستقبلية
محتملة، وهو ما تفتقر له الولايات المتحدة، خاصة وأن حلفاء الولايات المتحدة على
غرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لا يعدوا إلا أن يكونوا
مجرد عملاء لواشنطن. وعلى الرغم من الدعم الذي قدمته لهما بعض القوى الغربية، إلا
أن جيوش هذين البلدين لم تحقق أي انتصار عسكري في اليمن.
وأوضح الكاتب أن مواقف
الدول العربية تجاه إيران تعد متباينة إلى حد ما، حيث تتبنى قطر والكويت وعمان
مواقف أكثر تصالحية تجاهها. في المقابل، بيّنت كل من باكستان وتركيا أنها لا تنوي
أن تكون جزءًا من كتلة معادية لإيران. في هذه الأثناء، ستجد إسرائيل نفسها في
مواجهة حزب الله في حال اندلاع حرب ضد إيران. والجدير بالذكر أن تنظيمي الدولة
والقاعدة هما من المجموعات الوحيدة التي وقع تلقينها أيديولوجيا ضد إيران.
وفي الختام، أورد
الكاتب أن إيران والقوات العسكرية العراقية تمكنت إلى حد كبير من دحر تنظيم الدولة
في العراق، بينما لعب حزب الله دورا محوريا في هزيمة جماعات على غرار تنظيم الدولة
وجبهة النصرة في سوريا. أما في اليمن، فقد أثبت الحوثيون قوتهم الفعالة للغاية في
التصدي لتنظيم القاعدة.