هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للمعلق جاكسون ديهل، يتحدث فيه عن سلسلة من إفلاسات الرئيس دونالد ترامب في السياسة الخارجية.
ويتساءل ديهل في بداية مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، قائلا: "هل لا تزال هناك أزمة في فنزويلا؟ من خلال النظر إلى دونالد ترامب، لا نعتقد أن هناك أزمة، ففي كانون الثاني/ يناير سيطرت على الرئيس ومساعديه فكرة الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو ونظامه الفاسد والمستبد في كاراكاس، وقامت الإدارة بوقف مشتريات النفط الفنزويلي، وألمحت أن التدخل العسكري في الطريق".
ويشير الكاتب إلى أنه "بعد خمسة أشهر من ذلك، فإن مادورو لا يزال في مكتبه، وسكنت السياسة الأمريكية، ولم يكن هناك تدخل، وبعد محاولات فاشلة لدفع النظام للانهيار عاد زعيم المعارضة للتفاوض مع مادورو وبمساعدة دول في أمريكا اللاتينية والأوروبية".
ويفيد ديهل بأن "الولايات المتحدة لا تشارك في هذه المحادثات، وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن ترامب اشتكى من تضليل مساعديه له بما يتعلق بسهولة الإطاحة برئيس النظام الاشتراكي القوي".
ويستدرك الكاتب بأن "الرئيس لم يتوقف، فاختار هذا الشهر هدفا جديدا، وهو المكسيك، التي هددها بسلسلة من التهديدات، ورفع التعرفة الجمركية، ووقف فوري لتدفق اللاجئين من حدودها إلى الولايات المتحدة، قبل تراجعه وقبوله بتسوية تجميلية، وقبل المكسيك كانت إيران، التي بدا ترامب مستعدا الشهر الماضي لشن حرب ضدها لو لم تتخل عن سياستها الخارجية، وقبل ذلك كانت كوريا الشمالية، التي هددها ترامب أولا بـ(النار والغضب)، وبعد ذلك أغدق (حبه) عليها، في محاولة غير فعالة لتفكيك ترسانتها النووية".
ويتحدث ديهل عن أشكال متكررة في الطريقة التي يتعامل فيها ترامب مع أعدائه الأجانب، "فهو يطلب منهم الحد الأقصى، مثل تغيير النظام أو تفكيك البنية النووية، و(أوقفوا تدفق الناس والمخدرات حالا)، ودون تنسيق مع الحلفاء أو الكونغرس يقوم باتخاذ إجراءات يعتقد أنها ستؤدي إلى نتائج فورية، كفرض حصار على النفط، أو تعرفات جمركية، أو التهديد بعمل عسكري، وعندما يكتشف أنه من الصعب في العالم الحقيقي التخلص من ديكتاتور في أمريكا اللاتينية، أو تفكيك الترسانة النووية لكوريا الشمالية، أو تخلي إيران عن طموحاتها النووية، فإنه يتراجع أو يتحرك ببساطة نحو الهدف التالي".
ويلفت الكاتب إلى أن "ما ينتج عن هذا كله هو سلسلة من الإفلاسات على مستوى السياسة الخارجية، تماما كفشله المستمر في مجال العقارات، ويقوم عدد قليل من مسؤولي الخارجية بملاحقة كوارثه والتنظيف وراءه، فبالإضافة إلى فنزويلا وإيران وكوريا الشمالية، فإنه يمكن العثور على الإفلاس في سوريا وأفغانستان".
ويفيد ديهل بأن "الرئيس ترامب يظهر في الوقت ذاته رباطة جأش، فهو ليس منزعجا من عودة كوريا الشمالية لإطلاق الصواريخ، فقال: (يراها الكثيرون خرقا) و(لكنني أنظر إليها بطريقة مختلفة)، وذلك عندما علق على إطلاقها الشهر الماضي".
ويتساءل الكاتب: "ماذا عن العمل العسكري ضد إيران؟ يقول ترامب الآن: (أفضل ألا أقوم بهذا الأمر)، بعد فرض العقوبات، ومنعها من تصدير النفط، ونشر قوات جديدة في منطقة الخليج، وتحذير إيران من عدم تهديد المصالح الأمريكية، وإلا عنى هذا (نهاية رسمية لإيران)".
وينوه ديهل إلى أنه "بالنسبة لفنزويلا فقد غابت باستثناء تغريدة قال فيها: (أخبرتنا روسيا أنها سحبت معظم رعاياها من فنزويلا) وهو ما ثبت عدم صحته".
ويقول الكاتب: "ربما علينا أن نشكر ترامب على عدم انسجام مواقفه، فغزو في فنزويلا، أو حرب مع إيران أو كوريا الشمالية، ستكون كارثية، وبدلا من ذلك فنحن أمام سلسلة من الإحراجات التي تخدم أعداء أقوياء مثل الصين وروسيا".
ويجد ديهل أن "المشكلة هي أن ترامب قرر الخروج من الأزمات وعدم احتواء القنابل الموقوتة، فالحصار على كوريا الشمالية مؤلم، وهناك نقص في الطعام، ويهدد نظام كيم جونغ- أون أنه دون تخفيف الوضع في نهاية العام فإنه سيجتاز الخط الأحمر، وسيقوم باختبار الصواريخ العابرة للقارات، ومع قرب توقف إنتاجها فإن إيران تهدد بالخروج من الاتفاقية النووية، ولن يتوقف المهاجرون من وسط أمريكا عن التدفق باتجاه الولايات المتحدة عبر المكسيك".
ويعتقد الكاتب أن "مادورو لن يستطيع عمل الكثير لتهديد أمريكا، لكن العقوبات المفروضة على النفط الفنزويلي تتسبب بالمعاناة وتقلص الموارد النفطية، بشكل زاد من المعاناة الإنسانية التي تحمل مسؤوليتها الولايات المتحدة".
ويقول ديهل: "ربما كان ترامب محظوظا وتم نزع فتيل هذه القنابل، من خلال الإطاحة بمادورو، أو خرج بحل دبلوماسي، وربما فضلت إيران وكوريا الانتظار حتى الانتخابات الأمريكية ورؤية ما إذا تم انتخاب ترامب مرة ثانية أم لا، بدلا من إشعال أزمة".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "ما هو واضح أن هدف ترامب النهائي لن يتحقق من خلال التهديد والتنمر والنسيان، فمعالجة مشكلة مثل كوريا الشمالية وإيران والمكسيك، وحتى فنزويلا، تحتاج إلى سياسة معقدة ومدخل متأن، وهما لا يتوفران عند هذا الرئيس".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)