هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "موند أفريك" الفرنسي
تقريرا سلط فيه الضوء على تدخل أطراف فاعلين إقليميا في الشأن الليبي من خلال دعم اللواء
المتقاعد المنشق، خليفة حفتر وتزويد جيشه بالعتاد العسكري.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته
"عربي21"، إن الحصيلة المأساوية للهجوم الذي قاده حفتر في طرابلس، بدعم
من حلفائه الإماراتيين والسعوديين، تشمل سقوط 653 قتيلا و3547 جريحا. وبإجماع جميع
أعضائه البالغ عددهم 15 بلدا، حثّ مجلس الأمن الدولي جميع الدول الأعضاء على تكثيف
جهودها من أجل وقف عدم امتثال بعض الأطراف في ليبيا لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم
المتحدة.
ولكن هذه الجهود ذهبت سدى، فعلى الرغم من تمديد
هذا الحظر لمدة سنة إضافية، إلا أن ذلك لم يساهم في الحد من شحنات الأسلحة الموجهة
إلى ليبيا، بما في ذلك الطائرات دون طيار صينية الصنع التي تحصل عليها الإمارات
العربية المتحدة ومصر والأردن لحساب جيش التحرير الوطني الليبي.
وأشار الموقع إلى أنه من الخطورة أن يتفاوض
الإماراتيون حول إقامة قاعدة في النيجر لدعم جهود حليفهم حفتر انطلاقا من الحدود
الحساسة للغاية بين هذه الدولة وليبيا. وفي ظل مثل هذه الظروف، من غير الوارد أن
يتمكن أي طرف من التحكم في انتشار شحنات الأسلحة التي توفرها حكومات الأنظمة
الملكية الغنية بالنفط. ويدرك الخبير التونسي الألماني التابع للأمم المتحدة،
المنصف قرطاس، هذا الأمر جيدا انطلاقا من التجربة التي عاشها مؤخرا.
وذكر الموقع أن المنصف قرطاس المكلف بإعداد
تقرير حول بيع أسلحة غير مشروعة إلى ليبيا، والمختص الذي يتمتع بالدعم الكامل من
الأمم المتحدة، اعتقل يوم 11 نيسان/ أبريل عند وصوله إلى تونس، حيث قدم العشرات من
أعوان الأمن لاصطحابه عند هبوطه من الطائرة أثناء عملية توقيف مسرحية. وعلى الرغم
من احتجاج رؤساء الأمم المتحدة، إلا أن قرطاس يواجه الآن عقوبة الإعدام بتهم
خيالية لا أساس لها من الصحة تتمثل في التجسس والتخابر مع العدو.
ووفقًا لمصادر تابعة لموند أفريك، اتُخذ قرار
اعتقال هذا الخبير المعترف به دوليا بعد وقت وجيز من عقد القمة العربية في تونس.
وتجدر الإشارة إلى أن القادة السعوديين، الذين استقبلوا باحترام كبير، تحدثوا
لفترة طويلة مع الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي. وفي الواقع، لا يمكن لهذا
الرئيس رفض مطالب القوى النفطية الخليجية.
ونوه الموقع بأنه يبدو أن السعوديين هم الذين
طلبوا من السلطات التونسية استدعاء المنصف قرطاس الذي كان على استعداد للكشف عن
أعمالهم المخالفة للقانون، وعن الخرقات التي ارتكبها الإماراتيون في ليبيا، التي
تحولت مرة أخرى إلى حقل ألغام.
اقرأ أيضا: حكومة الوفاق تعلن حصيلة قتلى هجوم حفتر على طرابلس
وللتحذير مما يلوح في الأفق في ليبيا، لخّص
رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، غسان سلامة، الوضع في عبارة مثيرة للقلق.
فقد صرح في نيويورك أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة: "لا أريد أن أكون
نذير شؤم، لكن العنف على مشارف طرابلس ليس سوى بداية حرب طويلة ودامية على الشواطئ
الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط".
وفي الختام، بيّن الموقع أنه منذ بدء
المواجهات، قُتل 653 شخصًا وأصيب 3547 آخرين في طرابلس وضواحيها، وذلك وفقًا
للحصيلة المؤقتة التي قدمتها منظمة الصحة العالمية. كما حددت هذه المنظمة الدولية،
بشكل مفصل، أن عدد الضحايا وصل إلى 42 قتيلا و126 جريحا بين صفوف المدنيين.