هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر سوري مطلع لـ"عربي21" الثلاثاء، عن كواليس الزيارة التي أجراها وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، برفقة وفد أمريكي، إلى ريف مدينة دير الزور شمال شرق سوريا، والواقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".
وقال المصدر السوري المنحدر من قبلية
"شمر" التي يعود إليها الوزير السعودي السبهان أيضا، إن "الأخير
طلب من وجهاء وشيوخ العشائر العربية الانخراط في مشروع (قسد) السياسي المدعوم من
الولايات المتحدة".
وأضاف المصدر ذاته أن "السبهان
حذر العشائر من مخاطر عدم المشاركة في المشروعة، زاعما أن مشاركة قسد في الحكم
والعسكرة لا تعني سيادة المكون الكردي على العشائر العربية"، مشيرا إلى أن
"الوزير السعودي أكد للعشائر دعم المملكة لمشروع إدارة قسد".
وتابع: "السبهان طلب من العشائر
التهدئة وعدم تعكير الأجواء مع القيادات الكردية"، وذلك في إشارة واضحة إلى
الاحتجاجات والتظاهرات التي شهدتها مناطق ريف دير الزور الشرقي ضد "قسد"
الشهر الماضي.
وفي تعليقه على ما ذكره المصدر، أوضح
الناطق باسم "المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية" مضر حماد الأسعد،
أن زيارة السبهان، جاءت لتدارك الخطورة العالية المحدقة بمشروع الولايات المتحدة
و"قسد"، على خلفية الاحتجاجات والتظاهرات التي خرجت بها العشائر
العربية.
اقرأ أيضا: استنكار واسع لزيارة السبهان للانفصاليين الأكراد شمالي سوريا
وقال الأسعد لـ"عربي21" إن
"السبهان قال للعشائر، "قسد" ليست عدوا لكم، وجيشها ليس عدوا لكم، "علما
بأن العشائر مقتنعة بأن مليشيا قسد، عبارة عن جيش احتلال ارتكب الجرائم
والانتهاكات".
وإلى جانب ذلك، وفق الأسعد، فإن "السبهان قدم وعودا للمتضررين من المزارعين جراء الحرائق، مقابل تعاونهم مع "قسد".
وعن الردود التي تلقاها السبهان، أكد
الأسعد أن "العشائر قبلت على مضض بطرحه، حفاظا على أرواحهم وممتلكاتهم
وأعراضهم".
من جانبه، أشار المصدر إلى أن
"الولايات المتحدة حرصت على المجيء بالسبهان، لأنه شخصية عشائرية أولا،
وثانيا لأنها تدرك أن العشائر لا تثق بها".
وفي هذا السياق، أكد الناطق باسم
"المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية" مضر حماد الأسعد، أن
"الخلفية العشائرية للوزير السعودي، تجعل تحركه أسهل، وكذلك قدومه يستفز
تركيا التي تنظر بعين الريبة إلى التحركات السعودية في شمال سوريا".
وأوضحت مصادر لقناة
"الجزيرة" أن السبهان طلب تأييد عشائر المنطقة، ووقف الصدام مع الوحدات
الكردية، وعدم فتح أي قنوات تواصل مع تركيا وقطر، خاصة بعد قيام تركيا مؤخرا
بتنمية دور العشائر في مناطق نفوذها المعروفة بدرع الفرات وغصن الزيتون شرق
الفرات.
يذكر أن زيارة السبهان إلى مناطق
سيطرة "قسد" بالشمال السوري تعد الثانية من نوعها، وذلك بعد زيارته
مدينة الرقة في تشرين الأول/ أكتوبر 2017.