هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجمت صحيفة إسرائيلية فيلم "الممر" المصري، الذي يذكّر الشعب المصري بأن "إسرائيل هي العدو الحقيقي"، معبرة عن استهجانها لإنتاج هذا الفيلم، في الوقت الذي يتعاون النظام المصري الحالي بشكل وثيق مع "إسرائيل"، أمنيا وعسكريا.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" العبرية، في مقال للكاتب تسفي برئيل، أن فيلم "الممر" الذي بلغت تكلفة إنتاجه 100 مليون جنية مصري، هو "الأغلى في تاريخ السينما المصرية والأكمل أيضا، فلقد حصد خلال أسبوعين فقط على مداخيل تبلغ 30 مليون جنيه مصري من بيع التذاكر".
ونوهت إلى أن الفيلم يعرض في السعودية والإمارات، وتم شراؤه من قبل عدد من الدول العربية، وشاهده المنتحب المصري لكرة القدم، وقام الحزب الحاكم بمصر (مستقبل مصر) بتوزيع 6 آلاف تذكرة، وذلك من أجل "تجذير حب الوطن والقومية في أوساط الشباب والعائلات المصرية، وتقديرا للقوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة"، بحسب الصحيفة.
وفي إطار شعبية "الممر" الذي يجسد الفترة ما بعد "نكسة" حرب 1973 (يطلق عليها الاحتلال حرب الأيام السته) وحرب الاستنزاف، ذكرت أن "جمهورا واسعا يستمر في التدفق إلى دور العرض السينمائية، كما أن الخطاب العام في مواقع التواصل الاجتماعي حول الفيلم يتعاظم".
وبينت أن الفيلم الذي قدمه وأخرجه شريف عرفه، "ينتقد وصف نتائج الحرب كهزيمة لمصر، وبحسب الرواية التي يحاول صياغتها المخرج، فإن النكسة أو الهزيمة المصرية في الحرب نبعت بسبب فشل مؤسساتي، وليس بسبب فشل الجيش أو الشعب".
وأشارت "هآرتس" إلى أن "عرفة هو مخرج معروف، لديه عشرات الأفلام، معظمها سطحية وليست لها أهمية سينمائية مميزة، ومنها ما هو ساخر نقدي مثل فيلم "الكباب والإرهاب" بطولة عادل إمام، وهو الفيلم الذي عرض معاناة المصريين في وزارة الداخلية والمعروف بـ"مجمع التحرير"، والذي تحول بعد عشرين سنة إلى أحد رموز ثورة الربيع العربي".
اقرأ أيضا: ما علاقة فيلم "الممر" بموقف السيسي من صفقة القرن؟
ورغم أن المخرج عرفة شارك في المظاهرات ضد نظام حسني مبارك في ميدان التحرير، لكنه "يعتبر دائما خادما للنظام المصري، وتم وضعه مع آخرين كثيرين ضمن المجموعة التي يتم الاستخفاف بها، "فنانو النظام"، وتم تبنيهم من قبل وزارة الثقافة، وحظوا ليس فقط بالتقدير، بل بميزانيات سخية".
ورأت أن "فيلم "الممر" هو استمرار طبيعي للسجل السينمائي للمخرج، الذي يعرف من أين تؤكل الكتف، فشركة الإنتاج "سنرجي" التي استأجرت خدماته تعود لملكية الحكومة، وهي من أنتجت معظم مسلسلات شهر رمضان الماضي".
ونبهت إلى أن "التمويل الكبير الذي يغطي تكلفة فنانين مشهورين، مثل المصري أحمد عز والأردني إياد ناصر، يمكن أن توفره فقط شركة لها ظهر اقتصادي قوي مدعوم من الحكومة المصرية"، معتبرة أن "أساس الاستغراب لا يرتكز على قرار الشركة وقرار عرفه إخراج فيلم كهذا، بل في توقيت إنتاج التوقيت".
وأفادت الصحيفة بأن زعيم الانقلاب بمصر، عبد الفتاح السيسي، "قام بالرقابة على كل شيء؛ الأفلام والبرامج الساخرة والكتب"، منوهة بأن "روح التوجيه تم استيعابها جيدا لدى المنتجين، كما كان يمكن رؤية ذلك في الإنتاج القليل من مسلسلات شهر رمضان وفيلم الممر".
وفي السنوات الأخيرة، بحسب الصحيفة، "لم يعد بالإمكان إيجاد أفلام تعالج بصورة ثاقبة ونقدية ظواهر اجتماعية قاسية مثل؛ الفقر، مستوى التعليم المنخفض، مكانة المرأة، قيم العائلة..."، مبينة أن "التوق للمعرفة وحب الوطن... هي المواضيع الرئيسية التي تحظى بمعالجة سينمائية وتلفزيونية".
وفي حالة "الممر"، هو "فيلم لا يصور فقط الجنود المصريين كشباب مستقيمين يحبون الوطن، ومستعدين للتضحية بحياتهم من أجله، بل يذكّر الشعب المصري بالعدو الحقيقي"، مذكرة أن "عرض الضباط والجنود الإسرائيليين كساديين، وأيديهم سهلة بالضغط على الزناد ليس جديدا".
ولفتت إلى أن "السينما المصرية وحتى التي تجرأت على انتقاد النظام وعرض إخفاقاته في الحروب، صورت دائما الجيش الإسرائيلي وإسرائيل كوحوش يحبون الحروب ومتعطشين للأراضي".
وبلغة تعكس الدهشة والاستغراب من إنتاج هذا الفيلم، قالت "هآرتس": "بعد أن كشف السيسي عن التعاون العسكري بين مصر وإسرائيل، وبصورة وثيقة في الحرب ضد "الإرهاب"، وعلى خلفية التقارير بأن إسرائيل تنفذ هجمات في الأراضي المصرية بمصادقة مصر، كان يمكن التوقع أن النغمة السينمائية تجاه إسرائيل التي يمليها النظام ستحظى بتخفيف معين".
وتابعت: "ولكن في كل ما يتعلق بإسرائيل، فإن خط الدفاع الذي وضعه المثقفون والفنانون والصحفيون لا يعترف بالتغيرات السياسية"، منوهة بأن "حماة الأسوار هؤلاء سيواصلون الدفاع عن بلادهم (مصر) وعن مكانتهم كرأس لسهم النضال من أجل تحرير فلسطين".