هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث عضو المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، الأربعاء، عن علاقة حركته بروسيا وإيران والنظام السوري برئاسة بشار الأسد.
وقال أبو مرزوق، خلال مؤتمر صحفي
بالعاصمة موسكو، إن "روسيا رافضة لصفقة القرن كما رفضت سابقا مؤتمر وارسو
وورشة البحرين الاقتصادية (..)، وتقف إلى جانب طموحات الشعب الفلسطيني، ونثمن
موقفها في ذلك".
وأكد أبو مرزوق أن "روسيا
تستطيع أن تكون داعما قويا للموقف الفلسطيني، لكي يقف على أرضية صلبة في رفض
المشاريع ضد فلسطين، وتستطيع أن تضغط على إسرائيل ودول المنطقة، لكي لا تكون هنالك
خطة أمريكية ناجحة بالمنطقة".
وحول علاقة حماس مع نظام الأسد،
شدد أبو مرزوق على أنه "لا يوجد علاقات معه، منذ مغادرة قيادة الحركة للعاصمة
دمشق في عام 2012"، مضيفا أن "القطيعة ليست من قبلنا فقط، وإنما من قبل
الطرف الآخر (النظام السوري)".
وأردف قائلا: "نأمل أن تتحسن
الأوضاع في المنطقة، لأننا كلنا إخوة، ولا بد للإخوة أن يكونوا دائما
متواصلين".
وعلى مدار سنوات طويلة، أقامت "حماس"
علاقات قوية مع نظام بشار الأسد في سوريا، لكن اندلاع الثورة السورية في آذار/
مارس 2011، ورفض "حماس" تأييد نظام الأسد، وتّر العلاقات بين الحركة
ودمشق، قبل أن تقرر قيادة "حماس" مغادرة دمشق، في شباط/ فبراير من العام
2012.
من ناحية أخرى، أشار أبو مرزوق إلى
وجود علاقة جيدة بين "حماس" وإيران، داعيا الجميع، خاصة الدول الكبيرة
مثل روسيا والصين، إلى الوقوف مع إيران في وجه الحصار الأمريكي، لافتا إلى أن
"80 مليون نسمة في إيران يقعون تحت الحصار، وهذا غير شرعي؛ لأن مجلس الأمن
الوحيد المخول بفرض مثل هذه العقوبات".
ودعا العالم إلى "رفض التعامل
بعملة الدولار، حتى لا يتم تغذية اقتصاد الولايات المتحدة التي تحارب شعوب
العالم"، مطالبا بإعادة الاعتبار لمجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة، ووضع حد
لتفرد واشنطن بالعالم.
وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين
الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى، إثر تخفيض طهران بعض
التزاماتها بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف، المبرم في 2015.
واتخذت طهران تلك الخطوة، مع مرور
عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في أيار/ مايو 2018، وفرض عقوبات مشددة
على طهران، لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجيها النووي والصاروخي.
بشأن الانقسام الفلسطيني، رأى أبو
مرزوق أن "الخلافات أمر طبيعي في كل الدول التي تقع تحت الاستعمار
(..)"، مؤكدا على أهمية إجبار الاحتلال على الانسحاب من الأراضي المحتلة، عن
طريق نهج المقاومة، وصولا إلى التحرير الشامل وعودة الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن "حماس تبنت هذا
النهج والفصائل الأخرى، فأصبح هنالك نهجان؛ نهج للمقاومة، وآخر يدعو للتسوية
السياسية، لكنّ كليهما له هدف واحد، وهو وجود دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وهو
هدف مشترك"، مبينا أن "الاختلافات بين الفصائل تضر بالقضية
الفلسطينية".
واستكمل حديثه قائلا:
"الانقسام الفلسطيني يضر بالقضية، ووحدة الشعب أمر ضروري لانتصار
فلسطيني"، مستدركا بقوله: "موقفنا ضد صفقة القرن واحد (..)، لكننا ونحن
مفترقون لا نستطيع مواجهة الخطة الأمريكية فيما يخص الحق الفلسطيني، ونستطيع
مواجهتها عندما نكون موحدين".
وتابع: "الاختلاف الفلسطيني
ليس كل شيء في الصراع، فهو كان موجودا قبل فتح وحماس، لكن المشكلة تكمن في أنه لا
بد من وجود إطار جامع لبلورة هذه الاختلافات في إطار واحد وجبهة واحدة وتنظيم هذه
الخلافات، حتى نواجه المؤامرات التي تستهدف قضيتنا".
وذكر أبو مرزوق أنه "بعد مرور
سنوات طويلة على اتفاقيات أوسلو ونحن نجري التفاوض، لكن نتنياهو يرفض التفاوض، ويريد الحل من جانب أحادي (..)، وقطاع غزة تحاصره إسرائيل، فلم يعد هناك مجال كاف
للحركة في أي تسوية سياسية، وجاءت خطة ترامب معرقلة للأمور أكثر مما كانت
عليه".
وفيما يخص الوساطة المصرية، نوه
أبو مرزوق إلى أن "مصر تقوم بتفاهمات للتهدئة في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل،
إلا أن هنالك بعض العراقيل الإسرائيلية، كما لفت إلى المساعدات التي يقدمها الجانب
القطري، إلا أن هنالك صعوبات في وصول هذه المساعدات في كثير من المرات؛ بسبب
العراقيل التي تضعها الجهات الإسرائيلية".
وأكد أبو مرزوق أن مسيرات العودة
جاءت بسبب الحصار الإسرائيلي لقطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الجائر المفروض على
أهل القطاع، وتحسين الظروف المعيشية.
ولفت إلى أن "هذه المسيرات
واجهها الاحتلال بعنف، وقتل أكثر من 300 شهيد فيها، وجرح الآلاف من النساء والأطفال
والأطباء والصحفيين ورجال الإغاثة المدنية"، مطالبا العالم بالوقوف إلى جانب
المظلومين في غزة، ليعيشوا بحرية كبقية البشر في دول العالم.
ومنذ مارس/ آذار 2018، يشارك
فلسطينيون في مسيرات العودة قرب السياج الفاصل بين شرقي غزة وإسرائيل، للمطالبة
بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم، ورفع الحصار عن القطاع.
وفي سياق آخر، علق أبو مرزوق على
القرارات الحكومية اللبنانية الأخيرة ضد الفلسطينيين قائلا: "اللاجئون في
لبنان يتعرضون للتنكيل، والإجراءات اللبنانية ضدهم تسببت بتراجع أعدادهم من 450
ألف لاجئ إلى 173 ألفا".
ووصف قرار وزير العمل اللبناني
بمنع اللاجئين الفلسطينيين من العمل، دون الحصول على تصريح، بأنه "غريب، وليس
له من الإنسانية نصيب".