هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن لاعبين دوليين سابقين في فريق الكرة الإنجليزي أكدا تلقيهما عرضا ماليا للقيام بأدوار تنتقد مباريات كأس العالم المقرر عقدها في قطر عام 2022، كجزء من الحرب الدعائية التي تم شنها بين الدولة المستقبلة للمباريات ومنافساتها من دول الخليج.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن كلا من سول كامبل وستان كوليمور أكدا لـ"التايمز" أنهما تلقيا عرضا بأجر مالي للمشاركة في مؤتمر سيعقد في لندن، ويخصص لانتقاد استضافة قطر للمباراة الدولية.
وتقول الصحيفة إن استضافة قطر لمونديال عام 2022 أصبحت ساحة للنزاع السياسي بين قطر ومنافستيها السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث يحاول كل طرف الفوز في الحرب الدعائية، مشيرة إلى أن قطر تتعرض منذ عام 2017 لحصار من جاراتها، بتهم دعم الإرهاب، وإقامة علاقات قريبة مع إيران، وهو ما تنفيه الدولة الغنية بالغاز الطبيعي.
ويلفت التقرير إلى أن محاولات تشويه سمعة قطر، والتركيز على اتهامات الفساد حول الطريقة التي حصلت فيها قطر على حق استضافة المباريات، بالإضافة إلى معاملة العاملين في بناء المنشآت الضرورية للمباريات، تقف وراءها جهات منظمة ولديها مال كبير، مشيرا إلى أن المسؤولين في الإمارات يقولون إن المخابرات القطرية هي وراء تسريب وثائق تتعلق بنادي مانشستر سيتي، الذي تملكه العائلة الحاكمة في أبو ظبي.
وتكشف الصحيفة عن أن خالد الهيل، القطري المقيم في لندن، الذي يقدم نفسه على أنه معارض للعائلة الحاكمة في قطر، ويزعم أنه سجن وعذب قبل هروبه إلى بريطانيا، اتصل بكل من كامبل وكوليمور، مشيرة إلى أنه تم الاتصال باللاعبين السابقين للمشاركة في مؤتمر عقد في لندن العام الماضي، وأكدت الجهة الراعية له أنه سيكون ناقدا لقطر.
وينوه التقرير إلى أن المصدر المالي للمناسبة التي عقدت في فندق فورسيزونز غير معلوم، إلا أن جماعة الضغط "سبن ووتش"، التي تنتقد الإمارات وجهودها للتأثير على بريطانيا، تعتقد أن الهيل يحصل على التمويل المالي من أبو ظبي.
وتذكر الصحيفة أن كامبل يدير اليوم ناديا من الدرجة الثانية في ماكسفيلد تاون، ووعد بالحصول على "صفقة كروية جيدة مع الإمارات" لو شارك في المناسبة.
وينقل التقرير عن المدافع السابق في نادي آرسنال، قوله إنه رفض العروض ولم يكن مرتاحا لها، وأضاف: "لم تكن مريحة لي، واتصلوا معي، وقالوا إنهم يريدون الحديث، لكن التوقيت لم يكن جيدا، وقدموا أجرا للحديث ولم أكن مطمئنا ولهذا رفضت، وكل ما أريد عمله هو التركيز على الرياضة، وأنا في وضع جيد عندما أكون بعيدا عن هذا الأمر"، مشيرا إلى أنه لم يكن يعرف الجهة التي تقف وراء العرض، لكنه كان "واجهة لمتبرع ثري".
وتورد الصحيفة نقلا عن كوليمور، الذي يعمل الآن مقدما لبرامج تلفزيونية وإذاعية، قوله إنه تحدث مطولا مع مساعده حول ما سيقدمه في المؤتمر، لكنه كان "يدير لعبة معهم.. بدا واضحا أن أجندتهم معادية لقطر"، وأضاف المهاجم السابق في نادي ليفربول ونوتنغهام فوريست أنه كان ناقدا في الماضي لقطر والسعودية والإمارات.
وينقل التقرير عن مدير حملة "سبن ووتش" ديفيد ميللر، قوله إن "محاولات اتصال جماعات اللوبي والواجهات التي تعمل نيابة عن الإمارات مع نجوم الكرة البريطانية السابقين، كجزء من حربها مع قطر، يجب أن تثير أسئلة خطيرة".
وتلفت الصحيفة إلى أن المؤتمر عقد في أيار/ مايو 2018 دون مشاركة كامبل أو كوليمور، مع أن مهاجم نادي مانشستر يونايتد لوي ساها حضره، مشيرة إلى أنه بحسب مراسلين في مؤسسة "بلي ذا غيم" فإن شركة اسمها "أكتا غروب ليمتد" ساهمت في تنظيم المؤتمر، الذي عقد باسم "مؤسسة أساس النزاهة للرياضة"، وحصل المشاركون في المؤتمر على أجور تتراوح ما بين ألف إلى 10 آلاف جنيه إسترليني.
وبحسب التقرير، فإن زوجة الهيل الرومانية تاتيانا غيسكا، التي كانت هي من تدير الشركة، لم ترد على أسئلة الصحيفة للتعليق، لافتا إلى أن المؤتمر استضاف رجل الأعمال الأسترالي جيمي فولر، الذي شارك في تأسيس حملة الفيفا الجديدة الآن.
وتنقل الصحيفة عن فولر، قوله إنه لا يستطيع الكشف عن هوية الشخص الذي مول المؤتمر، لكن التمويل "لم يأت من الإمارات أو السعودية"، وأضاف أنه لا يعلم بمحاولات اتصالات مع كامبل وكوليمور، وقد قام بدور كبير في تنظيم مشاركات المتحدثين، واتصل شخصيا مع ساها لحضور المناسبة.
وينوه التقرير إلى أنه تم حل المؤسسة في 4 أيلول/ سبتمبر العام الماضي، بعد أربعة أشهر من دمجها، وقبل تقديم حساباتها لمصلحة الضريبة، ولم يكن موقعها على الإنترنت يعمل.
وتقول الصحيفة إن رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والإعلام والرياضة في مجلس النواب النائب داميان كولينز، كان من بين الذين تحدثوا في المؤتمر، وهو المؤسس الثاني للفيفا الجديدة الآن، وقال إنه لم يتلق أجرا على كلمته، ولم يكن يعلم الجهة التي تقف وراء المؤتمر.
ويكشف التقرير عن أنه عرض على الباحث المستقل في حقوق الإنسان والناقد لمعاملة قطر للعمالة المهاجرة نيك ماغيهان، ألف جنيه إسترليني، لكنه استبعد عندما طلب ضمانات للحديث بحرية وانتقاد السعودية والإمارات.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ماغيهان قال في رسالة إلكترونية إن "موضوعات داخلية" تؤثر على دعوته، وأضاف: "بدا مثيرا للشك وهناك أموال كثيرة"، مشيرا إلى أنه كان متأكدا من أن النزاع السياسي بين قطر والإمارات مرتبط به.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)