هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع إنترسبت الأمريكي مقال رأي للكاتب سام بيدل، تحدث فيه عن تداعيات سباق الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين.
وقال الكاتب في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن الذكاء الاصطناعي يشمل جميع التطبيقات التكنولوجية المبهرة المبنية على الخوارزميات.
وقد اجتاحت هذه التكنولوجيا المتطورة جميع المجالات، انطلاقا من الكاميرات، وصولا إلى القوات العسكرية ومجال الطب، ما فتح المجال أمام الولايات المتحدة والصين للتنافس بشراسة حول مستقبل الذكاء الاصطناعي، الذي من المحتمل أن يؤثر على بقية دول العالم.
وأشار الكاتب، نقلا عن تقرير نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية هذا الأسبوع، إلى ضرورة أن تحذر الولايات الأمريكية من المنافسة الشديدة التي تظهرها نظيرتها الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، مشدّدا على ضرورة أن تتخذ البلاد الإجراءات اللازمة للتغلّب على منافستها.
وورد في المقال الصحفي ما يلي: "حاول الاتحاد السوفياتي في السابق التفوّق على الولايات المتحدة، فحشد كامل قواته للقيام بذلك، وأذهل الأمريكيين بنشر أول قمر صناعي من صنع الإنسان في المدار، وهزت مفاجأة سبوتنيك ثقة الأمريكيين، وحفزت الحكومة على المشاركة في سباق الفضاء، وتكلّلت جهودها بتأسيس وكالة ناسا الفضائية، والهبوط على سطح القمر قبل 50 سنة. الآن تتمثّل أكبر مخاوفنا القومية في طفرة الذكاء الاصطناعي في الصين".
وأضاف الكاتب أنه في حال عبّرت الحكومة الأمريكية عن استعدادها للتغلّب على الصين في سباق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فهناك جملة من الأسئلة كان يجب الإجابة عنها، أوّلا: كيف سنتمكّن من إلحاق "الهزيمة" بالصين؟ في أيّ مجال بالضبط سنهزمها؟ ما هي المشاكل المحددة التي نأمل أن يعمل الذكاء الاصطناعي على إصلاحها؟
في مرحلة ما في المستقبل، عندما ستعمل الحكومة على فرض قيود على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أو حظر بعضها تماما، على غرار تقنية التعرف على الوجه، هل سنكون على يقين بأن الحلول لن تكون أسوأ من المشاكل؟
اقرأ أيضا: الذكاء الاصطناعي يهدد بإلغاء خُمس الوظائف الحالية
ومع ذلك، أكد الكاتب أنه لا مجال للإجابة عن مثل هذه الأسئلة، لأن الولايات المتحدة تسابق الزمن للفوز بسباق التسلّح بهذه التكنولوجيا المتطورة.
فهي تحتاج إلى المزيد من الاستثمارات والمشاريع والبحث والتطوير والتعاون والتقدّم في هذا المجال. ويجب أن تكون هزيمة الصين الهدف الأهم أمامها، ومن ثم سيكون هناك متسع من الوقت لإعادة النظر في كل الأمور التي تشعر بالقلق إزاءها.
في الواقع، نقل التقرير الوارد في صحيفة بوليتيكو أصوات الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق من أن تتخلف بلادهم عن ركب السباق في مجال تكنولوجيا المراقبة التي تجتاح العالم.
وفي هذا الصدد، نوّهت إلسا كانيا، المشاركة في برنامج التكنولوجيا والأمن القومي في مركز الأمن الأمريكي الجديد، بأن مدينة تيانجين الصينية تخطّط لإنفاق 16 مليار دولار على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في حين أن الاستثمارات الأمريكية لم تتجاوز بعض مليارات الدولارات.
من جهتها، قالت آمي ويب، الأستاذة في كلية إدارة الأعمال بجامعة نيويورك: "لقد تفوقت علينا الصين على جميع الأصعدة، وذلك فيما يتعلق بالأموال المنفقة والأبحاث والموظفين العاملين في هذا المجال".
وذكر الكاتب أنه في الوقت الذي يحذّر فيه السياسي الأمريكي بيت بوتجيج من تبعات هذه التكنولوجيا التي تعمل على تعزيز النظام الاستبدادي في الخارج، إلا أنه يحث على تجديد الاستثمار الوطني في هذه التكنولوجيا بالذات في الداخل.
والجدير بالذكر أن شركات فيسبوك وغوغل تستخدم التهديد الذي تشكّله الشركات الصينية المنافسة في قطاع المراقبة الرقمية كحصن ضد اللوائح الحكومية، حيث إنها تحذر من أنه في حال وضعت الحكومة قيودا على منتجاتها وطرق استخدامها، فإن المهندسين الصينيين سيكون سبّاقين في هذا المجال.
وعلى نحو مماثل، تشكّى الباحث والمخترع بالمر لوكي في وقت سابق من هذه السنة من عدم رغبة شركات التكنولوجيا الأمريكية في التزام مواهب موظفيها في هندسة الذكاء الاصطناعي في الجيش الأمريكي في أعقاب مشروع مافن المثير للجدل الذي طرحته شركة غوغل.
وقد ذهب البعض إلى حد القول إن عمل شركة غوغل في مجال الذكاء الاصطناعي قد تعرض للخطر بالفعل بسبب جواسيس صينيين.
وبيّن الكاتب أن السبب الدافع وراء رغبة الولايات المتحدة في هزيمة الصين في هذا المجال بالذات لا يزال غير واضح إلى حد الآن.
والجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي ساعد الحكومة الصينية على بناء أنظمة قوية للغاية للرقابة الاجتماعية، والقضاء على الحرية المدنية وقمع الأقليات.
وفي هذا الخصوص، كتب جوستين شيرمان، الذي يعمل لصالح مركز أبحاث "نيو أمريكا": "يجب إعادة صياغة تطوير المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين، لكن هذا لا يعني أن تطوير الذكاء الاصطناعي بحد ذاته لا يهم، بل بالعكس".
وأشار شيرمان إلى عدد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي غير المرتبطة بالسلاح، التي يجب ألا يسبقنا إليها الصينيون، على غرار التطبيقات التي تستخدم برامج التعليم الذاتي للكشف عن السرطان.
وفي الختام، أفاد الكاتب بأن السرعة تعتبر التهديد الحقيقي في هذا المجال، وأن التخفيف من وتيرة سرعة هذا السباق يجعلنا عرضة لاحتمال الخسارة أمام خصم قومي.
وبدلا من التنافس حول من سيتفوق في مجال الذكاء الاصطناعي على الصعيد الوطني، من الأفضل التفكير بجدية حول من سيكون عند خط النهاية على المستوى العالمي.