هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "سي أن أن" مقالا للكاتب دين عبيد الله، يتحدث فيه عن الشخصية البريطانية المتعصبة التي قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنشر تغريداتها المعادية للإسلام.
ويشير عبيد الله في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى ما قام به الرئيس ترامب يوم السبت بإعادة نشر تغريدات الكاتبة اليمينية المتعصبة كيتي هوبكنز، وسط هجومه على النائبات الديمقراطيات، وصرخات أنصاره في تجمع انتخابي، وهم يقولون "أعدها إلى بلادها"، في إشارة إلى النائبة المسلمة إلهان عمر.
ويلفت الكاتب إلى أن هوبكنز قاربت في إحدى التغريدات التي شاركها ترامب مع 60 مليون متابع له، بين صرخات "أعدها إلى بلادها" وهتاف "اسجنها" في أثناء الحملة الانتخابية ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون عام 2016.
ويعلق عبيد الله قائلا، إنه "يجب علينا عدم الاستغراب من استخدام ترامب تغريدات عنصرية لأنه استخدم العنصرية للفوز في انتخابات عام 2016، فمن أكاذيبه التي شيطنت المهاجرين إلى مطالبه بحظر كامل للمسلمين من دخول الولايات المتحدة، فهو ملتزم بمواصلة هذه الاستراتيجية وتصعيدها في حملة الرئاسة لعام 2020".
ويقول الكاتب، إن "من لا يعرف هوبكنز هو محظوظ، لكن لأن ترامب أعاد نشر تغريداتها مرتين في الشهر الماضي، وكذلك خلال الحملة الرئاسية لعام 2016، فإن من المهم معرفة طبيعة شخصيات يقوم ترامب بالترويج لها ودعمها، وهذا مهم لأن القوميين العنصريين البيض يعرفون من هي، وربما يشعرون بسعادة غامرة لأن ترامب استخدم تغريداتها، خاصة أن الكثير من المتعصبين البيض أثنوا على هجوم ترامب في الأسبوع الماضي على النائبات الديمقراطيات، كما وثقت حركة معاداة التشهير الأمريكية".
ويورد عبد الله نقلا عن هوبكنز، قولها في رد على ردة الفعل العنيفة لاستخدام ترامب تغريداتها: "صفني بالطريقة التي تريدها، معادية للإسلام، ومتعصبة وعنصرية ومثيرة للاشمئزاز، فإن هذا لا يهم.. ما يهم هو الحاجة للدفاع عن ثقافتنا المسيحية".
وينوه الكاتب إلى أن لهوبكنز تاريخا حافلا في الهجوم على السود والمسلمين والمهاجرين واليهود، وتزعم أنها منعت من دخول جنوب أفريقيا عام 2018، ومرة أخرى عام 2019؛ لأنها "تنشر الكراهية العنصرية"، بعدما زعمت أن هناك "تطهيرا عرقيا" للمزارعين البيض في جنوب أفريقيا، الذين "ذبحوا" على يد "عصابات السود"، وهو زعم دحضته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وغيرها.
ويذكر عبيد الله أن هذا جاء بعدما وصفت هوبكنز رجلا أسود اختلفت معه بـ"جيغابو"، وهي كلمة عنصرية تشهر بالسود، وحذفت التغريدة بعد ذلك ولم تعتذر عنها، مشيرا إلى أن هوبكنز دعت في عام 2017 للحل النهائي على الطريقة النازية، وهذه المرة للمسلمين كلهم بعد تفجيرات مانشستر، وكانت تدعو لهولوكوست ضد المسلمين، وطردت من عملها الإذاعي بسبب هذه التغريدة، ومع أنها حذفت التغريدة، إلا أنها رفضت الاعتذار.
وينقل الكاتب عن رئيس مجلس القيادة اليهودية في بريطانيا السابق سير ميك ديفز، قوله إن هوبكنز لم تستهدف المسلمين فقط، وأضاف في مقال رأي: "لم يطل تعصب هوبكنز المسلمين فقط، بل لديها تاريخ في التحريض ضد اليهود"، مشيرا إلى أن هوبكنز ألقت مسؤولية الهجوم على كنيس يهودي في بيتسبرغ، الذي قتل فيه متطرف أبيض معاد للمهاجرين 11 يهوديا، على الحاخام في الكنيس، وقالت في تغريدة لها عقب الهجوم: "انظروا إلى الحاخام الأكبر ودعمه للهجرة الجماعية عبر المتوسط.. هناك تعرف الحقيقة".
ويشير عبيد الله إلى ما كتبته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، بأن هوبكنز "تقوم وبحماس بمقابلة مسؤولين بارزين في الجماعة الألمانية المتطرفة (البديل) وحزب الحرية النازي النمساوي، اللذين قاطعتهما إسرائيل"، لافتا إلى أن هوبكنز شاركت في العام الماضي المسرح مع منكر للهولوكوست.
ويقول الكاتب إن "هوبكينز، مثل ترامب، قامت بشيطنة المهاجرين، وفي حالة ترامب فإنه وصف المهاجرين الذين يقتربون من الحدود الجنوبية بأنهم (زناة) و(مهربو مخدرات) ومجرمون يريدون (نشر الداء في بلدنا)، وفي الوقت ذاته وصفت هوبكنز في 2015 المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا بـ(الصراصير)، وقالت إنه يجب (إرسال السفن المحملة بالبنادق لوقف المهاجرين)".
ويلفت عبيد الله إلى أن "هوبكنز قامت بتشجيع ظهور القوميين البيض في أمريكا، مثل جارد تيلور، الذين وثقت تصريحاتهم المثيرة للاشمئزاز، بما في ذلك (عندما يترك السود تنطمس الحضارة الغربية أيا كان نوعها)، ووصف ترامب قادة من السود بـ(الأغبياء) وبأنهم بمستوى عقلي متدن".
ويقول الكاتب إن "زعم أنصار ترامب بأنه لا يعرف من هي هوبكنز هو كذب، ففي كانون الأول/ ديسمبر 2015 مدح ترامب هوبكنز، التي كانت في عام 2007 مشاركة في برنامج (المتدرب) البريطاني، لدعمها الكامل لدعوة ترامب حظر دخول المسلمين، وكتب: (شكرا للمعلقة المحترمة كيتي هوبكنز)".
ويستدرك عبيد الله بأن "إعادة ترامب التغريدات ليست جديدة، ففي حملة 2016 الرئاسية قام بنشر تغريدات عدة للقوميين البيض، منهم واحد اسمه (الإبادة البيضاء)، وهي العبارة التي يستخدمها المتطرفون البيض لوصف مخاوفهم من أن السكان البيض في أمريكا سيختفون بسبب زيادة الملونين، وكما لاحظ موقع (سليت) في تقرير نشره في آذار/ مارس، فإن شركة (تويتر) قامت بوقف أربعة حسابات عنصرية أعاد ترامب نشر تغريداتها في عام 2016".
ويرى الكاتب أن "ما يفعله ترامب ليس مستغربا، لكن يجب عدم السماح له وللقوميين البيض المتعصبين بالذهاب دون تحديهم، ويجب مواجهتهم لأن ما يقولونه هو ضد القيم الأمريكية، بل هي قيم يبدو أن ترامب راغب في تبنيها خدمة لأهدافه السياسية".
ويختم عبيد الله مقاله بالقول: "الأمر متروك لجميع الذين يحتضنون القيم الأمريكية للوقوف في وجه ترامب، إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن ترامب سينجح في استبدال القيم التي جعلت أمتنا عظيمة، وسيكون هذا يوما مظلما، ليس فقط لأمريكا، بل للعالم أيضا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)