هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، تحت عنوان "أمريكا ترفض إطعام السوريين الجائعين".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن القوات الأمريكية ترفض توفير الطعام للناس الجائعين في مخيم لنازحي الحرب الأهلية يقع تحت سيطرتهم، لافتا إلى قول دبلوماسي أمريكي رفيع، إن القيام بذلك يعني ضمنا أن واشنطن ملتزمة بوجود طويل الأجل في سوريا.
ويلفت سبنسر إلى أن مخيم الركبان، الذي يعيش فيه آلاف النازحين السوريين، يقع ضمن المنطقة التي تقدم لها القوات الأمريكية حماية، أي قاعدة التنف العسكرية وما حولها.
وتفيد الصحيفة بأن القوات التابعة للنظام قامت بقطع المخيم عن منطقة شمال شرق سوريا، التي تسيطر عليها المليشيات الكردية، حيث تعمل وكالات الأمم المتحدة بحرية، مستدركة بأن النظام استطاع وقف وصول المساعدات لسكان المخيم، الذين كان عددهم في وقت ما 55 ألف نسمة.
وينوه التقرير إلى أن قاعدة التنف تضم مهبطا للطائرات، لكن الولايات المتحدة رفضت استخدامه لنقل المساعدات، ورفضت مناقشة الأسباب بشكل تفصيلي، إلا أن جيمس جيفري، الذي يترأس ملف سياسة أمريكا في سوريا، أجاب عندما طلب منه تبرير السبب في مؤتمر الأمن في مدينة أسبين في كولورادو، قائلا: "أولا، لو وفرنا الطعام لهم فإننا سنظل هناك للأبد.. ثانيا، لا نستطيع الالتزام ببقاء طويل في التنف أو أي مكان آخر في سوريا".
ويذكر الكاتب أن منظمات الإغاثة حذرت منذ عدة سنوات من خطورة الوضع في المخيم، الذي وفرت له المساعدات لوقت عبر الحدود الأردنية، إلا أن الأردن أغلق الحدود خوفا من استخدام المخيم ملجأ للجهاديين، مشيرا إلى أن قوات بشار الأسد سمحت في نهاية العام الماضي، بمرور قافلتين من الأمم المتحدة في المنطقة إلى المخيم، وذلك بعد تقارير عن وفيات لها علاقة بالجوع والأمراض بين الأطفال، فيما لم يصل إليه أي نوع من المساعدات منذ ذلك الوقت.
وتنقل الصحيفة عن أحد سكان المخيم، ويدعى أبو رشوان، قوله: "لا توجد عناية صحية أو تعليم ولا مساعدات"، وتحدث أبو رشوان مع الصحيفة عبر الهاتف، قائلا: "تحصل معظم العائلات على خبز كل يوم أو يومين، ومن يمرض عليه الانتظار يومين أو ثلاثة حتى يأتي دوره، ولا يوجد دواء أو حتى مسكنات أو حليب للأطفال".
ويشير التقرير إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص تم إقناعهم في نيسان/ أبريل بترك المكان والعودة إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرة النظام، إلا أن إقامتهم في منطقة خاضعة للحماية الأمريكية جعلتهم عرضة لشك النظام، لافتا إلى أن هناك تقارير عن وجود اعتقالات، بالإضافة إلى أنه تم تجنيد الشباب في الجيش.
ويورد سبنسر نقلا عن المتحدث باسم اللجنة التنظيمية للمخيم شكري شهاب قوله، إن هناك 15 ألف لاجئ فيه، وأن نصفهم سيرفضون العودة، وأضاف: "تفضل العائلات المتبقية الموت جوعا على الموت في مناطق النظام".
وتنقل الصحيفة عن جيفري قوله، إن الولايات المتحدة تحاول التوصل إلى حل للمخيم، لكنه مسؤولية النظام السوري، وعليه السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إليه.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول الدبلوماسي السوري السابق المقيم في واشنطن بسام بارابندي، إن الولايات المتحدة كانت تأمل في موافقة اللاجئين على مغادرة المخيم، كجزء من صفقة تم التفاوض عليها مع الروس، وتخفض فيها أمريكا وجودها في سوريا، مقابل إجبار الروس والإيرانيين على الخروج من سوريا.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)