هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أوضحت صحيفة إسرائيلية، أن نجاح تجربة منظومة "حيتس 3" تحمل رسالة لإيران، مؤكدة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لا يمكنه أن يثق بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي من الممكن أن يعقد صفقة مع إيران لا تلبي الطموحات الإسرائيلية.
وأكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "التجارب الناجحة لمنظومة الاعتراض "حيتس 3" المضادة للصواريخ، التي أبلغت عنها أمس إسرائيل والولايات المتحدة والتي أجريت في ولاية ألاسكا، تعكس نجاحا تكنولوجيا وعمليا، وتحمل رسالة رادعة لإيران".
ونوهت إلى أن "لهذه التجربة أهمية استراتيجية في السياق الإقليمي؛ فالمشاركة الأمريكية في التجارب، تعكس استمرار الالتزام بالمساعدة في الدفاع عن إسرائيل من الصواريخ".
وأضافت: "في خلفية التوتر بين واشنطن وطهران، هذا التعاون يعطي إشارات لإيران بأن محاولة المس بإسرائيل بواسطة الصواريخ - وهو سيناريو بعيد ولا يبدو معقولا في هذه الأوقات- سيصطدم بنظام دفاع فعال"، مشيرة إلى أن "هذه هي المرة الثالثة التي ينهي فيها بنجاح جهاز الأمن محاولة اعتراض أهداف بواسطة "حيتس3".
وفي التفاصيل عن التجربة، أوضحت الصحيفة أن "صواريخ الهدف التي أطلقت في ثلاث حالات منفردة، أطلقت من مدى بعيد وبسرعة عالية، وكلها تم اعتراضها خارج المجال الجوي"، منوهة إلى أن "أمريكا لم تساهم فقط بالأرض الواسعة للتجارب، وإنما بأجهزة لإطلاق أشعة "إكس"؛ التي لها نظام مواز منشور بصورة دائمة في النقب".
اقرأ أيضا: إسرائيل تعلن نجاح اختبار منظومة "حيتس-3" المضادة للصواريخ
وأشارت إلى أن "نشر هذه الأجهزة في إسرائيل، هو جزء من وسائل الدفاع التي زودت واشنطن بها تل أبيب في فترة إدارة بوش، كما أنها استخدمت في تجارب تعقب صواريخ وتوجيه أنظمة الاعتراض، إضافة لقدرتها على الاكتشاف"، مضيفة أنه "رغم تقدم نظام الاعتراض متعدد الطبقات الإسرائيلي في العقد الأخير، إلا أنه بقيت فيه فجوات غير قليلة".
وتابعت: "الحكم على "حيتس3" ليس مثل الحكم على منظومة اعتراض المدى المتوسط "مقلاع داود" (كشف عن فشلها في أول تجربة عملية عندما أطلق صاروخ من سوريا في 2018 وفشلت في اعتراضه)، في حين أن القبة الحديدية التي واجهت تهديد الصواريخ من قطاع غزة، لا تكفي لتغطية كاملة لتهديد الصواريخ من الشمال، في حال اندلعت حرب مع حزب الله في المستقبل".
ورأت "هآرتس"، أن "هذه التجارب الصاروخية التي حددت مسبقا، ليس لها علاقة بحملة انتخابات حزب الليكود، لكنها في ذات الوقت تندمج جيدا مع رسائله، فرئيس الحكومة عرض من جديد اللافتات الإعلامية التي تعرضه كـ"دوري آخر" بالمقارنة مع منافسيه في الانتخابات، ويوثقونه في لحظات ودية مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
وأفادت بأن "الرسالة بقيت ثابتة؛ نتنياهو في الحكم، والعلاقة الوثيقة التي خلقها مع زعماء الدول العظمى تمكنه من توجيه إسرائيل في المياه العاصفة للواقع الإقليمي والدولي".
ولكن "التفاصيل الصغيرة معقدة أكثر؛ فبوتين الذي يتفاخر نتنياهو بصداقته، لم يلتزم بتعهده بإبعاد الإيرانيين ومبعوثيهم لمسافة 70 كم عن الحدود مع سوريا في هضبة الجولان، وحزب الله ينشط بكثرة هناك، وبحسب تقارير إعلامية فإن الهجمات الأخيرة في هضبة الجولان استهدفت بنية المنظمة التي أعادت إقامتها في المنطقة".
أما بـ"النسبة لترامب، ورغم محبته المعلنة لنتنياهو وتجنده الكامل لإعادة انتخابه، فإن هناك شا في ما إذا كانت القيادة الإسرائيلية تستطيع الاعتماد عليه بصورة كاملة في كل ما يتعلق بالملف الإيراني".
وعن "خوف" نتنياهو، نبهت الصحيفة، أنه "بعد شهرين على اندلاع الأزمة في الخليج، من الواضح أن ترامب رغم خطابه المتشدد أحيانا، فهو لا يبحث عن حرب مع إيران، بل عن مفاوضات جديدة"، موضحة أن "هناك إشارات مختلفة تشير لحوار أولي بين الطرفين، مباشر وغير مباشر، قد بدأ أو يمكن أن يبدأ قريبا".
اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية: الحوار مع إيران مفيد لمصالحنا الاستراتيجية
وقالت: "في صيف 2012 عندما تسليا نتنياهو ووزير أمنه في حينه يهود باراك، بأحلام مهاجمة إيران، تبين لهما أن وزيرة خارجية إدارة أوباما هيلاري كلينتون تجري مفاوضات سرية مع طهران حول المشروع النووي، وهي الاتصالات التي أدت للتوقيع على الاتفاق المرحلي بعد سنة، وإلى بلورة الاتفاق النهائي في 2015، وخلال ذلك أغلقت الدائرة على سيناريو الهجوم الإسرائيلي".
وقدرت أنه "في ظروف معينة، يمكن أن تعود القصة وتكرر نفسها هذه السنة أو السنة القادمة، ولكن في هذه المرة نتنياهو سيجد صعوبة في أن ينتقد علنا الاتفاق الذي سيبلوره ترامب، ويبدو أنه في الغرف المغلقة هذا هو السيناريو الذي يقلق نتنياهو وهو اتفاق جديد غير جيد حول المشروع النووي، تكون فيه إسرائيل ملزمة بأن تصفق له بسبب الأنا الحساسة والهشة للرئيس".
وحول إدارة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الصين وكوريا الشمالية والفلسطينيين وإيران، "يمكن تشخيص نمط ثابت لترامب؛ ضغط اقتصادي في معظمة بالحد الأعلى، اقتراح لحوار، وفي النهاية وعود بصفقة تاريخية، ولا أحد يعرف بيقين ما هي طبيعتها"، بحسب "هآرتس".