هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرال إسرائيلي إن العملية العسكرية البرية في قطاع غزة "مسألة وقت ليس أكثر"، في تعليقه على المناورات العسكرية الأخيرة التي أجرتها قوات الاحتلال قرب قطاع غزة.
وفي لقاء مع صحيفة "مكور ريشون" - ترجمته "عربي21"– قال قائد الكتيبة 188 في سلاح المدرعات غال شوخمي إن "هدفنا أن نعيد حماس عشرين عاما للوراء، وقد جاءت التدريبات التي أجراها الجيش في الأيام الأخيرة لتحقيق هذا الهدف".
وكشف أنه لهذا الهدف "شاركت فيها كل وحدات وكتائب وألوية الجيش تحضيرا لعملية محتملة في غزة، واستعدادا لأي تطور محتمل في الجبهة الجنوبية"، وفق تعيبره.
"في غزة واقع معقد جدا"
وأضاف أن "التدريبات الأخيرة شملت الانخراط بمهام عملياتية تشمل الدخول في قلب القطاع، وتقليص قدرات حماس للحد الممكن، من خلال المس بها، واستهداف قدراتها الصاروخية التي تستهدف إسرائيل، والوصول لقياداتها، وإحباط جهودها قدر الإمكان، وفي النهاية نصل لواقع يمكن فيه إبرام التسوية المطلوبة".
وأشار شوخمي الذي ينتقل في المرحلة المقبلة لقيادة فرقة الاحتياط، أن "الواقع في غزة معقد جدا، ولذلك شملت التدريبات الأخيرة الإجابة عن جملة تساؤلات: كيف يمكن التوصل لمرحلة الحسم مع حماس؟ ومع من نحسم؟ وما هو الإجراء الكفيل بإخضاع الحركة؟
وتابع: "هذه الأسئلة يمكن الإجابة العملية عنها من خلال إدخال قوة إسرائيلية مسلحة كي تخوض قتالا مع قوة مسلحة من حماس، وقد أجرى الجنود تدريبات بما فيه الكفاية، ولم يتبق أمامهم سوى الذهاب للتنفيذ العملي".
"بانتظار قرار المستوى السياسي"
وأكد أنه "منذ عام ونصف مع اندلاع مسيرات العودة، كان الجيش قريبا أكثر من أي فترة أخرى لحرب شاملة في القطاع، فصواريخ غزة استهدفت تجمعات استيطانية، وقتلت إسرائيليين، والطائرات الورقية التي تطلقها حماس حرقت مئات آلاف الدونمات الزراعية، والحدود تم اختراقها عدة مرات، ونيران الجيش الإسرائيلي قتلت العديد من الفلسطينيين على الجانب الثاني من الحدود، من أجل منع مواجهة أوسع".
وطرح الجنرال الإسرائيلي التساؤل التالي: "حين نسأل أنفسنا إلام سنكون أقرب: إلى حرب أم تسوية، فإني أرى الحرب مع غزة مسألة وقت ليس أكثر، لدينا مشكلة سياسية وحزبية معقدة في إسرائيل، لكن أمامنا في الجانب الآخر من الحدود مع غزة عدو، لذلك يجب أن نكون مستعدين له، ومهمتي أن أعد وأجهز جنودي لهذه المهمة، وبانتظار قرار المستوى السياسي كي أبلغه بأنني مستعد للتنفيذ على الأرض، متى ما أراد ذلك".
وأضاف: "حين تحصل تسوية مع حماس، فسأكون كإسرائيلي وأب أكثر سعادة، لأنها أكثر جدوى، وإن حصل سلام بدون حرب فإني سأبارك فعلا، لكن إن سألتني عن احتمالات الحرب فلدي اعتقاد كبير جدا بأننا نوجد الآن عشية مواجهة في عزة في المدى غير البعيد".
"مرحلة طويلة من الأمن"
وأكد أنه "منذ حرب غزة 2014 استخلص الجيش العديد من الدروس والعبر، واليوم يتحدثون في الجيش عن مصطلحات الحسم والإخضاع لحماس، وإحباط قدراتها العسكرية، وليس فقط تسجيل نقاط لوقف إطلاق النار من غزة، أو تفجير الأنفاق، لذلك لابد لهذه المواجهة من معلومات أمنية كثيرة ونوعية، تشمل معرفة قدرات العدو، والتدرب على مواجهتها".
وزعم "أننا نعرف اليوم عن قدرات حماس أكثر بكثير مما عرفناه عشية الجرف الصامد، لن أقول ما أعرفه، لكننا حين نقرر المواجهة سنعرف ماذا نستهدف، فالمواجهة أمام حماس تختلف عن جيش نظامي، ما ينتج عنه عدم وضوح في المهام العملياتية، ومن أجل التصدي لهذا التحدي يجب امتلاك كمية هائلة من المعلومات الأمنية، تفيدنا بتشخيص الإخضاع الذي يشمل دخول قلب القطاع، وتدمير قدرات حماس، وإجبارها على طلب وقف إطلاق النار".
وختم بالقول إن "الإخضاع الذي أبحث عنه يسعى لتوفير عشرين عاما من الهدوء والأمن، وهذا يستحق الثمن الإسرائيلي الذي سيدفع في المواجهة القادمة، حتى لو تبقى مقاتل في حماس يأتي في نهاية الحرب، يرفع علما ويحمل كاميرا، في نهاية الحرب مع حماس لن نتوصل لاتفاق سلام كما هو الحال مع مصر والأردن، لكننا نبحث عن توفير مرحلة طويلة من الأمن والهدوء للإسرائيليين".