هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اختتم المؤتمر الوطني للشباب أعماله الأربعاء، في العاصمة الإدارية الجديدة، شرقي القاهرة، بحضور نحو 1500 شاب، ومشاركة رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، واستمرت فعالياته لمدة يومين.
وهذا هو المؤتمر السابع من مؤتمرات الشباب التي عقدت في الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر 2016، وحتى تموز / يوليو 2018، الذي شهد في نسخته الأخيرة مشاركة عشرات الشباب الأفارقة الذين أتموا البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب الأفريقي.
وأثار المؤتمر العديد من التساؤلات حول مدى استفادة البلاد من النسخ الست السابقة التي عقدت من قبل؟ والأهداف التي يهدف السيسي إلى تحقيقها من وراء عقد هذه المؤتمرات المتكررة؟
أسئلة معتادة وردود مكررة
وخلال المؤتمر، عقد السيسي جلسة بعنوان "اسأل الرئيس"، للرد على أسئلة المواطنين حول الأوضاع في البلاد، لكن الردود جاءت كما هو معتاد مكررة ومتشابهة، بحسب مراقبين.
وخلال احدى الجلسات، قال السيسي إنه كان على استعداد للاستقالة من منصبه والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة عام 2016 إذا رفض الشعب برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أطلقه، لكن إجابة السيسي أثارت موجة من السخرية والسخط على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن هاشتاج #ارحل_ياسيسي تصدرت قائمة الأكثر تداولا في مصر بعدها بساعات.
كما اتهم كثير من المعلقين السيسي بعدم الإحساس بمعاناة المصريين؛ بسبب ضحكه من الصور الفكاهية التي تصف حالة المصريين بعد رفع أسعار المحروقات.
وفي نهاية المؤتمر، أعلن السيسي عددا من القرارات من ضمنها تشكيل مجموعات عمل شبابية لمعاونة المسؤولين، وإطلاق المشروع القومي لتنمية القرى الأكثر احتياجا، وإطلاق المشروع القومي للتحول الرقمي، وتنفيذ منظومة الحوكمة على مستوى الدولة.
"ملهاة"
وتعليقا على هذه المؤتمرات، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية مصطفى السيد إنها "ملهاة لا فائدة منها".
وأضاف السيد في تصريحات لـ"عربي21"، أنه لا ينبغي على المراقبين أو المواطنين أن يأخذوا مثل هذه المؤتمرات على محمل الجد، ويجب ألّا نهتم بها، لا من حيث الفعاليات ولا نتوقع منها نتائج ترجى، ولا أي تغيير على أرض الواقع يترتب عليها، وأن تلك المؤتمرات عادة ما تكون مكررة، وتتضمن عرض لإنجازات الرئيس، وشرح إجراءات الإصلاح الاقتصادية، والتحذير من الإرهاب والتطرف.
وأكد أن جميع التنفيذيين في مؤسسات الدولة المختلفة يعلمون جيدا أن هذه المؤتمرات لها هدف وحيد، وهو البروباجندا الإعلامية للنظام، والتأكيد على المفاهيم التي يرددها السيسي مئات المرات منذ توليه المسؤولية، مثل ضرورة الصبر على الإصلاحات الاقتصادية، وعدم الانجرار إلى التظاهرات، والتشديد على تماسك مؤسسات الدولة، مضيفا: "إذا أردت أن تعرف مصير توصيات المؤتمر الأخير، فابحث عن توصيات المؤتمرات الستة السابقة لتعرف وحدك إذا كانت التوصيات الجديدة ستنفذ أم لا؟
أما عن مشاركة عدد من الشباب الأفارقة في فعاليات المؤتمر، فقال مصطفى السيد إن الأمر ليس إلا إجراء دبلوماسي بسبب ترؤس مصر للاتحاد الأفريقي في دورته الحالية، وهذه المشاركة تأتي من باب المجاملات السياسية، مشيرا إلى أن الأمور التي تترك أثرا في العلاقات السياسية أو الاقتصادية مع الدول الأفريقية هي المشروعات التنموية أو تسهيل التبادل التجاري والاستثمارات معهم.
الواقع مختلف
من جانبه، قال أحمد الشرقاوي، وهو مدرس شاب، إنه لا يهتم بمثل هذه المؤتمرات، ولم يتابعها من قبل باستثناء بعض اللقطات القصيرة التي شاهدها في التليفزيون أثناء تنقله بين القنوات.
وحول مشاركة الشباب في حوارات مع رئيس الجمهورية ومشاركتهم في نماذج محاكاة لمجلس الوزراء وغيرها من مؤسسات الدولة، قال الشرقاوي لـ "عربي21": "الجميع يعرف من هم الشباب الذين يتم اختيارهم للمشاركة في هذه الفعاليات، موضحا أنهم من الشباب المؤيدين للنظام".
أما مريم عبد العزيز (طالبة جامعية)، فقالت لـ"عربي21" إن "هذه المسرحيات لم تعد تنطوي على أحد، خاصة جيل الشباب الذي أصبح كل يوم بمقارنة الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر مع غيرها من البلاد، ويعرف جيدا أن مصر لا تتمتع بأي هامش من الحرية، فكيف يريدون إقناعنا أن هناك شباب يتحدثون بحرية أمام رئيس الجمهورية دون أن يتعرض لهم أحد!.
وتساءل كرم المحمدي، كم مليونا تم إنفاقها على هذا المؤتمر الذي استضاف مئات الشخصيات المصرية والأفريقية؟ مضيفا: ألم يكن الفقراء في البلاد أولى بهذه الملايين التي تم إهدارها؟ وأوضح المحمدي أن جميع المشاركين في هذا المؤتمر لا يمثلون سوى شريحة محدودة للغاية من المجتمع المصري، مؤكدا أن ملايين الشباب المصري يبحثون عن فرصة عمل، ويكافحون لتوفير احتياجاتهم الأساسية في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ خمسة أعوام.
نتائج ملموسة؟
في المقابل قال عضو لجنة العفو الرئاسي النائب طارق الخولي، إن تجربة المؤتمر الوطني للشباب تطورت بشكل كبير خلال السنوات الماضية، وحققت الكثير من النتائج الملموسة والإنجازات على أرض الواقع.
وأضاف الخولي، في تصريحات إذاعية، أن المؤتمرات السابقة أسهمت في خروج أكثر من ألف شاب من المتهمين في قضايا تظاهر من السجون، وتعديل قانون التظاهر السلمي، فضلا عن إنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب.
بدوره، أشاد أمين الشباب بحزب مستقبل وطن، أحمد صبري، بالتوصيات الصادرة عن المؤتمر الوطني السابع للشباب، مؤكدا أن التوصيات جاءت تأكيدا على رغبة السيسي في تمكين الشباب في كافة المجالات، حسب قوله.
وأشار إلى أن المؤتمر ناقش قضايا المجتمع من خلال حوار بين الرئيس وممثلين لأطياف المجتمع المصري بكل توجهاته، لافتا إلى مشاركة رأس الدولة في كل فعاليات المؤتمر، والاستماع مباشرة إلى الشباب يعطى رسالة لكل المسؤولين بضرورة وجود قناة اتصال مع الشباب.