هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تصاعدت حدة الاشتباكات في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، اليوم السبت، بين القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمدعومة من التحالف العربي من جهة، وقوات "الحزام الأمني" التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والمدعومة إماراتيًا، من جهة أخرى.
واقتربت الاشتباكات من قصر معاشيق الرئاسي، بينما تتواصل داخل معسكر "بدر"، فيما استقبلت المستشفيات أكثر من 25 جثة وعشرات الجرحى.
وقصر معاشيق هو مقر الحكومة، لكن معظم الوزراء، إضافة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، يتواجدون في الجارة السعودية.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان دعا، اليوم السبت، إلى وقف التصعيد العسكري في مدينة عدن بجنوب اليمن.
وبثت منصات تابعة للمجلس الانتقالي على "فيسبوك" و"تويتر"، مقاطع مصورة تظهر قوات من "الحزام الأمني" قرب باب منزل وزير الداخلية، المحاط بخرسانات أسمنتية، في حي المنصورة.
وظهرت القوات وهي تتمركز أمام الباب، وتعلن سيطرتها على منزل الوزير، من دون حديث عن مصيره.
وقالت مصادر مقربة منه، طلبت عدم نشر أسمائها، للأناضول إن قوات تابعة للتحالف العربي نقلت الوزير من منزله إلى مقرها في مدينة البريقة غربي محافظة عدن.
وأضافت المصادر أن ثمان عربات مصفحة اتجهت، قبل فجر السبت، إلى منزل الميسري، وخرجت به من منزله بعد دقائق.
وتتواصل الاشتباكات منذ الأربعاء الماضي، غداة دعوة المجلس الانتقالي أنصاره والقوات الموالية له إلى اقتحام القصر الرئاسي وإسقاط الحكومة؛ وذلك ردًا على مقتل قيادي بارز وجنود في "الحزام الأمني"، في قصف لجماعة "الحوثي" على عدن.
وأعلنت قوات المجلس، فجر السبت، سيطرتها على اللواء الرابع حماية رئاسية بعدن، فيما اكتفى طيران التحالف العربي بالتحليق فوق المدينة، للمرة الأولى منذ الأربعاء.
وقال رئيس الجمعية الوطنية بالمجلس (برلمان جنوبي)، اللواء أحمد بن بريك، إن قواتهم سحقت ما أسماها "قوات الإرهاب في كثير من المواقع"، بحسب تسجيل صوتي.
اقرأ أيضا: قتلى باشتباكات عدن بين الحكومة وقوات مدعومة إماراتيا (شاهد)
ويقول يمنيون إن وصف المجلس لقوات الحكومة بـ"الإرهاب"، هو اتهام باطل يستهدف التغطية على هدفه الرئيس، حيث يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، في ظل اتهامات للحكومات المتعاقبة بإهمال الجنوب ونهب ثرواته.
وذكرت مواقع ومنصات تابعة للمجلس الانتقالي أن "معسكر بدر"، مقر "اللواء 39 مدرع"، سقط أيضًا بأيدي قوات "الحزام الأمني".
إلا أن مصدرًا عسكريًا في "اللواء 39 مدرع"، طلب عدم نشر اسمه، قال للأناضول، إن قائد اللواء، العميد عبد الله الصبيحي، ما يزال يقاتل هو وجنوده داخل المعسكر، مع سقوط العشرات من الجانبين بين قتيل وجريح، منذ أن هاجمت قوات "الحزام الأمني" المعسكر من ثلاث جهات.
وقال المجلس الانتقالي، في بيان، إن لديه أدلة موثقة تفيد باشتراك عناصر من تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في القتال بجانب قوات الحكومة.
وقالت مصادر طبية للأناضول، إن مستشفيات في حيي المنصورة والشيخ عثمان استقبلت، صباح السبت، أكثر من 25 جثة وعشرات الجرحى، عقب سقوط اللواء الرابع حماية رئاسية، الذي كان يتولى تأمين عدن من مدخلها الشمالي.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، إلى وقف القتال في عدن، وحل الخلافات بين اليمنيين بالحوار.
وتزيد معارك عدن من العراقيل أمام جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي ينهي حربًا جعلت معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
ومنذ 2015، تقود الجارة السعودية تحالفًا عربيًا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران، والمسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.
وفور إعلان قوات المجلس الانتقالي سيطرتها على اللواء الرابع حماية رئاسية، فجر السبت، فقد حلقت طائرات للتحالف العربي على علو منخفض في سماء المدينة، للمرة الأولى منذ اندلاع المعارك، بحسب سكان محليين.
وقال كل من وزير الدفاع اليمني، محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان العامة، عبدالله سالم النخعي، إن "الأحداث العصيبة التي يعيشها وطننا اليمني الحبيب في ظل انقلاب مليشيات إيران الحوثية، قد أفرزت أحداثا ألقت بظلالها على أمن الوطن واستقراره تمثلت في قيام ثلة ممن فقدوا مصالحهم بالانقلاب على مؤسسات الدولة في العاصمة المؤقتة"، وفق الوكالة الرسمية للأنباء.
وتقاتل القوات الموالية للحكومة، منذ سنوات، قوات جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران والمسيطرة على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.
اقرأ أيضا: حصري.. تسجيل يكشف تنسيقا إماراتيا مع الحوثي ضد هادي بعدن
وأعرب وزير الدفاع ورئيس الأركان، في برقية بعثا بها إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي، عن "وقوف المؤسسة العسكرية بكافة تشكيلاتها ووحداتها القتالية خلف الشرعية الدستورية".
وأشادا بـ"مساندة الأشقاء في قيادة التحالف العربي الشقيق، وفي مقدمتهم السعودية".
ومنذ مارس/ آذار 2015، تقود الجارة السعودية تحالفًا عربيًا ينفذ عمليات عسكرية في اليمن، دعمًا للقوات الموالية للحكومة، في مواجهة الحوثيين.
وتزيد معارك عدن من العراقيل أمام جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي ينهي حربًا جعلت معظم سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وعلى صعيد آخر، قال المتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع، في بيان السبت، إن الجماعة قصفت مطار أبها السعودي بطائرات مسيرة عبر عمليتين هجوميتين؛ ما أدى إلى تعطيل الملاحة الجوية بالمطار.
وأضاف أن ذلك الاستهداف جاء ردًا على "جرائم العدوان (يقصد التحالف العربي) وحصاره المستمر وغاراته المتواصلة التى بلغت 26 غارة جوية، خلال 48 ساعة الماضية"، وفق البيان.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من السعودية ولا التحالف العربي.