هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للكاتب جوش روغين، يقول فيه إن تنظيم الدولة يقوم ببناء خلافة رقم 2 في المخيمات السورية.
ويقول روغين في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن تنظيم الدولة سيطر بالكامل على المخيمات في شمال- شرق سوريا، و"لا توجد هنا خطة حول ما يجب عمله مع 70 ألف شخص، بينهم 50 ألف طفلا".
ويرى الكاتب أن "الولايات المتحدة وأوروبا مطالبتان بالتعامل حالا وسريعا مع مسألة الأمن القومي والأزمة الإنسانية الملحة قبل أن تظهر خلافة جديدة، وهما تتفرجان".
ويلفت روغين إلى أنه بعد سقوط الرقة، وخروج مقاتلي التنظيم منها، قال الرئيس دونالد ترامب إن نسبة "100%" من الخلافة منها قد دمر، مستدركا بأن عشرات الآلاف من المقاتلين وعائلاتهم نقلوا إلى مخيمات مسيجة مخصصة للأشخاص المشردين داخليا دون حماية وأمن أو دعم مراقبة.
ويقول الكاتب إنه بعيدا عن المخيمات المخصصة للنازحين، التي تم وضع فيها أطفال وعائلات تنظيم الدولة، فإن هناك أكثر من ألفي مقاتل للتنظيم تم توزيعهم على شبكة من السجون المؤقتة، مشيرا إلى أن هذه الشبكة تديرها قوات الأكراد التي تسيطر على قوات سوريا الديمقراطية، التي لا تملك مصادر كافية لا أو موارد بشرية، وهم حلفاء الولايات المتحدة التي تخطط للخروج من سوريا.
ويفيد روغين بأن تنظيم الدولة في مخيم الهول يملك تأثيرا وسيطرة أكثر من عشرات الحراس التابعين لقوات سوريا الديمقراطية، وذلك بحسب مسؤولين ونواب أمريكيين وخبراء، مشيرا إلى قول مسؤولين أمريكيين إن نساء تنظيم الدولة أنشأن شرطة أخلاق لتطبيق الشريعة، بل إنهن قمن بعمليات إعدام.
وينقل الكاتب عن مسؤولين، قولهم إن تنظيم الدولة يقوم بتجنيد أفراد داخل المخيمات، وتهريبهم منها وإليها، ويستخدمهم للقيام بعمليات إرهابية في أنحاء أخرى من سوريا، و"إن لم تكن خلافة رقم 2 فستكون قريبا".
وتورد الصحيفة نقلا عن السيناتور الجمهوري عن ساوث كارولينا ليندزي غراهام، قوله: "يتحول مخيم الهول بشكل تدريجي إلى خلافة مصغرة، وأرضية خصبة لتنظيم الدولة"، وأضاف: "الأمن حول المخيم ضعيف، ويديره تنظيم الدولة تحت نظرنا".
وينوه روغين إلى أن هناك 11 ألف معظمهم من النساء والأطفال في مخيم الهول، وجاء معظمهم من خارج العراق وسوريا، مشيرا إلى أن معظم هذه الدول رفضت استعادة مواطنيها، تاركة إياهم في أوضاع بائسة، إلا أنها "جيدة لتنظيم الدولة ليجندهم".
ويذكر الكاتب أن الولايات المتحدة استعادت 21 من مخيم الهول، وتحاكم البالغين كلهم من الذين سافروا إلى العراق وسوريا، إلا أن الدول الأوروبية رفضت عودتهم، بل إن بعض هذه الدول قامت بتجريدهم من جنسياتهم.
وتنقل الصحيفة عن غراهام، قوله: "الرد الأوروبي كان محزنا وخطيرا عندما يتعلق بمقاتلي تنظيم الدولة"، وأضاف: "عندما يتعلق الامر بالهول فإن الأضواء الحمراء واضحة، وتجاهلناها على حساب الخطر المحيق بنا".
ويفيد روغين بأن "الرئيس ترامب قد هدد بالإفراج عن آلاف المقاتلين من تنظيم الدولة، ومع أن الأمر كان مزحة، إلا أن غياب التحرك قد يؤدي إلى حدوث هذا، وأخبرني المسؤولون أن سكان الهول المرتبطين بتنظيم الدولة ظهروا في مناطق مختلفة من سوريا وتركيا".
ويشير الكاتب إلى أن تقريرا جديدا لمفتش وزارة الدفاع، يقول فيه إن تنظيم الدولة بدأ يجند أشخاصا من مخيم الهول، ويضيف المفتش العام أن إعادة تأهيل سكانه هو المفتاح لمواجهة المشكلة.
وتورد الصحيفة نقلا عن تقرير المفتش العام، قوله إن "عدم قدرة قوات سوريا الديمقراطية على توفير إلا الحد الادنى من الأمن في المخيم سمح بانتشار ظروف لا يمكن منافستها لنشر أيديولوجية تنظيم الدولة".
ويقول روغين إن سوء الأوضاع في المخيم زادت بسبب انسحاب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، وعدم وضوح الالتزام الأمريكي هناك، مشيرا إلى أن "الإدارة الأمريكية لم تكن واضحة حول خطتها، وهذا نابع من إمكانية إغلاق ترامب العملية كلها، ما أدى إلى إضعاف القيادة الأمريكية التي يحتاج إليها هناك".
وينقل الكاتب عن تشارلز ليستر من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، قوله: "لو أراد الرئيس مواجهة تنظيم الدولة بطريقة ناجحة عليه القبول بالواقع الصعب والالتزام بالكثير، وعلى مساعديه طرح الموضوع معه وتوعية الرأي العام"، وأضاف: "الرهانات الآن عالية، ولا يمكننا مواصلة الهمس حول الوقائع وكيف أصبحت سيئة".
ويجد روغين أنه "بالإضافة إلى إعادة تأهيل عائلات تنظيم الدولة، فإن على المجتمع الدولي التخطيط لنظام سجن لا يعتمد على قوات سوريا الديمقراطية للحفاظ على مقاتلي تنظيم الدولة فيه، دون السماح لهم بالخروج، ويجب على الولايات المتحدة زيادة الأمن في السجون والمخيمات، والقيام بجهود لإبعاد الأطفال عن التشدد، ولو لم يحدث هذا فإن استراتيجية الولايات المتحدة لهزيمة تنظيم الدولة كلها لن يكون لها معنى".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "بحسب الأمم المتحدة، فإن نسبة 65% من سكان الهول هم تحت سن الـ 12 عاما، وهناك 50 ألفا تحت سن الـ 5 أعوام، ما يعني أنهم ولدوا في الخلافة الأولى، ولو سمحنا بنشأتهم في الخلافة الثانية فسيقوم أولادنا بإرسال أبنائهم يوما ما لقتالهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)