هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت النائبة المسلمة عن الحزب الديمقراطي رشيدة طليب، في مقابلة أجرتها صحيفة "الغارديان" معها، إن الرئيس دونالد ترامب هاجم النائبات الملونات عن قصد.
وتشير المقابلة، التي أجراها توم بيركينز، والتي ترجمتها "عربي21"، إلى أن ترامب سخر من طليب، وهي النائبة عن ولاية ميتشغان، في الأيام التي قام فيها بعرقلة خطة زيارتها إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة مع زميلتها النائبة عن مينسوتا إلهان عمر، ووصفها بالعنيفة والمجنونة.
ويلفت بيركينز إلى أنه عندما بكت طليب في مؤتمر صحافي، فإن ترامب قال إنه "لا يشتري دموعها"، ثم اتهمها بمعاداة السامية، مع أنه هو نفسه استخدم تعبيرات معادية للسامية ، مشيرا إلى أن هذه هي الجولة الأخيرة في المعركة الدائرة بين ترامب من جهة، وطليب وعمر وألكسندرا أوكاسيو- كورتيز وأيانا بريسلي من جهة أخرى، وهن النائبات الأربع المعروفات بـ"الفرقة".
وقالت طليب في أول مقابلة عميقة معها منذ إلغاء رحلتها للأراضي الفلسطينية: "من الواضح لي، خاصة هذا الأسبوع أنه خائف منا"، في إشارة إلى ترامب، و"يخاف من النساء الملونات، لأننا لا نخاف منه، ولا نخشى الحديث بأن هناك رجلا يدعي التفوق العنصري الأبيض في البيت الأبيض ولديه أجندة كراهية.. وهو خائف لأن لدينا أجندة حقيقية للشعب الأمريكي".
وتعلق الصحيفة قائلة إن ترامب يبدو أنه يحاول تقديم حلفاء طليب في أول مرة يدخلن فيها البيت الأبيض بأنهن من قيادات الحزب الديمقراطي، مشيرة إلى أن ترامب كتب يوم الثلاثاء تغريدة عن طليب، قائلا: "هي وزميلاتها الوجه الجديد للحزب الديمقراطي".
ويستدرك الكاتب بأن طليب لا تتفق مع مخاوف عدد من قادة الحزب الديمقراطي والمعلقين حول فكره كونها وزميلاتها الوجه الحقيقي للحزب الديمقراطي؛ لأن الأمور التي تدعو لها النائبات، مثل إنهاء الدين للطلاب، وعناية صحية للجميع، وفرض الضرائب على الأغنياء، وتقوية الحريات المدنية، ووقف تحكم الحكومة في الشركات، لا تحظى بشعبية بين الديمقراطيين، بل المستقلين وبعض الجمهوريين أيضا.
وتذكر الصحيفة أن طليب تحدت الرئيس بأن يواصل استراتيجيته؛ "لأن سياساتنا تأتي من الشعب، وما يقوم به هو استهدافنا نحن الأربع لحرف انتباه الناس عن حقيقة انتشار الفقر أكثر من السابق، ولأنه فشل بصفته رئيسا".
وتفيد المقابلة بأنه في الوقت الذي عبرت فيه عن استعداد لمواجهة ترامب، وموقفها من القضية الفلسطينية، الذي يجعلها مركزا للاهتمام، إلا أنها لا تركز على مقاومة ترامب، بل هي تقوم بمعالجة المشكلات في ميتشغان، منطقة 13 التي تمثلها، التي تعد ثالث منطقة فقيرة في أمريكا، وتضم ديترويت وبعض الأحياء الدنيا.
وينوه بيركينز إلى أنه بعد دخول طليب إلى مجلس النواب، فإنها قامت بتطوير برامج لمكافحة الفقر، في الوقت الذي بنت فيه مكاتب للاستشارة منفصلة عن عمليات حملتها الانتخابية، مشيرا إلى أن فريقها يساعد أصحاب الدخل المتدني، ويقوم بأمور تتعلق بالضريبة، والحصول على خدمات قانونية مجانية.
وتورد الصحيفة نقلا عن طليب، قولها إنها تحاول حماية منطقتها من التلوث الذي تتسبب به مصانع الأخوة كوتش على طول نهر ديترويت، لافتة إلى أن طليب تقدمت بمشروع قانون رقم 11، الذي يركز على الفقر المنظم، وتأمين السيارات الذي يعد في منطقة ديترويت الأعلى في أمريكا، بالإضافة إلى أنها تقدمت بقانون آخر يحدد من استخدام تكنولوجيا التعرف على ملامح الوجه، التي تخطئ في تعريف الأشخاص السود وبمستويات عالية.
ويذكر الكاتب أن طليب تخطط لطرح قانون العدالة للحريات المدنية كلها، بحيث تحقق العدالة لأبناء الأقليات، مشيرا إلى أن سياسات كهذه جعلت طليب شعبية في منطقتها، حيث أظهر استطلاع أن نسبة الداعمين لها تقدر بـ 76%، وقالت إن الناخبين اعترفوا بأنها لا تبيع نفسها، ولأنهم "سئموا من هجوم الشركات الكبرى على العائلات العاملة، فالتأمين الصحي وتأمين السيارات والبنوك التي لا تقرض عائلاتنا، وكلها مرتبطة بجشع الشركات".
وتشير الصحيفة إلى أن طليب تتعرض في بعض المناسبات للنقد بأنها لا تقوم بعمل ما يكفي لخدمة منطقتها، لكنها ترد بأن معظم ناقديها هم من أعضاء المؤسسة، وتتساءل عن السبب الذي يمنعهم من الحديث عن "الظلم في ديترويت"، وتقول: "كان هناك صمت، وسيتم استهدافي، لكن عملي والتصويت لي يشيران إلى عكس ما يقولون".
ويفيد بيركينز بأن اللوبي المؤيد لإسرائيل وبعض المحافظين اليهود الذين لا يعيشون في منطقتها يخططون للتدخل في حملة إعادة انتخابها عام 2020، ويرونها عرضة للخطر لأنها تمثل منطقة سوداء، مشيرا إلى أنها انتصرت على المرشح الأسود المنافس لها بمقدار 900 صوت في انتخابات ترشيح الحزب.
وتقول الصحيفة إن اليهود المحافظين يخططون لدعم مرشح أسود منافس لها، إلا أن الاستطلاعات تضع طليب بنسبة 56%- 19% في منافسة نظرية ضد المرشح المحتمل لها، وهي بريندا جونز، رئيسة مجلس ديترويت، لافتة إلى أن اليهود في ديترويت دعموها أثناء الجدل حول زيارتها للأراضي الفلسطينية، وقالت إنها أقامت علاقات جيدة مع المشرعين اليهود في الكونغرس.
ويلفت الكاتب إلى أن طليب أثارت انتباه ترامب بعد انتخابها، عندما قالت: "دعونا نذهب ونحاكم الزاني بأمه"، مشيرا إلى أنه كون انتخابات عام 2020 تقترب، فإن قادة الحزب الديمقراطي يحاولون إبعاد الفكرة، إلا أن طليب تقول إن على الحزب الديمقراطي واجب محاسبة الرئيس على فساده.
وتنقل الصحيفة عن طليب، قولها إن ترامب لم يفصل بين تجارته وعمله رئيسا، "لماذا لا نمرر ذلك ونرسله إلى مجلس الشيوخ، وليفعل بالقرار ما يريد ويتعامل مع ملايين الأمريكيين الذين يطالبونا بعمل شيء"، وأضافت أن نصف الديمقراطيين في الكونغرس يدعمون المحاكمة وعددهم في تزايد.
وتقول "الغارديان" إنه مهما يكن فإن طليب متأكدة من أن أيام ترامب في البيت الأبيض معدودة، وقالت: "عندما نعمل معا فإننا نستطيع هزيمة هذا النوع من هجمات الكراهية ضد عائلاتنا، وليس العنصرية فقط، بل القمع المنظم أيضا.. ويمكن التخلص من هذا كله لو عملنا معا؛ لأن عددنا أكبر من عددهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)