هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ظلت امرأة ترتدي فستانا واحاد أسود اللون وقبعات رخيصة وتحمل حقيبة يد واحة سوداء اللون، رغم تركها حين وفاتها مبالغ نقدية تقدر بنحو 100 مليون دولار، أي ما يعادل اليوم 2.3 تريليون دولار بأسعار الوقت الراهن.
ولم يكن للسيدة هيتي غرين التي توفيت
في عام 1916 عن عمر يناهز الـ81 عاما، سيارة، وكانت تسير في شوارع منهاتن المزدحمة
بنيويورك إلى مكتبها في البنك الكيماوي، حيث كانت تدير إمبراطوريتها التجارية، وفق
ما نشرته شبكة BBC البريطانية.
فرغم ثرائها الفاحش وحسها التجاري
العبقري إلا أن ظهورها الدائم بنفس الملابس السوداء جعل الناس يطلقون عليها اسم
"ساحرة وول ستريت الشريرة"، وقد دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية من
باب البخل.
وعملت وهي في سن العاشرة سكرتيرة
لجدها الذي رباها على احترام المال، وكانت تكتب له الرسائل وتشارك في اجتماعاته
التجارية، وفي سن مبكرة اقتحمت غرين عالم البورصة.
ورغم اهتمامها بالاستثمار منذ
مراهقتها إلا أنه كان عليها الانتظار حتى الثلاثينيات من عمرها، للحصول على المال
اللازم للعمل كمستثمرة محترفة.
اقرأ أيضا: هل يتعين إجبار طفلك على الكرم والمنح للآخرين؟
ترك لها والدها عام 1865 ثروة الأسرة
التي كانت تقدر بنحو 5 ملايين دولار، وعندما توفيت عمتها سيلفيا بعد ذلك بوقت
قصير، تاركة مليوني دولار للهيئات الخيرية، تحدت غرين الوصية بالمحكمة، ومن ثم
عملت في العقارات وشراء الأراضي وخاصة التي كان يتوقع تحولها إلى مسارات للسكة
الحديدية، كما أنها قدمت القروض للبنوك المتعثرة والمدن التي تعاني من أزمات مالية.
ووفقا لكتاب "ساحرة وول ستريت
الشريرة" الصادر عن حياتها عام 1936، توقعت غرين انهيار البورصة فكدست
الأموال السائلة لتقديم القروض.
ورغم ثروتها فقد كان أطفالها يرتدون
ملابس مستعملة، وعاشت في عدد من الشقق المتواضعة في نيويورك ونيو جيرسي لتجنب دفع
أموال في إعداد منزل أو دفع ضرائب، وكانت وجبتها اليومية على الغداء هي الشوفان
الذي تسخنه على المدفأة، كما أنها كانت تبحث عن الأماكن التي تقدم العلاج المجاني.
ومن الروايات أنه عندما أصيب ابنها بكسر في ساقه أخذته لعيادة مجانية فلم يتلق الابن العلاج المناسب مما أدى لاحقا لبتر ساقه.
ومع تقدمها في العمر فقد صارت تنام وإلى جانبها سلسلة تضم مفاتيح خزائنها في البنوك ومسدس.
توفيت غرين عام 1916 بعد مرض طويل،
وبعد موتها عاش نجلاها حياة رغدة، حيث صار ابنها جامعا للأعمال الفنية ولدى وفاة
ابنتها عام 1961 فقد تركت ضيعتها للهيئات الخيرية.