نشرت
مجلة "الأتلنتيك" الأمريكية تقريرا بينت فيه أنه لا يمكن استرجاع
غابات الأمازون في حال اختفائها، مع العلم أن الحرائق التي شهدتها غابات الأمازون في الفترة الأخيرة سجلت أسرع معدل انتشار منذ بدء اعتماد السجلات سنة 2013.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا للمعهد الوطني
البرازيلي لأبحاث الفضاء، جدّ أكثر من 74 ألف حريق في جميع أنحاء البرازيل هذه السنة، وحوالي 40 ألف حريق في جميع أنحاء الأمازون، التي تعد أكبر وأكثر الغابات تنوعًا في العالم، من حيث الغطاء النباتي والمجموعات الحيوانية.
ونوهت أن هذه الغابات تخزن كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون الذي يسخّن الكوكب، بينما تنتج 6 بالمئة من أكسجين الكوكب.
وذكرت المجلة بأن حرائق الأمازون، التي اشتعلت فيها النيران منذ أسابيع وتلقّت تغطية أقل من حادثة احتراق كاتدرائيّة نوتردام دو باري، تكشف عن "مدى لامبالاة البشرية بالاضطراب البيئي، بما في ذلك تغير المناخ".
وأكملت بقولها: "لكن تغير المناخ ليس السبب الرئيسي وراء حرائق الغابات"، موضحة "على العكس من ذلك، اندلعت معظم حرائق كاليفورنيا صدفة ومن ثم اشتدت حدّتها بسبب تغير المناخ، في حين أن حرائق الأمازون لم تكن حرائق طبيعيّة بل مفتعلة".
وأضافت: "على الرغم من أن الحرائق تؤثر إلى حد كبير على الأراضي المخصّصة لتربية الماشية والزراعة، إلا أنها يمكن أن تنتشر وتواصل الانتشار في الغابات القديمة".
ووفقا للحكومة البرازيلية، فإن الرقمين الأكثر رعبا فيما يتعلّق بالحرائق يتمثّلان في وجود حرائق أكثر هذه السنة بنسبة 80 بالمئة مما كانت عليه في الصيف الماضي.ورافقت هذه الزيادة في نسبة الاحتراق زيادة في نسبة إزالة الغابات بشكل عام.
وحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أزيل أكثر من 1330 ميلا مربعا من غابات الأمازون المطيرة منذ كانون الثاني/ يناير، بتسجيل زيادة بنسبة 39 بالمئة عما سُجّل خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.
وأوضحت المجلة أن السبب وراء هذه الأوضاع المتدهورة يعود إلى التغيّرات التي شهدتها القيادة السياسية في البرازيل السنة الماضية. ففي مطلع كانون الثاني/ يناير، أدى الرئيس جايير بولسونارو اليمين الدستورية.
وأشارت إلى أن بولسونارو وعد خلال حملته الانتخابية بإضعاف الحماية البيئية للأمازون التي كانت فعالة في الحد من إزالة الغابات على مدى العقدين الماضيين، كما وعد بضم الغابات المطيرة للتنمية الاقتصادية. مؤكدة "اليوم بدأ بولسونارو يفي بتلك الوعود".
ووفقا للصحفي السابق في "البي بي سي" والمدير الحالي لوحدة استخبارات الطاقة والمناخ غير الربحيّة، ريتشارد بلاك، فإن "الولايات البرازيلية الثلاث التي شهدت أسوأ حرائق خلال هذه السنة يحكمها جميعا حلفاء بولسونارو، بينما شهدت الولايات التي يحكمها الخصوم السياسيون لبولسونارو انخفاضًا في نسب الحرائق".
وأضافت: "لقد نجح بولسونارو في تحقيق النجاح جزئيا عن طريق معارضته لشمال العالم الغني"، وعندما سُئل عن الحرائق، أشار إلى أن المنظمات البيئية غير الحكومية كانت وراءها.
وبعد أن وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحرائق بأنها أزمة، وقال إن: "منزلنا يحترق"، استغل بولسونارو كلماته واتهمه بأنه يوظف "عقلية استعمارية في غير محلها".
وفي الختام، أشارت المجلة إلى أن هذا الهجوم الساخر يشير إلى مدى صعوبة الوضع، فغابات الأمازون المطيرة تنتمي، إلى حد ما، إلى البرازيليين والسكان الأصليين الذين يعيشون هناك.
وقالت "لكن بما أن هذه الغابات هي التي تخزّن الكربون، فإن وجودها يعدّ أمرًا أساسيًا لبقاء جميع البشر على قيد الحياة".
وشددت "في حال دمرت الأمازون، فإن ذلك يتجاوز ببساطة قدرة البشرية على إعادتها، وحتى لو زرع الناس الأشجار على نصف مساحة قارة كاملة، فإن تنوع المخلوقات الموجودة في جميع أنحاء الأمازون، لن يعود إذا ما فقد ولن يتجدد إلا بعد مرور 10 ملايين سنة".