هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قامت القوات التابعة للواء الليبي، خليفة حفتر مدعومة بطيران مسيّر بمحاولة اقتحام مدينة "غريان" التي خسرتها مؤخرا، وسط تساؤلات عن مدى نجاح ذلك، وقدرة هذه القوات على استعادة المدينة التي كانت تتخذها مقرا لغرفة العمليات في الغرب الليبي.
وشهدت المدينة على مدار يوم ونصف اشتباكات عنيفة بين قوات "حفتر" المدعومة بالطيران وبين قوات رافضة لها وموالية لحكومة الوفاق.
وفي حين تؤكد الحكومة أنها استطاعت صد الهجوم واستعادة الأماكن التي دخلتها قوات "حفتر" فعليا، إلا أن الأخير يؤكد قرب السيطرة التامة على المدينة.
من يسيطر؟
من جهته، أكد آمر قوة حماية "غريان"، العميد عبد الله كشلاف أن "قوات الجيش التابع لحكومة الوفاق استطاع صد هجوم مكثف بدأ صباح الأحد من قبل قوات حفتر خلال محاولتها التقدم باتجاه المدينة من محور "غوط الريح".
لكن مدير إدارة التوجيه المعنوي بقوات "حفتر"، العميد خالد المحجوب، أشار إلى أن "قواتهم دخلت بالفعل غريان، وأن "الجيش" (قوات حفتر) سيعلن السيطرة الكاملة عليها في وقت لاحق، مؤكدا أن "الميليشيات" التي كانت تقاتلهم بعضها هرب والآخر انضم لصفوف قواتهم"، وفق زعمه.
اقرأ أيضا : تقدم كبير لقوات "الوفاق" في ضواحي طرابلس.. ما تداعياته؟
واستطاعت قوات "الوفاق" بسط سيطرتها التامة على مدينة "غريان" (جنوب طرابلس) في يونيو /حزيران الماضي، مشيرة إلى اقتحام غرفة العمليات العسكرية التابعة لـ"حفتر" التي كانت تتخذ من المدينة مقرا لها.
والسؤال: هل يستطيع "حفتر" استعادة السيطرة على "غريان"؟ وما تداعيات ذلك حال حدوثه؟.
ماذا حدث؟
من جانبه، أوضح عضو المركز الإعلامي لقوات المنطقة الوسطى (حكومة)، محمد الشامي أن "ما حدث في غريان هو قيام "حفتر" وقواته بالهجوم على "غريان" بمساندة أكتر من 3 طائرات مسيّرة إماراتية وطائرة هليكوبتر حربية ومن ثم تم التقدم فعليا نحو المدينة".
وتابع: "أدى ذلك إلى رجوع قوات الوفاق إلى الحدود الإدارية داخل "غريان" إلى أن جاءت القوات المساندة من كتيبة "301" وكتيبة المنطقة العسكرية الغربية بمساندة سلاح الجو التابع للحكومة وتم صد الهجوم وإرجاع قوات "حفتر" إلى منطقة "القضامة" وبلدية "الأصابعة" والآن الأمور تحت سيطرة الحكومة بالكامل"، حسب معلوماته.
ما الهدف ؟
وقال المدون والناشط من الغرب الليبي، إن "لهجوم على غريان الآن لها هدفان: الأول تجنب الهجوم على مدينة "ترهونة" بهجوم استباقي على غريان، والثاني إجبار حكومة الوفاق على القبول بمفاوضات يكون "حفتر" طرفا فيها في ظل استحالة دخول حفتر لطرابلس عسكريا".
اقرأ أيضا : هل يستطيع حفتر "تركيع" مصراتة بتكثيف ضرباته الجوية؟
واستبعد في تصريحات لـ"عربي21" أن "ينجح "حفتر" في استعادة غريان من جديد لأنه يعتمد فقط على الطيران الأجنبي والطيران لا يحسم معركة والتجارب في ذلك كثيرة، وميدانيا قوات "الوفاق" ترفض التفاوض مع "حفتر"، وقادة المحاور يبدو أنهم ينوون الاستمرار في الحسم العسكري"، حسب تقديره.
"محاولة يائسة"
وقال الناشط الليبي، محمد خليل إن "قوات الحكومة استطاعت دحر هجوم "حفتر" أثناء محاولة يائسة للتقدم مرة أخرى إلى مدينة غريان، خاصة أن رد فعل حكومة الوفاق على المستوى العسكري كان سريعا وحاسما في الأمر"، حسب كلامه.
واستدرك قائلا لـ"عربي21": "لكن رد فعل الحكومة على المستوى السياسي لا زال التلكؤ والتردد هو سيد الموقف من قبل "السراج" ووزير خارجيته "سيالة" تجاه الدول التي تخطط وتنفذ في حملات "حفتر" وتحديدا الإمارات وفرنسا ومصر"، كما قال.
"رفع معنويات"
وبدورها، رأت الناشطة من الشرق الليبي، هدى الكوافي أن "هذه المحاولة من قبل "المشير" (حفتر) هدفها رفع معنويات جنوده التي تأثرت بسقوط الميدنة مؤخرا، لكن انهيار هذه المحاولة وصد الهجوم كان ثمنه أرواح شباب من الطرفين".
وتابعت: "هذه نتائج كارثية وطبيعية لأي مجازفة أو محاولات غير محسوبة من قتل وتدمير ما تبقى من البنية التحتية، وعسكريا أعتقد أن قوات "حماية غريان" ستكون دائما على استعداد لرد أي هجوم عليها خاصة مع زيادة الدعم العسكري لها من قبل حكومة الوفاق"، كما قالت لـ"عربي21".