هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بيلينغكات" تقريرا، أعده الصحافي والباحث إريك وودز، يتحدث فيه عن العلاقة السرية الغامضة بين السعودية وعناصر الجنجويد السابقة في السودان، التي زودتها بأسلحة أوروبية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السلاح الذي اشترته الرياض من صربيا انتهى في أيدي قوات الدعم السريع، وهو الاسم الجديد لقوات الجنجويد الرهيبة، التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور، ويقاتل أفرادها اليوم في الحرب التي تخوضها السعودية وحلفاؤها في اليمن.
ويلفت وودز إلى أن قوات الدعم السريع اتهمت بارتكاب مجزرة العيد في الخرطوم، التي قتل فيها 120 من المعتصمين أمام مقر القيادة العامة للجيش.
ويقول الموقع إن وصول الأسلحة إلى عناصر الدعم السريع يثير أسئلة حول الضمانات في عمليات تصدير السلاح إلى السعودية، مشيرا إلى أن الأخيرة اشترت عددا من الأسلحة، بما فيها كلاشينكوفات من دولة صربيا، ووجد الكاتب الذي راجع اتفاق عملية استخدام السلاح بين المصدر والمستورد، أنه ينص على عدم "إعادة تصدير الأسلحة"، وأن استخدامها منحصر في وزارة الدفاع السعودية التي اشترتها من صربيا.
وينوه التقرير إلى أن وودز قام بدراسة مسحية بناء على طلب بول هولتوم من مجموعة "سمول آرمز سيرفي/ عملية مسح الأسلحة الصغيرة"، ووجد أن التأكيدات بعدم نقل الأسلحة المستورد ليد أخرى هي ضمانات سياسية، وهناك "تأكيد ضمني (بحاجة الدولة المستوردة) الحصول على تفويض قبل نقل الأسلحة لطرف آخر".
وينقل الكاتب عن مات شوردر من المنظمة ذاتها، قوله إن عملية نقل السلاح تعد خرقا لشرط استخدام السلاح الحقيقي، وتعد "حرفا" له.
ويؤكد الموقع أن هذه ليست هي المرة الأولى التي تتصرف فيها السعودية بهذه الطريقة، فالتحالف الذي تقوده قام، بحسب تحقيق لقناة "الجزيرة" وشبكة "سي أن أن"، بنقل الأسلحة الأمريكية لجماعات يمنية متطرفة، في خرق واضح لضمانات عدم استخدامها في أغراض أخرى، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع السعودية لم ترد على أسئلة حول منحها صلاحية لقوات الدعم السريع استخدام الأسلحة أو لوحدات سودانية أخرى.
ويفيد التقرير بأن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قاتلا إلى جانب القوات السعودية والإماراتية في اليمن، وحدث هذا بالتحديد في جنوب اليمن، وتم نشر القوات السودانية على الحدود السعودية لمنع توغل المقاتلين الحوثيين إلى الأراضي السعودية.
مشيرا إلى أنه بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن قائد قوات الدعم السريع، القائد السابق للجنجويد محمد حمدان (حميدتي) دقلو، كان هو المسؤول عن إرسال الوحدات السودانية لحماية الحدود السعودية اليمنية.
اقرأ أيضا: الرياض تنفق مليارات على سفن حربية تريد واشنطن التخلص منها
ويذكر وودز أن شريط فيديو ظهر في صيف عام 2018 على "يوتيوب" و"تلغرام"، لمعركة خاضها الحوثيون في وادي عليب بين السعودية واليمن، وأظهر الحوثيون بعد المعركة صورا لمقاتليهم وهم يأخذون بنادق من صناعة شركة "زاستافا" الصربية، "أم أو فايف"، ورشاشات "أم 84" الخفيفة وجوازات سفر سودانية من أجساد الجنود القتلى، لافتا إلى أن الشركة لم ترد على أسئلة الموقع حول مبيعات السلاح إلى السعودية.
ويشير الموقع إلى أنه ظهر في الفيديو جواز سفر وهوية صادران من مدينة نيالا في دارفور، وقال مقاتلون سودانيون لصحيفة "نيويورك تايمز" في كانون الأول/ ديسمبر، إن مدينة نيالا هي نقطة التحرك للقوات السودانية إلى السعودية، لافتا إلى أن منطقة دارفور كانت هي المركز الأساسي لتجنيد قوات الدعم السريع.
وبحسب التقرير، فإن الحوثيين كشفوا في شريط فيديو آخر يعود إلى المنطقة ذاتها، عن بنادق "أم أو فايف" وجواز سفر صدر في الجنينة عاصمة دارفور.
ويبين الكاتب أن الأفلام الترويجية لشركة "زاستافا" عن عائلة البنادق "أم أو فايف" تكشف عن تميزها عن أنواع الكلاشينكوف الأخرى، فالفرق الأول هو اليد التي تحمل ثلاث علامات، وتختلف عن علامتين في الكلاشينكوفات العادية، والفرق الثاني الذي يبدو أنه مشابه لكلاشينكوف تبوك، وهو اليد الخشبية، وليس اليد المصنوعة من مادة البوليمر.
ويقول الموقع إن البنادق التي غنمها الحوثيون من الجنود السودانيين لا تشبه تلك الموجودة في العراق، أو المصنعة في ألمانيا وهنغاريا ولا الصينية أو الأمريكية، مؤكدا أنها تشبه المصنعة في إسرائيل بدرجة قليلة، ما يعني أن مصدر الأسلحة، كما يقول الموقع، هو صربيا.
ويستبعد التقرير إمكانية تعديل هذه الأسلحة للاستخدام الخاص، ويؤكد أن مصدرها هو صربيا، مشيرا إلى أن ما يؤكد صحة فيديو الحوثيين هو وجود معسكر سوداني يبعد أربعة كيلومترات عن المعبر الحدودي مع السعودية، ودمر بهجوم صاروخي في عام 2019.
ويقول وودز إنه بعيدا عن قتال السودانيين في وادي عليب، فإنهم استخدموا بنادق صربية في جيزان في جنوب السعودية وقرب الحدود مع اليمن، مشيرا إلى أن الحوثيين أصدروا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 شريطا أظهر جثثا لجنود سودانيين أو أفارقة قتلوا بأعداد كبيرة، وبجانبهم بنادق "أم أو فايف" في جيزان وبكلمة "مرتزقة" مرافقة للشريط.
ويفيد الموقع بأن جنودا سودانيين زعموا في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" أن السعودية زودتهم بالزي العسكري والسلاح حال وصولهم.
ويجد التقرير أن غياب العلاقات بين السودان وصربيا، ووجود أسلحة البلد الأخير في يد السودانيين منتشرة في مناطق تابعة للسعودية يقدمان فكرة بأن مصدرها هو مخازن السلاح السعودية.
ويختم "بيلينغكات" تقريره بالإشارة إلى أن الكشف عن تحويل أسلحة من وزارة الدفاع السعودية أو بعض أقسامها لاستخدامات لا تنص عليها الاتفاقيات يأتي في وقت تتعرض فيه السعودية لانتقاد بسبب حرب اليمن، وقد قررت محكمة بريطانية قبل فترة أن مبيعات السلاح البريطانية للمملكة غير قانونية، فيما استخدم الرئيس دونالد ترامب الفيتو لمواجهة ثلاثة قرارات في الكونغرس تدعو لحجب مبيعات السلاح عن الخليج.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)