هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" مقالا للباحثة في مشروع الاتحاد الأوروبي لإعادة بناء السلام والأمن في اليمن ماركي ترانسفيلد، تقول فيه إن الإمارات العربية المتحدة تقوم بإضعاف تحالفها مع السعودية في اليمن.
وتشير ترانسفيلد في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هناك تصدعات في التحالف السعودي الإماراتي ظهرت في المعركة المعقدة للسيطرة على هذا البلد، فحكومة عبد ربه منصور هادي ظلت قائمة بسبب الدعم المقدم لها من التحالف الذي تقوده السعودية، الذي يضم دولة الإمارات.
وتقول الكاتبة إن "البلدين ظلا يعملان معا لدعم الحكومة الشرعية ضد الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء، لكن الوضع تغير هذا الصيف عندما بدأ الانفصاليون بمحاولاتهم للسيطرة على الجنوب وإقامة دولة مستقلة فيه، وسيطروا في بداية هذا الشهر على معسكرات تابعة للحكومة الشرعية في عدن، التي أصبحت مقرها المؤقت بعد طردها من صنعاء، وسيطر الانفصاليون الذين دربتهم الإمارات على المدينة".
وتبين ترانسفيلد أنه "مع تأكيد الإمارات أنها جزء من التحالف، إلا أنها تدعم الانفصاليين لأسبابها الخاصة، وكانت الإمارات قد أعلنت عن سحب قواتها من ميناء الحديدة في خطوة قالت إنها نسقتها مع السعودية، وأكدت أنها لدعم الشروط التي وضعتها اتفاقية السلام في إستوكهولم في كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي".
وتلفت الباحثة إلى أن القرار الإماراتي أتى في وقت بدأت فيه إيران في خرق جانبها من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، وتقوم باستهداف ناقلات النفط في منطقة الخليج، وفي الوقت ذاته نشر الحوثيون أدلتهم على استهدافهم بالصواريخ لمطار إماراتي.
وتجد ترانسفيلد أنه "من خلال الخروج من الحديدة كانت الإمارات تتراجع عن دعم الموقف السعودي والأمريكي المتشدد من إيران، وبهذا فإن أبو ظبي ترسل رسائل إلى طهران بأنها تريد الدبلوماسية لا المواجهة في مضيق هرمز".
وتفيد الكاتبة بأنه "علاوة على هذا فإنه كان باستطاعة الإمارات الوقوف موقف المتفرج عندما قامت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي بالسيطرة على عدن، وكان سبب القتال هو صاروخ قال الحوثيون إنهم أطلقوه ضد قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، في وقت كان فيه وفد إماراتي يتفاوض في طهران حول الملاحة البحرية في مضيق هرمز، واتهم المجلس الانتقالي حكومة هادي بالمسؤولية عن الهجوم، ورفض تصديق الحوثيين".
وتقول ترانسفيلد إن "الإمارات تدخلت في الحرب، خاصة في الجنوب؛ نظرا لاهتمامها بميناء عدن، وفي عام 2016 أعادت النظام في المدينة، وبدأت في بناء ما أطلق عليه الحزام الأمني الذي ضم عناصر من المقاومة الجنوبية، وبدعمها قوات الحزام الأمني فإن الإمارات قامت بدعم جماعات تريد الاستقلال في الجنوب".
وتنوه الباحثة إلى أنه لإرضاء الإمارات فإن هادي قام بدمج عناصر من الحركة المطالبة باستقلال الجنوب في الحكومة المحلية في عدن، ما أدى إلى تقويتها، وقادها ذلك في عام 2017 إلى الإعلان عن المجلس الانتقالي الجنوبي.
وتذكر ترانسفيلد أن المجلس الانتقالي الجنوبي تحدى في كانون الثاني/ يناير 2018 الحكومة، عندما سيطرت القوات المدعومة من الإمارات على معظم القواعد العسكرية في عدن، مشيرة إلى أنه من أجل الحفاظ على السلطة في الجنوب، فإن هادي بات يعتمد على المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي زاد من سيطرته في الجنوب، وعين عددا من مسؤوليه في المراكز الرئيسية.
وتبين الكاتبة أنه من خلال سيطرة المجلس الانتقالي على عدن في 10 آب/ أغسطس فإنه كان يكمل ما بدأه عام 2018، مستدركة بأنه رغم اعتراف المقاومة الجنوبية بهادي رئيسا لليمن، إلا أنها ظلت تعمل على استقلال الجنوب.
وتؤكد ترانسفيلد أن "المجلس الانتقالي لا يتمتع بدعم واسع بين محافظات الجنوب، وبات واضحا من توقفه في شبوة، أن الولاءات القبلية والفصائلية متغيرة، وعندما حاول المجلس الانتقالي السيطرة على منشأة للغاز الطبيعي تدخلت السعودية، وبدأت بتقوية موقع هادي بذريعة دفع رواتب القوات الموالية للحكومة، ولو استمرت هذه القوات بالتقدم فلربما فقدت الإمارات تأثيرها في اليمن".
وترى الباحثة أن "دعم الإمارات للمجلس الانتقالي الجنوبي قد يؤدي إلى تصدع شراكتها مع السعودية، فرغم ما يبدو من تعاون بينهما، إلا أن دعم الرياض لحكومة هادي يضغط على الإمارات لتظهر التزامها بأهداف التحالف الذي تقوده السعودية، وفي رد على سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على عدن دعا الرئيس المحاصر لطرد الإمارات من التحالف، ورد مسؤول أمني إماراتي سابق بالدعوة لاغتيال هادي".
وتشير ترانسفيلد إلى أن السعودية والإمارات تحاولان ترتيب محادثات بين هادي والانفصاليين، لافتة إلى أن الطرف الأول يرفض الحوار طالما لم يخرج الانفصاليون من عدن، فيما يصر هؤلاء على الاعتراف بهم بصفتهم ممثلين عن الجنوب.
وتعتقد الكاتبة أن "الوضع في اليمن غير مستقر، حيث ستحاول الإمارات إظهار التزامها تجاه السعودية، ولن تتحرك طالما لم تتعرض قواتها الوكيلة للخطر".
وتختم ترانسفيلد مقالها بالقول إن "بقاء المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن يؤثر على وحدة اليمن، ما يعني وقوع الجنوب في يد المجلس الانتقالي والشمال في يد الحوثيين، وخسارة السعودية الحرب، وطالما ظل الوضع في الجنوب متغيرا فإنه سيكون للسعودية والإمارات تأثير مباشر على مستقبل اليمن".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)