هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد نحو 13 شهرا من إطلاق الرصاصة الأولى في الحرب التجارية بين أكبر اقتصاديين في العالم، تبدأ، في الساعة 04:01 بتوقيت غرينتش من يوم غد الأحد، جولة تصعيدية جديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ومن المقرر أن يدخل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بفرض رسوم جمركية جديدة على بضائع صينية بقيمة مليارات الدولارات، حيز التنفيذ، غدا الأحد في الساعة 00:01 بالتوقيت المحلي (04:01 بتوقيت غرينتش)، بحسب مكتب الممثل التجاري.
يشار إلى أن ساعة الصفر في الحرب التجارية بدأت منتصف ليل الخميس/ الجمعة 6 يوليو/ تموز 2018، مع بدء فرض الدفعة الأولى من الرسوم الجمركية الأمريكية (34 مليار دولار) على 818 سلعة صينية، من بينها توربينات الغاز، وآلات تسييل الهواء والغاز، والأفران.
"الرصاصة الأولى"
واعتبرت الصين أن الدفعة الأولى من فرض الرسوم الأمريكية على بضائعها بمثابة الرصاصة الأولى في أكبر حرب تجارية يشهدها التاريخ الاقتصادي. فيما هدد ترامب بفرض مزيد من الرسوم الجمركية، على سلع صينية أخرى قد تصل قيمتها إلى 500 مليار دولار، أي ما يعادل تقريبا إجمالي واردات الولايات المتحدة من الصين في العام الماضي.
وفي بيان لها، اليوم السبت، قالت إدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إن الرسوم الجمركية البالغة 15 بالمئة على واردات من الصين والتي سيبدأ سريانها في أول أيلول/ سبتمبر لن يكون لها فترة سماح للبضائع التي في طريقها بالفعل إلى الولايات المتحدة.
وأضافت الإدارة، التي تجمع مثل هذه الرسوم، أن الرسوم الجمركية الجديدة ستغطي كل البضائع في قائمة طويلة بالمنتجات المستهدفة بما في ذلك السلع الإلكترونية الإستهلاكية.
وفي السابق، أتاحت الإدارة فترة سماح قصيرة حتى يمكن للبضائع التي في طريقها بالفعل إلى الولايات المتاحدة أن تدخل الموانئ دون أن تخضع للرسوم الإضافية.
"تعليق ترامب"
وفي رده على أسئلة صحفيين، الجمعة، بشأن إمكان تأجيل تلك الرسوم إلى تاريخ لاحق، أجاب الرئيس الأمريكي: لقد تم تثبيتها.
ويخوض أكبر اقتصاديين في العالم، منذ عام نزاعا تجاريا مع تبادل فرض رسوم جمركيّة على مليارات الدولارات من البضائع، ويبدو أن المفاوضات بلغت طريقًا مسدودًا. غير أن ترامب قال مجددا إن هناك محادثات جارية بين واشنطن وبكين.
وأضاف: "ليس باستطاعتي قول أي شيء، لكننا نتحدث مع الصين. لدينا محادثات مع الصين. ومن المقرّر عقد اجتماعات. هناك اتصالات جارية".
وأردف ترامب: "أعتقد أن اجتماع سبتمبر لا يزال قائمًا. لم يتم إلغاؤه. سنرى ما سيحدث". لكن الجانب الصيني لم يؤكد حتى الآن عقد محادثات.
وأشار ترامب إلى أن "13 بالمئة من الشركات (الأمريكية) ستغادر الصين بالمستقبل القريب"، مضيفا "أعتقد أن الرقم سيكون أعلى بكثير".
"تصاعد التوتر"
ورجح أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، وجامعة جورجتاون، إبراهيم فريحات، "استمرار تصاعد التوتر والمواجهة الاقتصادية بين واشنطن وبكين حتى 2020 على الأقل إن لم يتم تجديد إدارة ترامب في البيت الأبيض.
وأضاف فريحات، في حديث خاص لـ "عربي21"، أن "الصين تمثل المعركة الاقتصادية الأولى لترامب، لذلك سوف يستمر في الضغط عليها لأن الميزان التجاري يميل إلى الجانب الصيني. وفي المقابل لن تستسلم الصين بسهولة".
وأكد المستشار بالاقتصاد الدولي، مصطفى البازركان، أن الصين تمتلك أساليب متنوعة للرد على التصعيد الأمريكي، منها فرض رسوم جمركية معاكسة، وتخفيض اليوان الصيني، ووقف استيراد المنتجات الزراعية الأمريكية، إلى جانب بيع جزء من إجمالي ما تحتفظ به من سندات الخزانة الأمريكية، البالغ قيمتها 1.2 تريليون دولار، والتي باعت منها بالفعل 100 مليار دولار خلال الأسابيع الـ12 الماضية.
وقال البازركان، لـ"عربي21": "قد يكون هناك خطة صينية للاستمرار في التصعيد مع واشنطن لحين الانتهاء من انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة، للتأثير على برنامج ترامب الانتخابي الذي يستهدف تحقيقه"، لافتا إلى أن جوهر الخلاف في المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين، هو أن الصين لا تتسرع في تقديم تنازلات ومساومات، في الوقت الذي يحتاجها ترامب بسرعة.
وأكد البازركان، أن الجميع سيكون خاسرا في هذه الحرب، وأن الخسارة لن تقتصر فقط على الصين والولايات المتحدة، بل ستمتد إلى كافة دول العالم، سواء بطريق مباشر أو غير مباشر.
وتنحصر الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، حتى الآن، في الرسوم الجمركية، لكن خبراء اقتصاد يتوقعون أن تحتدم إلى درجة تتجاوز فرض الرسوم الجمركية.