هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن "ظاهرة تعدد الزوجات لدى البدو في إسرائيل باتت تتحول مع مرور الوقت إلى تهديد أمني حقيقي على الدولة، في ظل أن هؤلاء البدو أرادوا الانفكاك من المجتمع الإسرائيلي، رغم أن إسرائيل شكلت العديد من اللجان الحكومية، وأصدرت التوصيات، لكنها دخلت في عالم البيروقراطيا دون حل، في حين اختارت إسرائيل عدم التدخل في المجتمع البدوي، في طبيعة حياته الداخلية".
وأضافت كيرن أوزين في مقال مطول بصحيفة معاريف، ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تركت ظاهرة تعدد الزوجات دون أن تضع لها حدا، لأن الظاهرة باتت تشكل تهديدا ديموغرافيا وخطرا أمنيا على إسرائيل".
وأوضحت أنه "حسب التقديرات الإسرائيلية، فإن تعدد الزوجات لدى البدو باتت تشكل نسبة 18.5% من الزيجات بينهم في مناطق الجنوب، و5.5% من العائلات البدوية في الشمال".
وكشفت النقاب أنه "في 2017 أقيمت لجنة بالمور الإسرائيلية، ووضعت توصيات للحد من هذه الظاهرة، لكن بعد مرور أكثر من عامين لم نر نتائج لها؛ بسبب النقص في الموازنات والأدوات، وغياب العقوبات عن هذه العائلات، ما زاد من رقعة الفجوة بين المجتمعين الإسرائيلي والبدوي في الدولة، بدليل أنها آخذة بالاتساع رويدا رويدا مع مرور الزمن".
وأكدت أن "هذا هو السبب في زيادة معدلات التعدد بين البدو دون إزعاج أو توقف، ففي فبراير الماضي كشف الصحفي ألموغ بوكر من القناة 13 أن نساء فلسطينيات يتزوجن من بدو إسرائيليين، ويلدن في مستشفى سوروكا في بئر السبع، باعتبارهن الزوجة الأولى لهذا البدوي، ما يجعلها تحصل على مخصصات مالية كبيرة من الدولة".
وأضافت أنه "منذ عام 2003 قرر الكنيست تعديل قانون بموجبه لا يسمح بلم الشمل لعرب إسرائيليين مع أزواجهم الفلسطينيات، وفي أعقاب استئناف لدى المحكمة العليا أكدت أن القانون لن يصمد طويلا، لأنه ينتهك المساواة بين مواطني الدولة، وسيتم إحالة القانون إلى لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست؛ لمزيد من الفحص الأمني".
وأشارت إلى أنه "في السنوات الثلاث الأخيرة تقدم الفلسطينيون بطلبات لمّ شمل لـ425 عائلة في الوسط البدوي، وبسبب الإجراءات الإدارية والروتينية، فإن معظم الزوجات الفلسطينيات يرفضن الاستمرار في انتظار الجواب النهائي من الدولة، ويتحولن مع مرور الوقت إلى مقيمات غير قانونيات".
وختمت بالقول إن "التقدير الأمني الإسرائيلي يشير إلى أن هناك آلاف النساء الفلسطينيات مقيمات في الوسط البدوي، دون أن يكون لإسرائيل معلومات دقيقة عن طبيعة وضعهن القانوني، ومكان إقامتهن الدقيقة".
وأوضحت أنه "حسب تقديرات أخرى، فإن ثلث البدو في إسرائيل -خاصة في النقب- هم فلسطينيون، أو أبناء فلسطينيات، ويزيد عددهم على ستين ألف نسمة، والمتوقع أن هذه الأعداد سوف تزداد وتتنامى، لأن البدوي في إسرائيل يفضل الزواج من فلسطينية واثنتين وثلاثة على الزوجة الإسرائيلية، لأن كلفة الزواج من الفلسطينيات أقل بكثير من مثيلاتها من الزيجات الإسرائيلية".