هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجرت فرنسا مباحثات مع روسيا، على مستوى وزيري الدفاع، حول سبل التفاهم بشأن الأزمات الراهنة، لا سيما السباق على التسلح، وسط مخاوف من عسكرة أوروبا، بعد إنهاء واشنطن معاهدة الصواريخ متوسطة المدى مع موسكو.
وأفادت وزارة الجيوش الفرنسية، في بيان، بأن وزيرة الدفاع فلورانس بارلي، أجرت اتصالا مع نظيرها الروسي سيرغي شويغو، الثلاثاء، بحثا فيه "مسارات ممكنة للتعاون" بشأن الأزمات الراهنة الكبرى ومراقبة التسلح.
وأوضح البيان: "تطرقت بارلي مع نظيرها (الروسي) إلى إشكالية السيطرة على التسلح والوضع في مناطق الأزمات من أوكرانيا إلى المشرق والخليج وجمهورية إفريقيا الوسطى".
وأضاف أن الوزيرين "درسا مسارات ممكنة للتعاون سيطرحانها مجددا خلال زيارة مشتركة"، تجريها بارلي مع وزير الخارجية جان إيف لودريان، الاثنين، إلى موسكو.
اقرأ أيضا: ماكرون يدعو لتقارب أوروبي مع روسيا لتجنب "حرب باردة"
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صرح في نهاية آب/أغسطس أنه يجب "إعادة التفكير في العلاقة مع روسيا" و"سبر طرق تحقيق تقارب"، مع وضع "شروط" لذلك في الوقت نفسه.
وتأمل فرنسا خصوصا في تحقيق تقدم في تسوية الأزمة الأوكرانية التي تسمم العلاقات مع موسكو التي تخضع لعقوبات أوروبية منذ ضم القرم في 2014.
وصرح لودريان الثلاثاء، بالقول: "لدينا حزمة من العناصر التي تدفعنا إلى عدم الثقة في روسيا، لكن الإبقاء على الوضع القائم من عدم الثقة لا يجلب شيئا لأحد".
اقرأ أيضا: موقع إيطالي: فيم تتمثل طموحات ماكرون في الشرق الأوسط؟
وأضاف أن الأمور "تتحرك قليلا" بشأن أوكرانيا، مشيرا إلى مبادرات الرئيس الجديد فولوديمير زيلينسكي و"التفاؤل الحذر" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في هذا الشأن.
وتابع بأن "الشروط باتت مجتمعة لعقد اجتماع بسرعة" بين فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا على مستوى رؤساء الحكومات والدول.
وقال لودريان إن موت المعاهدة الأميركية الروسية لحظر الصواريخ المتوسطة المدى والقلق بشأن استمرار معاهدة مراقبة الأسلحة النووية الاستراتيجية (ستارت) بعد 2021 أيضا يتطلبان حوارا مع موسكو.
وأضاف أن "ستارت لن تمدد على ما يبدو، وسنشهد اعتبارا من 2021 غيابا لقواعد تنظيمية للأسلحة الاستراتيجية بين روسيا والولايات المتحدة".
ورأى أن "أوروبا ستكون بشكل ما عارية بالمقارنة مع هاتين القوتين الكبريين"، مشيرا أيضا إلى "صعود الصين كما ونوعا".
وأكد لودريان أن الحوار مع روسيا سيكون "مربحا للطرفين". وأضاف: "لن نتنازل عن أي شيء"، من حقوق الإنسان إلى مكانة الاتحاد الأوروبي، مشددا على ضرورة أن "تأخذ (موسكو) في الاعتبار" هذه القضايا "بكل أبعادها".