صحافة دولية

الغارديان: هل يقود تطهير جونسون لمعارضيه لانهيار المحافظين؟

الغارديان: تطهير جونسون لمعارضيه يهدد بانهيار المحافظين- جيتي
الغارديان: تطهير جونسون لمعارضيه يهدد بانهيار المحافظين- جيتي

تحدثت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها عن عملية التطهير التي قام بها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مشيرة إلى أن كثافة الأزمة السياسية الحالية قد تخفف من حدة تأثير الأحداث التي تعد في الأيام العادية صارخة. 

وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إنه "حتى وقت قريب كان من الصعب تخيل وضع كينث كلارك السياسي غير كونه محافظا، فقد عمل مع رؤساء الحكومات المحافظين، إلا أن كلارك و20 برلمانيا محافظا دفعوا إلى المنفى من حزب بوريس جونسون، والذنب الذي اقترفوه هو أنهم دعموا قانونا لمنع الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاقية". 

وتشير الصحيفة إلى أنه "تم تمرير القرار في قراءته الثانية يوم الأربعاء، بغالبية 29 صوتا، وزاد قرار جونسون لنزع الانضباط عنهم من جرأتهم على التمرد، وهذا ليس دليلا على تخلي المتمردين عن قيمهم المحافظة، بل هو دليل على حزب يتخلى عن جذوره".

وتؤكد الافتتاحية أن "محاولة جونسون تمزيق علاقة بريطانيا مع جيرانها هو أحد أعراض ذلك التغيير، فاستعداده لتحدي الأعراف التي تعزز الديمقراطية هو دليل آخر على هذا التوجه، وقد ظل المحافظون لديهم شكوك تجاه المشروع الأوروبي منذ انضمام بريطانيا إليه عام 1973، إلا أن الحزب تطور وتبنى موقفا متطرفا أكثر من ذلك الذي حمله المتشككون التقليديون من المحافظين، ولم يعد البريكسيت برنامجا محافظا للإصلاح الدستوري والاقتصادي، بل هو ثورة تقوم على اعتقاد بشأن الطريقة التي يجب من خلالها حكم بريطانيا".

 

وتقول الصحيفة: "ربما لم يتعامل رئيس الوزراء مع هذه القضية بهذه الطريقة، فليس لديه اعتقاد أكثر وضوحا من اعتقاده بأحقيته بمنصب رئيس الوزراء، وكان البريكسيت هو العربة القوية التي تمكنه من تحقيق طموحاته، والمشكلة هي أن جونسون ليس السائق، فهو رهينة للطائفة الأيديولوجية ذاتها التي أمسكت بزمام إدارة تيريزا ماي وحاصرتها ومن ثم دمرتها، والزعيم المحافظ الحالي لا يشبه أسلافه في طريقة الأداء أو المزاج لكنه ارتكب الخطأ الأساسي ذاته: وهو أن الدعم من الجناح الراديكالي القومي الإنجليزي في الحزب يمكن استعارته مؤقتا، وأنه يمكن دمج المتشددين وإرضاؤهم والتحكم فيهم".

وتلفت الافتتاحية إلى أن "جونسون يقول إنه يفضل خروجا من الاتحاد الأوروبي بطريقة منظمة، لكن تفضيله لا يهم، خاصة أنه رهن مكتبه لمجموعة من الأشخاص يرون أن أي تعامل وتعايش مع بروكسل خيانة، ويظهر استسلامه لهذه الأخلاق من خلال وصف خطة المتمردين الرامية لمنعه من الخروج دون اتفاق بـ(قانون الاستسلام)، وهو خطاب خبيث يحاول التعامل مع معارضة ديمقراطية شرعية على أنها تعامل مع العدو، وهاجم النواب المؤيدين لأوروبا بأنهم (يتعاونون) مع بروكسل". 

وترى الصحيفة أن "الخطاب الداعي للحرب سيتردد صداه داخل اليمين المتطرف، مع أن داونينغ ستريت لن يعترف بأنه أقام علاقة كهذه مع اليمين المتطرف، فعندما يناسبه، يقدم جونسون نفسه على أنه ليبرالي اجتماعي واقتصادي في (دولة واحدة) ذات التقاليد المحافظة، إلا أن موقفه من البريكسيت نفر الناخبين الذين قد يدعمون مرشحا كهذا، فهو لا يستطيع جذب الداعين للبقاء ولا الليبراليين الداعين للخروج". 

وتجد الافتتاحية أن "المنطق يشير إلى أن جونسون سيوجه خطابه الجذاب إلى أنصار نايجل فاراج، ولهذا قام بتجميع تحالف من الناخبين لدعم الاستفتاء، واعتمد على العقل المدبر للحملة، دومينك كومينغز، الثوري المستمر الذي لا يحترم المؤسسات التاريخية، ولا يشعر بالانتماء لها، بما فيها حزب المحافظين". 

وتنوه الصحيفة إلى أن "جونسون فاز بقيادة حزب المحافظين من خلال تقديم نفسه على أنه مرشح قادر على إنهاء ملف البريكسيت، والفوز في الانتخابات، لكنه لم يقل إن وسيلته لتحقيق ذلك ستكون من خلال تطهير الحزب من المعارضين، ومقت التعددية، وإعادة خلقه بصفته حزبا معارضا للمحافظة، وبالتالي تدميره".

 

وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "ما فعله هو هندسة خسارة الحزب الغالبية في البرلمان، وتخليه عن السيطرة في مجال الأجندة التشريعية للنواب المعارضين، وكان عدم ارتياحه في البرلمان واضحا يوم الأربعاء، مع أنه حاول إخفاءه من خلال ذخيرته في التبجح".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)