هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "استقالة المبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات تركت انقساما في الآراء بين كبار المسؤولين الإسرائيليين حول تأثيرها المتوقع على صفقة القرن، باعتبار أنه كان مبعوثا أمريكيا يتحدث بلسان إسرائيلي دائم، ويكرر رسائل إسرائيل للمجتمع الدولي".
وأضاف الكاتب داني زاكين في مقال
نشره موقع "المونيتور" وترجمته "عربي21" أن "غرينبلات لم
يكن يتردد في إعادة نسخ ما يردده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دون
أدنى تحفظ، سواء باتجاه إيران وحزب الله أو الفلسطينيين، بل إنه كان دائم الانتقاد لخصومها
وأعدائها".
ورأى زاكين أن "إعلان غرنيبلاث
استقالته القريبة، تعني بالضرورة خسارة إسرائيل لأحد أصدقائها الحميمين، وأحد
العناصر الفاعلة باتجاه إعلان صفقة القرن الخاصة بالرئيس دونالد ترامب".
وأشار إلى أنه "فور إعلان
غرينبلاث عن خبر استقالته الوشيكة فقد سارع نتنياهو لتوجيه الشكر له، وكذلك فعل كبار قادة
حزب الليكود، مثل وزير الخارجية يسرائيل كاتس ونير بركات رئيس بلدية القدس السابق"،
مؤكدا أن "إسرائيل يسودها قلق من مغادرة غرينبلات لمنصبه، كونه عمل ضابط اتصال
بين تل أبيب والبيت الأبيض، وترامب رأى فيه أحد الموثوقين جدا، ويستطيع الاعتماد
عليه وعيونه مغمضة، كونه محاميه السابق".
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أنه
"في المقابل، اعتبر غرينبلات شخصية غير مرحب فيها لدى السلطة الفلسطينية،
لأنه رفض الاجتماع بقادتها، بل خاض معهم سجالات حادة، واتهموه مرارا بأنه يمثل
موقف المستوطنين الإسرائيليين، ويقف في الجانب الأكثر يمينية في الائتلاف
الحكومي".
اقرأ أيضا: بعد ما كشفه غرينبلات.. ترامب يطرح رسميا صفقة القرن قريبا
وأكد زاكين أن "غرينبلات أظهر
للفلسطينيين درجة اهتمام إدارة ترامب بالمصالح الإسرائيلية قبل أي اعتبار آخر، ما
دفعهم أكثر للتمسك بمواقفهم، والرد سلبا على كل مبادرة يعلنها، حتى لو كانت
لصالحهم، وهذه نقطة جديرة بالانتباه، وفق مقرب من نتنياهو، ولذلك فقد تأتي استقالة
غرينبلات كمؤشر على اقتراب إعلان صفقة القرن، ورغبة إسرائيلية بإقناع الفلسطينيين
للقبول بها في غياب غرينبلات".
وكشف النقاب عن أن "أوساط نتنياهو
التي تكن للمبعوث الأمريكي كل احترام وود، ترى في ابتعاده عن الصورة، فرصة كي يبدي
الفلسطينيون مرونة أكثر، باتجاه الإدارة الامريكية وخططها للسلام في
المنطقة".
وأضاف أن "مسؤولا في وزارة
الخارجية الإسرائيلية منخرط في الاتصالات مع الفلسطينيين قدم موقفا مغايرا،
باعتبار أن استقالة غرنيبلاث قد تعطي مؤشرا على ضعف فرص إعلان الصفقة، بسبب وجود
خلافات بين البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، سواء حول بعض تفاصيلها
السياسية، أو موعد إعلانها بوجود نتنياهو في السلطة حاليا، أو الانتظار لنتائج
الانتخابات القادمة".
وختم بالقول إن "وزارة الخارجية
الأمريكية ترى في التباطؤ الأمريكي بإعلان الصفقة رغبة من البيت الأبيض بمساعدة
نتنياهو شخصيا في العملية الانتخابية، ولكن على كل الأحوال فإن إسرائيل فقدت
باستقالة غرينبلات صديقا حميما ومؤيدا جارفا لها في كل مواقفها السياسية، ربما ليس
أقل من الممثلين الإسرائيليين أنفسهم".