سياسة عربية

هل يذكي "إبداع الاحتجاج" روح الثورة ضد السيسي؟ (شاهد)

الإبداع الفني للمصريين المعارضين ظهر مُجددا منذ أسابيع معبّرا عن رفض شعبي للأوضاع السياسية والاقتصادية- يوتيوب
الإبداع الفني للمصريين المعارضين ظهر مُجددا منذ أسابيع معبّرا عن رفض شعبي للأوضاع السياسية والاقتصادية- يوتيوب

عاد الإبداع الفني للمصريين المعارضين في الظهور مُجددا معبّرا عن رفض شعبي للأوضاع السياسية والاقتصادية التي يعيشونها في ظل النظام العسكري الحاكم، وضد استمرار رأس النظام عبدالفتاح السيسي.

وأصدر معارضون وفنانون مصريون هواة، مجموعة كليبات ومقاطع غنائية مصورة على مدار الأيام الماضية بالتزامن مع حالة الحراك الثوري بالشارع المصري التي انطلقت الجمعة 20 أيلول/ سبتمبر الجاري، وقبيل أيام من مليونية متوقعة دعا إليها الفنان والمقاول المصري من الخارج محمد علي، الجمعة المقبلة.

"عربي21"، رصدت بعض تلك الأعمال التي يتداولها نشطاء مصريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتمدت معظم المقاطع الغنائية الثورية الجديدة على التأكيد على ما أحدثه السيسي من أزمات في البلاد خلال 7 سنوات منذ انقلابه، والمطالبة برحيله.

وكان من بين أهم الأغاني التي حققت مشاهدات عالية أغنية: "ارحل يا انقلابي.. ارحل عن بلادي.. سيبنا في حالنا.. احنا في دارنا.. وارحل عالخليجِ".

 



وتساءلت إحدى الأغنيات: "إزاي يحكمني السيسي.. إزاي دا يبقى رئيسي"، و"يحكمني ازاي أنا شايل رايتي بإيدي.. ومبخافشي وقلبي حديدي"، و"مهما يزيد ظلم العسكر.. بارودهم مش بيأثر".

 


وفي مقطع غنائي يوثق دور الفنان والمقاول محمد علي، في كشف فساد النظام العسكري الحاكم، والحالة الثورية التي صنعتها دعواته للتظاهر؛ قام المطرب وحيد زاهر بإهداء علي، أغنية.

وتقول بعض كلماتها: "عاش البطل محمد علي.. فضح النظام المفتري.. نظام عصابة وكذابين.. ماسكها واحد مفتري.. صرف الفلوس على المنظرة.. خلا البلاد رجعت ورا".

 


وفي مقطع آخر يشيد بمحمد علي، مستخدما ألحان موسيقى أغنية شعبية شهيرة تقول: "محمد علي ياعلي محمد ياعلي.. هو فين علي ده"، و"السيسي خد مال الدولة وعليه استولى".

 


واستخدمت إحدى المقاطع الغنائية اسم أحد الوسوم الأكثر تداولا عبر موقع "تويتر"، "#استناني_ياسيسي" مخاطبة السيسي بكلمات شعبية، مطالبة إياه بالرحيل.

 


وقدم مجموعة من الشباب أغنية "راب" كوميدية ساخرة من النظام العسكري ورأسه عبدالفتاح السيسي.

 


وفي رسالة من الأشقاء السودانيين للمتظاهرين المصريين وجه مجموعة من الشباب السوداني مقطعا غنائيا يعلنون فيه مساندة المصريين ويطالبون فيه السيسي بالرحيل.

 


ونشر أحد الشعراء المعارضين للنظام قصيدة شعرية بعنوان "ارحموا الناس الغلابة"، تكشف بكلماتها ومقاطعها المصورة عن أحوال المصريين السيئة في عهد السيسي.

 


وفي الوقت الذي شهدت فيه مدينة السويس تظاهرات يومي الجمعة والسبت الماضيين، استعاد الكثيرون من أبناء المدنية الباسلة نشر وتداول الأغاني الوطنية التي تشيد بالسويس ومنها أغنية "يابيوت السويس"، للفنان السويسي محمد حمام.

 


كما استدعى المصريون في الخارج في تظاهراتهم أمام السفارت والقنصليات المصرية بالخارج أغاني وأناشيد الاحتجاج إثر الانقلاب العسكري في 2013، وبينها ما غناه المتظاهرون المصريون في أمستردام مرددين: "يسقط يسقط حكم العسكر".

 


وتداول النشطاء على نطاق واسع أغاني شهيرة مثل "شيد قصورك عالمزارع" من ألحان الشيخ إمام وكلمات أحمد فؤاد نجم.

 


وفي المقابل استدعى النظام الأغاني الوطنية القديمة لكبار المطربين المصريين عبر عرض مكثف لها بالفضائيات والإذاعات الحكومية والخاصة، فيما أعلن الممثل محمد رمضان عن طرحه كليب جديد دعما للسسي وبمواجهة المتظاهرين، بعنوان "هما عايزنها فوضى".

"استدعاء حالة يناير"

وفي رؤيته أكد الكاتب والفنان أشرف الريس، أن "تلك المقاطع الغنائية لا شك تساهم في زيادة روح الثورة عند المصريين".

الريس، قال بحديثه لـ"عربي21"، إن "بعض تلك الأعمال الفنية والإبداعات وإن قلت في هذه الفترة بالتأكيد ستساهم في صناعة حالة مُشابهة جدا لحالة 25 يناير الثورية".

وعن قدرة تلك الأعمال في أن تكون توثيقا فنيا للحراك الثوري الحالي، يعتقد الناشط السياسي، أنه "ربما يتأخر دور العمال الإبداعية في توثيق أحداث الثورة لما بعد سقوط الطاغية".

وتابع إن "حاجز الخوف تم كسره، والحراك الثوري دائما يبدأ بتزايد الغضبات الشعبية التي تؤدي في النهاية لولادة الثورة الشعبية".

وأضاف: "ولذلك، لا يجب أن نحزن أبدا إن لم تُسفر مظاهرات الجمعة عن الغاية المرجوة؛ فكما في القول المأثور: (شق ثغرات في حاجز العدو هو أول الطريق للانتصار عليه)".

"إبداع على استحياء"

وعلى الجانب الآخر، ترى الناقدة الفنية إيمان نبيل، أن تلك المقاطع المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتداولها المعارضون المصريون؛ إنما "هي إبداع على استحياء"، مشيرة إلى أن "تلك الأعمال غير أصيلة كونها تعتمد في معظمها على ألحان قديمة ومعروفة يتم تركيب الكلمات والصوت عليها ما يقلل من قوتها واستمرارها وتأثيرها".

نبيل، بحديثها لـ"عربي21"، قالت إن "الأمر الثاني الذي يضعف من قوة وتأثر واستمرار تلك المقاطع هو؛ عدم وجود أسماء كبيرة ولامعة"، مذكرة بأغنية الفنان محمد منير إبان ثورة يناير 2011، (ازاي ترضيلي حبيبتي)، واصفة إياها بأنها كانت "حالة فنية فريدة في لحنها وكلماتها".

وأكدت أن "هذا هو الإبداع، ولكن ما يقدم الآن  كغناء ثوري هو مجرد (Cut & Best)، بجانب أن اختيار بعض الألحان القديمة غير مناسب لأغنية ثورية"، معتقدة أنها "لن تترك أثرا في صناعة ثورة ، ولن يعاود الناس سماعها مستقبلا، ولن يذكرها تاريخ الفن".

وأضافت: "هذا من الناحية الفنية ولكن بشكل عام في ظل الظروف الأمنية والسياسية وضعف الإمكانيات فإن هذه المقاطع والكليبات تعد محاولات لهواة لا محترفين".

التعليقات (0)