هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في مفارقة غريبة من نوعها، أدّعى الحزب
الشيوعي المصري أن جماعة الإخوان المسلمين هي صاحبه الدعوة للاحتجاجات الواسعة
التي شهدتها البلاد يومي الجمعة والسبت الماضيين، رغم أن الجماعة لم تصدر أي دعوات
أو بيانات أو تصريحات للتعقيب على تلك الاحتجاجات حتى الآن.
وقال الحزب، في بيان له، الإثنين، وصل
"عربي21ّ" نسخة منه، :"لعل ما حدث من مظاهرات في عدد من المدن
المصرية خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين دعت إليها جماعة الإخوان، وشارك فيها
قطاعات من المضارين من هذه السياسات يؤكد صحة ما حذر منه حزبنا والأحزاب والقوى الديمقراطية
وتجاهلته السلطة، بل وتمادت في سياساتها المعادية للفقراء والكادحين".
ورأى الحزب الشيوعي أن "هذه
المظاهرات ليست تحركا ثوريا، بل تحرك عفوي محفوف بالمخاطر قد يتطور إلى فوضى شاملة
تنذر بعواقب وخيمة في ظل تغييب دور القوى السياسية، وحصار الأحزاب والمنظمات
الجماهيرية"، داعيا للإفراج عن كافة معتقلي الرأي والمتظاهرين السلميين غير
المنتمين لمن وصفهم بـ "جماعات الإرهاب".
وحذر مما وصفه بـ "الدور الذي تلعبه
جماعة الإخوان ومن وراءها في تلك التحركات، في محاولات منها لاستعادة تواجدها في
الداخل بعد أن أسقط الشعب المصري مشروعها في ثورة 30 حزيران/ يونيو، ولم تتوقف عن
ارتكاب جرائمها ضد الشعب المصري وجيشه وشرطته"، على حد زعمه.
اقرأ أيضا: هل يذكي "إبداع الاحتجاج" روح الثورة ضد السيسي؟ (شاهد)
وقال إنه حذر سابقا من أن "مصادرة
الحريات وإغلاق المجال العام وهيمنة الصوت الواحد على الإعلام، مما يجعل المناخ
خصبا أمام جماعة الإخوان الإرهابية ومن وراءها من دول وأجهزة مخابراتية لتنفيذ
مخططاتهم المعادية للوطن والشعب والمستهدفة إشاعة الفوضى والنيل من جيش مصر ودوره
الوطني"، وفق قوله.
ودعا إلى "تغيير خريطة أولويات
المشروعات الاقتصادية طبقا لضرورات التنمية الشاملة واحتياجات الطبقات الكادحة
والوسطى، ووقف إنفاق المليارات على بناء القصور والأبراج وناطحات السحاب، وتحميل
الأثرياء بأعباء سد عجز الموازنة وعمليات التنمية وفرض ضرائب تصاعدية على الثروات
والأرباح الرأسمالية، والتوقف عن تحميل الفقراء بالمزيد من الأعباء، وفرض أسعار
جبرية في الأسواق".
وطالب بفتح "المجال العام للممارسة
السياسية والحزبية والنقابية والمجتمعية بحرية ودون أي تدخل حكومي أو أمني،
باعتبارها حائط الصد الشعبي الأول أمام أي مخططات خارجية أو منظمات إرهابية،
وإطلاق حرية الصحافة والإعلام حتى يجد المصريون فيها ما يلبي احتياجاتهم من
معلومات حقيقية ورؤى متنوعة، فلا يلجأون إلى فضائيات معادية ويقعون فريسة لها أو
للحملات الإلكترونية الممنهجة"، بحسب نص البيان.
اقرأ أيضا: بعد اعتقال نائب رئيسه.. حزب صباحي يحذر من عودة "الإخوان"
وأردف:" ما حدث يدق ناقوس الخطر أمام
القوى الوطنية والديمقراطية، وفي القلب منها قوى اليسار، ويفرض عليها ضرورة
الإسراع بتوحيد الجهود والرؤى الواضحة لقضايا الشعب من منطلق وطني متميز عن ما
تطرحه جماعة الإخوان ومن وراءها، وأيضا عن ما يطرحه ويخطط له رجال أعمال طفيليون
لا يشغلهم سوى البحث عن مصالح خاصة".
"إفلاس سياسي وأكاذيب وقحة"
من جهته، عبّر الكاتب الصحافي اليساري،
أبو المعاطي السندوبي، عن استغرابه واستنكاره الشديد لبيان الحزب الشيوعي المصري،
قائلا:" لا أصدق كل هذه الأكاذيب والادعاءات التي جاء في البيان، فالقاصي
والداني- بما فيهم السيسي وأجهزته الأمنية والمخابراتية- يعلمون تماما أن الإخوان
لا علاقة لهم مطلقا بتلك الاحتجاجات لا من قريب أو بعيد".
وأضاف- في حديث مع "عربي21"-
أنه "أصبح من المعتاد على من يزعمون أنهم قوى مدنية وديمقراطية وضع جماعة
الإخوان في جملة مفيدة، وكل تصريحاتهم وبياناتهم، توهما منهم أنهم بذلك سيكونوا
بمنأى عن أي ضربات أمنية، ورغم كل ذلك لم ولن يرضى عنهم نظام السيسي إلا إذا سبّحوا
بحمده، وقاموا بتمجيده ونفاقه على غرار ما يقوم به المذيع أحمد موسى وغيره".
واستطرد السندوبي قائلا:" هذه هي
المرة الأولى التي تقول فيها جهة داخل أو خارج مصر أن جماعة الإخوان هي صاحبة
الدعوة للتظاهر، فالعالم كله يعرف أنه لا توجد أي دعوات للتظاهر في مصر سوى دعوة
الفنان والمقاول محمد علي".
وذكر السندوبي أن "الحزب الشيوعي لجأ
إلى تلك الأكاذيب ليحاول أن يبرر لانصاره وقواعده- إذا ما كانوا موجودين على الأرض-
أسباب عدم مشاركة الحزب في الاحتجاجات الواسعة التي هزت أركان النظام، وكان يمكنهم
البحث عن أي مبرر أو حجة أخرى بخلاف الإخوان، إلا أن هذا إفلاس سياسي فج
ووقح".
حزب النور يصف الدعوات بـ "المغرضة"
إلى ذلك أعلن حزب النور السلفي رفضه التام
لما وصفه بالدعوات المغرضة، مؤكدا حرصه على "الحفاظ على الوطن آمنا مستقرا،
وضرورة الاجتماع على ما يحافظ على سلامته".
وقال، في بيان له، الإثنين، :" كفل
الدستور الذي هو العقد الاجتماعي بين أفراد الأمة طريق التعبير عن الرأي، وكذلك
حدد طريقة محاربة الفساد، ومحاولة تجاوز ذلك هو هدم للدولة ومؤسساتها، مما يعرض
مصالح الوطن لأخطار جسيمة".
وشدّد حزب النور، الذي شارك بقوة في مظاهرات
30 حزيران/ يونيو 2013، التي أعقبها الإطاحة بأول رئيس منتخب، على أنه يرفض بكل
قوة تلك الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، مهيبا بأبنائه وأبناء الشعب "تفويت
الفرصة على هؤلاء، وزيادة الوعي لدى الجماهير حتى لا ننخدع في هذه الدعوات المغرضة،
ونحن نقف بكل قوة مع من يدعو للحفاظ على الوطن وأبنائه ومؤسساته".