سياسة عربية

أبرز عمليات تركيا العسكرية داخل سوريا منذ 2016 وأهدافها

تمتد المنطقة الآمنة على طول 460 كيلو متر بعمق 32 كليو متر- الأناضول
تمتد المنطقة الآمنة على طول 460 كيلو متر بعمق 32 كليو متر- الأناضول

تعد عملية "نبع السلام"، العملية العسكرية الثالثة التي تقوم بها تركيا داخل الأراضي السورية، منذ بداية الثورة السورية في الخامس عشر من آذار/مارس 2011م.

وبحسب ما يعلنه المسؤولون في أنقرة، فإن العمليات تهدف إلى إنشاء منطقة آمنة على الشريط الحدودي جنوبي البلاد، خشية تهديدات من منظمات تصنفها "إرهابية" أبرزها: "تنظيم الدولة، قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وحزب العمال الكردستاني (PKK) وقوات حماية الشعب الكردية (YPG)".

وفي هذا التقرير تستعرض "عربي21"، تسلسل العمليات التي نفذتها القوات التركية، والمناطق التي استهدفتها، والحصيلة التي رافقتها، إضافة إلى الأهداف التي سعت إلى تحقيقها.

 

عملية "درع الفرات"

 

 في الرابع والعشرين من آب/أغسطس 2016 انطلقت أولى العمليات التركية العسكرية في الأراضي السورية تحت مسمى "درع الفرات"، وهي عملية عسكرية أطلقتها تركيا لدعم فصائل معارضة سورية، من أجل طرد مقاتلي تنظيم الدولة من ريفي حلب الشمالي والشرقي.

 

اقرأ أيضا: الخارجية التركية: سنرد على أي عقوبات أمريكية

وخلال المرحلة الأولى من العملية عبرت القوات التركية الحدود السورية، إيذانا ببدء العملية، وانتهت هذه المرحلة بالسيطرة على مدينة جرابلس وريفها قرب الحدود التركية.

وفي السابع والعشرين من ذات الشهر انتهت المرحلة الثانية من العملية بإعلان الجيش السوري الحر، التابع للمعارضة، وبدعم من الجيش التركي، وصوله لمدينتي إعزاز وجرابلس في ريف حلب.


وانطلقت المرحلة الثالثة في السادس عشر من آب/أغسطس 2016، والتي انتهت بالسيطرة على مدينة الباب بريف حلب الشرقي يوم 23 شباط/ فبراير 2017م.


استمرت عملية درع الفرات قرابة 7 أشهر، وأعلن الجيش التركي خلالها تحييد أكثر من 3 آلاف مسلح، وإحلال الأمن في المناطق القريبة من حدودها من خلال إعادة تمركز قوات الجيش السوري الحر بالمدن التي سيطرت عليها.

وانتهت العملية في آذار/مارس 2017 بالقضاء على تنظيم الدولة في ريف حلب، وإخراجه بشكل كامل، وقطع الطريق على حلم قوات سورية الديمقراطية "قسد"، من وصل كل من مدينة عين العرب كوباني بمدينة عفرين.


كما فرضت العملية منطقة آمنة من غارات طائرات النظام السوري والروسي، ووفرت ملاذا آمنا لآلاف المدنيين النازحين.

عملية "غصن الزيتون"

 

 في 20 كانون الثاني/يناير 2018، بدأت تركيا عملية عسكرية جديدة تحت اسم "غصن الزيتون"، بهدف السيطرة على مدينة عفرين السورية وتخليصها من مسلحي تنظيم حزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية، الذين تصنفهم أنقرة "تنظيمات إرهابية".


ومن أبرز النقاط المفصلية لعملية غصن الزيتون، كانت سيطرة القوات التركية والسوري الحر على جبل بورصايا الاستراتيجي التابع لبلدية شيران، إذ تمكنت قوات غصن الزيتون من السيطرة على قمة الجبل يوم 28 كانون الثاني/ يناير.


وبعد 3 أيام، استطاعت قوات غصن الزيتون السيطرة على مركز بلدة بلبل شمالي عفرين، في الأول من شباط/ فبراير عبر التقدّم من الجهات الشمالية والغربية والشرقية للبلدة.

 

اقرأ أيضا: لوس أنجلوس تايمز: كيف تبدو العلاقة بين تركيا وأمريكا؟

ويوم 26 شباط/ فبراير، تمكنت قوات غصن الزيتون من فصل مركز مدينة عفرين براً، عن محافظة إدلب ومناطق عملية درع الفرات، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية.


وفي الثالث من آذار/مارس 2018، استطاعت القوات التركية وعناصر الجيش السوري الحر الدخول إلى مركز بلدة راجو الواقعة شمال غرب عفرين. وفي الرابع من ذات الشهر دخلت إلى مركز بلدة الشيخ حديد.


ولم تنتظر قوات غصن الزيتون طويلا حتى دخلت بلدة شيران شمال شرق عفرين، وذلك في السادس من آذار/ مارس، حيث تمكنت قوات غضن الزيتون من دخول مركز بلدة شيران عبر عملية زاحفة من مدينة أعزاز.


وبعد يومين فقط، أي في الثامن من آذار/مارس، بسطت قوات غصن الزيتون السيطرة على أهم بلدات عفرين، وهي جنديرس الاستراتيجية.


وبعد طرد القوات الكردية من مراكز 5 بلدات، بات الطريق ممهدا لقوات غصن الزيتون للزحف نحو مركز مدينة عفرين، حيث بدأت العملية تأخذ وتيرة أسرع.


وفي معرض تعليقها على مجريات العملية، قالت رئاسة الأركان التركية في بيان، إن مركز مدينة عفرين بات مطوّقا من كافة الجهات اعتبارا من تاريخ 12 آذار/ مارس.


وفي خطاب ألقاه يوم 18 آذار/ مارس، في ولاية جناق قلعة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "أودّ أن أبشركم بأن قواتنا المسلحة بالتعاون مع الجيش السوري الحر، بسطت سيطرتها على مركز مدينة عفرين هذا الصباح".


وأعلنت وزارة الدفاع التركية تحييد أكثر من 4 آلاف و 500 مسلح، والسيطرة على أكثر من 200 منطقة سكنية من يد التنظيمات الكردية خلال العملية.

 

وبعد تحقيق العملية العسكرية أهدافها أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، انتهاء عملية غصن الزيتون بعد 4 شهور على إطلاقها.

عملية "نبع السلام"

 

في التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدء العملية العسكرية "نبع السلام"، شمالي سوريا، "لإبعاد الوحدات الكردية التي تصنفها أنقرة منظمات إرهابية عن الشريط الحدودي".

وقال أردوغان في تغريدة على حسابه بموقع تويتر: "أطلقت القوات المسلحة التركية مع قوات الجيش الوطني السوري للتو عملية نبع السلام، ضد قوات حزب العمال الكردستاني، وقوات حماية الشعب الكردية، وإرهابيي داعش شمال سوريا".

وأضاف أردوغان أن"مهمتنا هي منع إنشاء ممر إرهابي عبر حدودنا الجنوبية، وإحلال السلام في المنطقة".

وذكرت وسائل إعلام تركية، الجمعة، أن عملية "نبع السلام" يجري تنفيذها على مراحل ثلاث، حيث تنتهي المرحلة الأولى خلال عشرة أيام، وفقا للقرارات التي اتخذها المجلس التنسيقي، الذي يرأسه الرئيس رجب طيب أردوغان أمس الخميس.

وأشارت صحيفة "صباح" في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أنه خلال المرحلة الأولى، ستتقدم القوات التركية بشكل متسارع حتى عمق 32 كم.

 

اقرأ أيضا: أردوغان: رغم كل التهديدات لن نتراجع عن "نبع السلام" بسوريا

ولفتت الصحفية إلى أن المدة الزمنية للمرحلة الأولى ما بين أسبوع إلى 10 أيام، مستدركة بأن تقدير ذلك "يخضع للمجريات الميدانية على الأرض".


ووفقا للصحيفة، فإن القوات التركية، خلال هذه المرحلة، "ستقوم بالسيطرة على الطرق الواصلة بين العراق وسوريا، بهدف قطع الدعم اللوجستي للمنظمات المسلحة التي تحاربها".


أما المرحلة الثانية، فحسب صحيفة "صباح"، فتتضمن السيطرة على المناطق كافة في شرق الفرات، و"التطهير الكامل من العناصر الإرهابية".


ووفقا للصحيفة التركية، فإن المرحلة الثالثة "ستشمل اتخاذ خطوات تعزيزية، لدعم عودة اللاجئين السوريين إلى المنطقة".


وذكرت أنه سيجري سحب القوات التركية، بعد بسط السيطرة الكاملة على المنطقة، وتوفير الأمن الكامل.


ومن جانبه كشف وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الخميس، أن عمق عملية "نبع السلام" لن يصل لأكثر من 30 كم، شمال شرق سوريا.


وواصلت القوات التركية، والجيش السوري الحر، تقدمهما في شمال شرق سوريا، ضمن إطار عملية "نبع السلام".


والجمعة، ارتفع عدد القرى التي سيطرت عليها قوات "نبع السلام"، من قبضة "قسد" والوحدات الكردية، شرق الفرات، إلى 14 قرية في اليوم الثالث من العملية العسكرية، حيث تطبق الحصار على تل أبيض ورأس العين.

 

وأوضحت وكالة "الأناضول" أن القرى المسيطر عليها إلى الآن هي: "حلاوة، وتل فندر، واليابسة، والمشيرفة، وديدات، وبير عاشق، وبيرزان، والجديدة، وأقصاص وحميدة في مدينة تل أبيض. أما في رأس العين، فتم السيطرة على قرية "تل حلف، وأصفر النجار،وكشتو، كشتو التحتانية".


وبهذه السيطرة قطعت الطريق الرئيس الواصل بين تل أبيض والرقة، ولم يتبق سوى طريقين فرعيين أمام "الوحدات الكردية" للانسحاب من المدينتين "عين العروس" و"تل أبيض"، وفق معارضين.

ووفقا لمصادر معارضة، فإن الطريقين المتبقيين، أحدهما من عين العروس باتجاه قرية الجدلة وخربة الرز باتجاه الجنوب والثاني بين عين العروس وتل أبيض باتجاه قرى طاشباش وحويجة عبدي إلى الجنوب.

ومن الجهة الشرقية، أوضحت مواقع معارضة سورية، أن الجيش التركي وفصائل "الجيش الوطني" باتت على تخوم قرية شريعان الواقعة إلى الجنوب من  قرى (مهيدي وكصاص والحاوي) التي سيطرت عليها الفصائل منذ اليوم الأول لدخولها المنطقة. 


وبحسب آخر إحصائية لوزارة الدفاع التركية، السبت، أعلنت عن "تحييد" 415 عنصرا من الوحدات الكردية و"قسد" منذ بدء العملية العسكرية التي بدأها الجيش التركي و"الجيش الوطني" السوري في منطقة شرق الفرات شمال سوريا.

 

اقرأ أيضا: نتنياهو يندد بالعملية التركية في سوريا و"جاهز للمساعدة"

المنطقة الآمنة

تهدف العملية التركية العسكرية إلى طرد المنظمات التي تصفها أنقرة "بالإرهابية" وإنشاء منطقة آمنة للاجئين السوريين المتواجدين في أراضيها.


وأظهر مسح أجرته وكالة الأناضول، في كانون ثاني/يناير الماضي، على الشمال السوري، أن المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إقامتها على طول الحدود مع سوريا بعمق 32 كيلومترا، ستضم مدنا وبلدات من 3 محافظات سورية، هي حلب والرقة والحسكة.


ووفقا للقياسات التي أجرتها، فإن المنطقة الآمنة تشمل مدنا وبلدات من محافظات حلب والرقة والحسكة، وتمتد على طول 460 كيلومترا، على طول الحدود التركية السورية، وبعمق 20 ميلا (32 كيلومترا).


وأبرز المناطق المشمولة في المنطقة الآمنة، المناطق الواقعة شمالي الخط الواصل بين قريتي صرّين (محافظة حلب)، وعين عيسى (محافظة الرقة).


كما تضم المنطقة الآمنة مدينة القامشلي، وبلدات رأس العين، وتل تمر، والدرباسية، وعامودا، ووردية، وتل حميس، والقحطانية، واليعربية، والمالكية (محافظة الحسكة).


وتأمل تركيا في إعادة توطين نحو مليوني شخص، من بين 3.6 مليون لاجئ سوري تستضيفهم حاليا على أراضيها.

التعليقات (0)