هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجرت لافا إبراهيم وشقيقتها ميديا إلى الولايات المتحدة من القامشلي في شمال شرق سوريا قبل سبع سنوات، وتشعران كلاجئتين بالامتنان على الملاذ الآمن الذي قدمته البلاد.
غادرت الشقيقتان منزلهما في كولومبوس بولاية أوهايو يوم الجمعة، وقادتا سيارتهما لثماني ساعات طوال الليل؛ للانضمام إلى مئات الأكراد الآخرين في تجمع خارج البيت الأبيض، بعد ظهر السبت؛ للاحتجاج على الهجوم العسكري التركي.
وشاهدتا انطلاق عملية "نبع السلام" التركية، بعد أن بدأت أنقرة هجومها عبر الحدود لاستهداف المقاتلين الأكراد.
وبدأ الهجوم بعد أن غير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسته فجأة، وسحب بعض القوات الأمريكية المنتشرة لدعم المقاتلين الأكراد في قتال تنظيم الدولة.
اقرأ أيضا: تقدم سريع لـ"نبع السلام" التركية والسيطرة على "رأس العين"
يذكر أن الجيش التركي أطلق الأربعاء الماضي، بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية "نبع السلام" في منطقة شرق نهر الفرات شمال سوريا، لطرد الوحدات الكردية المصنفة لدى أنقرة بـ"الإرهاب".
وقالت لافا إبراهيم (24 عاما): "ساعد ترامب تركيا كي تقتلنا". وبينما كانت تتحدث التف حولها متظاهرون يحملون لافتات، ويرددون هتافات، منها "أنقذوا الأكراد"، ولوحوا بأعلام كردية بألوانها الأحمر والأخضر والأصفر.
وأضافت: "قال إنه يراقب الموقف عن كثب، لكن ما الذي يراقبه؟ فعلنا كل شيء لصالح الولايات المتحدة، وهو يتركنا نموت".
وقال ترامب إنه لا يؤيد التوغل التركي، وقالت إدارته إن الهجوم تسبب في "ضرر كبير" في العلاقات بين واشنطن وأنقرة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع مجريات الحرب ومقره بريطانيا، إن ما يربو على 150 قتيلا سقطوا في غضون أيام.
وقالت سينام محمد، المسؤولة بمجلس سوريا الديمقراطية، الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد: "إذا تخلت عنا الولايات المتحدة، فقد نتحالف مع روسيا أو سوريا لإنهاء هذا. ما يمكننا أن نفعل؟ وثقنا في الولايات المتحدة".
ولا يزال زوجها وأبناؤها في القامشلي. ودعت الولايات المتحدة، الخميس، إلى فرض حظر طيران فوق المنطقة.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهدف من الهجوم هو إنشاء منطقة آمنة؛ لإعادة توطين اللاجئين السوريين، وهزيمة وحدات حماية الشعب، التي تقول أنقرة إنها جماعة إرهابية تدعم المتمردين الأكراد في تركيا.
وحضر عشرات من الأكراد غير السوريين التجمع خارج البيت الأبيض.
وتساءل بافل خوشنار (22 عاما)، وهو طالب جامعي من هاريسونبرج بولاية فرجينيا هاجر والداه إلى الولايات المتحدة من كردستان العراق قبل ولادته: "من سيثق في الولايات المتحدة الآن؟".
وأضاف: "فقدت للتو صداقة الأشخاص الذين هزموا تنظيم داعش على الأرض. كان بإمكاننا إغلاق حدودنا والسماح لهم بالذهاب إلى أوروبا، لكننا قاتلنا وقتلنا من أجل القضاء عليهم".
وكان بين المتظاهرين جوشوا بيلي (31 عاما)، وهو من بالتيمور. وقال إنه لم يكن قد غادر الولايات المتحدة قبل عام 2017، عندما سافر إلى شمال شرق سوريا وقضى عشرة أشهر في قتال تنظيم الدولة إلى جانب وحدات حماية الشعب، التي "تشترك في الكثير من القيم الأمريكية".
وقال بيلي إنه شعر بالصدمة والاشمئزاز من قرار ترامب سحب القوات الأمريكية، ما دفعه للمشاركة في الاحتجاج أمام البيت الأبيض.