هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان "قوات
سوريا الديمقراطية" فرار 785 أجنبيا من عوائل مقاتلي تنظيم الدولة، من مخيم
عين عيسى قرب الرقة، تساؤلات بشأن الهدف من الأعلان وخلفيات التلويح بملف تنظيم
الدولة في ظل العملية العسكرية التركية "نبع السلام.
وكان المسؤول في
"قسد" مروان قامشلو ، قال: إن "حراسة المخيم ضعفت بسبب إعادة نشر
القوات على الخطوط الأمامية"، مضيفا أن "الحراس الباقين فروا بعد سقوط
قذائف تركية على مقربة من المخيم".
وقال مسؤولون أكراد إن
"هجوما تشنه تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية، يقترب من مخيم للنازحين في
شمال سوريا، ويضم الآلاف من أفراد عائلات مقاتلي تنظيم الدولة"، مؤكدين أن
"بعضهم تمكن من الفرار بعد القصف".
وأشارت
"قسد" في بيان لها، إلى أن "القصف القريب من مخيم عين عيسى إلى
الشمال من مدينة الرقة، يشكل دعما لإعادة إحياء تنظيم داعش مجددا"، على حد
قولها.
لكن الرئيس التركي رجب
طيب أردوغان نفى على الفور صحة التقارير التي تحدثت عن هروب سجناء التنظيم من شمال
شرق سوريا بسبب العملية التركية ووصفها بـ"التضليل الذي يستهدف استفزاز الغرب".
وقلل خبيران في شؤون الجماعات الإسلامية من
أهمية إعلان "قسد"، وقالا إنه يأتي في سياق "تخويف الغرب"
و"تصدير فزاعات تنظيم الدولة لاستعطاف الأوروبيين".
الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو
هنية قال: إنه "من الواضح أن قسد تسعى لاستعطاف الغرب والأمريكان، بناء على
المهمة التي أوكلت لها منذ اليوم الأول لقتال تنظيم الدولة".
وأوضح أبو هنية لـ"عربي21" أن
"الأمريكان خرجوا وأعلنوا انتهاء التنظيم في هجوم الباغوز، وبالتالي ذريعة
وجود مقاتلين لا يمكن تصديقها وكل من تبقى هم عوائل".
ورأى أن هناك
"مبالغة وتهويلا" لقضية مخيمات ومراكز احتجاز عناصر تنظيم الدولة،
مضيفا: "في البداية تحدثوا عن 6 آلاف مقاتل وقرابة 23 ألفا من عوائلهم واليوم
يجري الحديث عن أعداد مهولة تفوق ما ذكر سابقا".
وتابع أبو هنية:
"ما معنى الحديث عن هروب نساء وأطفال من مخيمات اعتقال"، متسائلا
"هل سيعملون على إحياء التنظيم مجددا؟.. هؤلاء لا خوف من هروبهم والأزمة
الإنسانية حاصلة قبل وجودهم وبمقدور الأمم المتحدة التعامل مع هذا الوضع خاصة أن
خان شيخون شرد منها أكثر من نصف مليون إنسان".
إقرأ أيضا: "سانا" تعلن بدء تحرك قوات النظام نحو الشمال لمواجهة تركيا
لكنه في المقابل شدد
على أن الخطر الأكبر يكون في حال انسحاب القوات الأمريكية، وهو ما شيكشف المنطقة
بالكامل، ويجعل كل ما فيها بمهب الريح، سواء مقاتلي قسد أو معتقلي تنظيم الدولة،
الذين من المفترض أن تتسلمهم دولهم، وتقوم بمحاكمتهم لديها لا أن تتنصل منهم خاصة
أن (قسد) مليشيات وليست دولة.
ولفت إلى أن العملية
التركية معلومة الأهداف والمواقع الساعية لها، ومراكز اعتقال عناصر تنظيم الدولة،
ليست ضمن تلك المواقع، وتبعات تهريب هذه العناصر يتحمل مسؤوليتها من يقومون عليها.
بدوره قال المحلل
السياسي والمختص في شؤون الجماعات الجهادية، مروان شحادة: إن إعلان
"قسد" عن هروب عوائل مقاتلي التنظيم، "فزاعة ليس إلا".
وأضاف
لـ"عربي21": "الدور الموكل لقسد في سوريا يبدو أنه انتهى، بنهاية وجود
تنظيم الدولة، وعلى ما يبدو فإن تركيا تقوم بترتيب المنطقة وفق توافقات إقليمية
ودولية، لإنهاء ملف اللاجئين وإعادة توطينهم في بلادهم".
وتابع: "بعد
الطعنة التي تلقوها في ظهورهم، من قبل التحالف الدولي، يبدو أن قسد تسعى للانتقام
من المجتمع الدولي، والتخلي عن مسؤولية المعتقلين المسيطر عليهم".
وشدد على أن
المتواجدين في مراكز الاعتقال: "أطفال ونساء ومقاتلون مصابون، غير قادرين على
حمل السلاح أو الحركة".
ورأى أن
"قسد" لجأت للتلويح بهذه الورقة بعد فقدان سريع وواضح، لمناطق سيطرتها
في الشمال السوري.