هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع الكونغرس "ذا هيل" تقريرا، كتبه نيال ستانيج، يقول فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاول تحويل عملية قتل زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي لنصر شخصي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مقتل زعيم تنظيم الدولة لن يغير قواعد اللعبة بالنسبة لترامب. لافتا إلى أن الرئيس أحرز يوم السبت نجاحا مهما بوفاة زعيم تنظيم الدولة أبي بكر البغدادي، إلا أن الخبراء السياسيين يعتقدون أن هذا النجاح لن يغير من وضعه الداخلي بالنسبة للمشكلات التي يعاني منها.
ويقول ستانيج إنه حتى الجمهوريين يقبلون أن موت البغدادي، الذي فجر نفسه بعد ملاحقة قوات العمليات الخاصة له في إدلب في شمال سوريا، أقل أهمية من قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، في عهد باراك أوباما.
وينقل الموقع عن استراتيجي في الحزب الجمهوري، على علاقة مع البيت الأبيض، قوله معلقا على مقتل البغدادي: "هذا مختلف عن أسامة بن لادن؛ لأن الجميع كان يعرف هوية الإرهابي.. وفي المقابل لم يكن الكثير من الناس يعرفون من هو زعيم تنظيم الدولة".
ويورد التقرير نقلا عن الاستراتيجي الجمهوري دان جودي، قوله إنه كان من المهم الاعتراف بأهمية نهاية البغدادي، لكن النظر إليها من خلال تأثيرها في المنظور الداخلي، وأضاف: "من الناحية الاستراتيجية هذا أمر عظيم وانتصار ضخم، وأعتقد أن الناس يعترفون بهذا.. لكن الكثير من الناس لا يعرفون البغدادي، فيما احتل ابن لادن مركزا منفردا في النفسية الأمريكية".
ويعلق الكاتب قائلا إنه إذا ثبتت صحة تحليلات هؤلاء الخبراء فإن الرئيس سيشعر بالخيبة، مشيرا إلى أن ترامب حاول إثارة مقتل البغدادي في تغريدة له ليلة السبت وقبل الإعلان رسميا عن مقتله صباح الأحد، وسط صخب في غرفة الاستقبال الدبلوماسية في البيت الأبيض، وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه كان يأمل بتحويل مقتل البغدادي إلى "لحظة مهمة في إرثه السياسي".
ويلفت الموقع إلى أن ترامب استعان بلغته المتقلبة لوصف مصير البغدادي، عندما وصف وفاته قائلا إنه "مات مثل الكلب"، وبأنه "كان يبكي ويصرخ"، مشيرا إلى أن الرئيس تحدث في يوم الاثنين، في مؤتمر للشرطة في شيكاغو، وقال إنه كان يجب قتل البغدادي قبل سنوات "ورئيس سابق كان عليه قتله".
ويذكر التقرير أن أوباما حصل على زيادة في شعبيته بعد مقتل ابن لادن في 2 أيار/ مايو 2011، ففي الأسبوع الذي سبق قتل ابن لادن كانت شعبية أوباما، بحسب استطلاع أنجزه معهد "غالوب"، متدنية، فنسبة 47% لم توافق على أدائه، مقابل 44% كانت تدعم أداءه، إلا أن هذه النسبة زادت بعد أسبوع إلى 51% دعمت أداءه مقابل 40% لم توافق على أدائه.
ويفيد ستانيج بأنه في العام التالي، في الوقت الذي كان يخوض فيه أوباما معركة لإعادة انتخابه، لخص نائبه جوزيف بايدن الإنجازات التي قامت بها إدارته، بقتل ابن لادن، وإنقاذ صناعة السيارات، قائلا: "مات ابن لادن وعاشت (جنرال موتورز)".
ويقول الموقع إنه من غير المرجح أن تؤدي وفاة البغدادي إلى الأثر ذاته لدى ترامب؛ ليس قثط لأن زعيم تنظيم الدولة غير معروف بشكل واسع في أمريكا، لكن أيضا لكون ترامب شخصية مثيرة للانقسام، بالإضافة إلى أن موقف ترامب مرتبط بشكل أقرب بالشؤون الداخلية، مثل إجراءات محاكمته ووضع الاقتصاد.
ويستدرك التقرير بأن نجاح الغارة التي قتلت البغدادي حظي بالثناء حتى من أعدائه، وبينهم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب آدم شيف، الذي قال في تصريحات لمحطة "إي بي سي": "شكرا لله على التخلص منه"، ووصف مقتل زعيم تنظيم الدولة "بالنصر المهم"، وبأنه "يوم عظيم"، لكنه لم يمدح ترامب، بل انتقد قرار الأخير سحب القوات الأمريكية من سوريا، والتخلي عن الأكراد الذين قاتلوا مع القوات الأمريكية.
وينوه الكاتب إلى أن الجمهوريين يناقشون بأن التخلص من البغدادي لن يؤدي إلى تغيير شعبية الرئيس، إلا أنه قد يمنحه مساحة للتنفس من النواب الجمهوريين الذين انتقدوا قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا، مشيرا إلى قول جودي" "الكثير من الجمهوريين، خاصة من هم في الكابيتال هيل، ليسوا راضين عن هذا" قرار سحب القوات، ولفت إلى أن العملية الأخيرة "قد تخفف من الضغط عليه بسبب قراره".
وينقل الموقع عن الاستراتيجي الآخر في الحزب الجمهوري، قوله إن العملية قد تترك أثرا مختلفا، وهو"تعزيز صورة ترامب بصفته زعيما قويا بين أنصاره"، مشيرا إلى أنه بالمقارنة فإن الديمقراطيين في الكابيتال هيل شعروا بالسخط لأنهم لم يحصلوا على معلومات أولية عن الغارة ضد البغدادي.
ويورد التقرير نقلا عن السيناتور الديمقراطي عن ديلوار، كريستوفر كونز، قوله إن عدم إخبار الديمقراطيين البارزين في الكونغرس يعد "إهانة"، فيما قال ديمقراطيون آخرون إن استعراضات الرئيس وتفاخره يقتل كل أثر إيجابي للعملية، ففي مؤتمره الصحافي، يوم الأحد، تحدث عن رؤيته المتقدمة بشأن خطر ابن لادن، وأخرج واحدا من كتبه ليؤكد ما يقوله.
ويفيد ستانيج بأن جويل روبن، الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية أثناء إدارة أوباما، أشار إلى أن ترامب حاول تحويل عملية قتل البغدادي لنصر شخصي، وقال روبن إن أوباما وجورج دبليو بوش كان معتدلين في تعليقاتهما عقب مقتل أسامة بن لادن وصدام حسين، وأضاف أن ترامب يشعر بالحاجة لفعل هذا، والقول إنه فعل ذلك بطريقة أفضل.
ويختم "ذا هيل" تقريره بالإشارة إلى أن الجميع من الحزبين يتفقون على نقطة واحدة، وهي العودة للشؤون الداخلية بعد الاهتمام بمقتل البغدادي، خاصة محاكمة الرئيس.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)