هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تباينت ردود الأفعال المحلية والدولية بشأن استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الثلاثاء من منصبه على وقع الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو أسبوعين.
محليا، رحب زعماء أحزاب بالاستقالة، حيث قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع: "حسنا فعل الرئيس سعد الحريري بتقديم استقالته واستقالة الحكومة تجاوبا مع المطلب الشعبي العارم بذلك".
وأضاف في تصريح صحفي: "المهم الآن الذهاب نحو الخطوة الثانية والأساسية والفعلية المطلوبة للخروج من أزمتنا الحالية ألا وهي تشكيل حكومة جديدة من اختصاصيين مشهود لهم بنظافة كفهم واستقامتهم ونجاحهم، والأهم اختصاصيون مستقلون تماما عن القوى السياسية".
وختم بالقول: "من جهة ثانية، أدعو المؤسسات الأمنية المعنية إلى الحفاظ على سلامة المتظاهرين حيثما وجدوا في لبنان بعد الاعتداءات الشنيعة التي تعرضوا لها اليوم في وسط بيروت".
من جهته، علق زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على الاستقالة بالقول إن "الحريري استقال عندما وصل إلى أفق مسدود ولم يستطع أن يصل إلى تسوية ونتيجة ما جرى في الشارع".
وأضاف جنبلاط: "في هذه اللحظة المصيرية وبعد إعلان الشيخ سعد الحريري استقالة الحكومة بعد أن حاول جاهدا الوصول الى تسوية وحاولنا معه فإنني أدعو مجددا إلى الحوار والهدوء".
بدوره اعتبر رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل استقالة الحريري بأنها "قرار تاريخي في ظرف تاريخي".
وكتب الجميل على حسابه في تويتر: "إرادة الشعب اللبناني هي التي انتصرت. تحية إجلال لكل لبنانية ولبناني من الشمال إلى الجنوب. هذه بداية مسار التغيير الذي يستمر باحترام الدستور وإرادة الناس بتشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات مبكرة لنترك الشعب اللبناني يحاسب ويغير".
كما أصدر رؤساء الحكومة السابقون نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام بيانا اعتبروا فيه الاستقالة استجابة "للنداء الذي أطلقه معظم اللبنانيين من شتى مناطق لبنان وأطيافه".
وأضاف البيان: "لقد تحلى الرئيس سعد الحريري عندما قدم استقالته بإرث والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبحكمته، وبشجاعته، وكذلك بحكم مسؤولياته الوطنية".
في المقابل، علق رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل على الاستقالة بالقول إن "ما يجري يتطلب تهدئة فورية وحواراً بين المكونات اللبنانية"، معتبراً أنّ "ما يحصل ليس موضوعاً طائفياً وهو غير مذهبي بالمطلق"، وفق تعبيره.
أما البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، فعلق على الاستقالة بالقول: "نأمل بأن تكون هذه الخطوة بداية الحلحلة، ونصلي ليكمل الرب صنيعه وان تحل الأزمة بالشكل الأفضل وان يكون تأليف الحكومة الجديدة سريعا ومرضيا ويوحي بالثقة".
مفتي الجمهورية عبد
اللطيف دريان زار الحريري "متضامنا معه في موقفه الوطني الكبير الذي عبر عنه
في استقالته"، وقال: إن استقالة الرئيس الحريري تضع جميع المسؤولين أمام
مسؤولياتهم التاريخية والوطنية في الحفاظ على استقرار لبنان وأمنه وكرامة
اللبنانين في عيشهم الكريم".
واعتبر أن الاستقالة "تشكل
صدمة إيجابية لكل المسؤولين واللبنانيين من اجل التفاهم على حلول إنقاذية، تخرج
البلاد من المآزق والأزمات التي يعاني منها المواطنون".
"تخوفات"
دوليا، قال وزير الخارجية الألمانا هايكو ماس إن بلاده "تأمل في ألا تتسبب استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تقويض استقرار لبنان".
وقال ماس للصحفيين بعد اجتماع مع نظيره المصري سامح شكري في القاهرة: "التطورات التي يشهدها لبنان تمثل أهمية حاسمة بالنسبة لنا وللمنطقة بأسرها. نأمل أن تتسم الاحتجاجات المحتملة في المستقبل بالسلمية".
أما وزير الخارجية الفرنسي فاعتبر أن استقالة الحريري "تجعل الأزمة أخطر".
وقال في بيان: "هل سيضع القادة اللبنانيون المصلحة العامة أمام مصالحهم الخاصة؟ هذا سؤال يطرحه قرار رئيس الوزراء سعد الحريري بالانسحاب؟".