هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال معارضون
مصريون بالخارج إن المبادرة التي أطلقها، مؤخرا، عضو مجلس النواب، أحمد الطنطاوي، "سقفها
منخفض، نظرا للظروف الراهنة داخل مصر"، مؤكدين أن "النظام الحاكم لن يستجيب
لها في ظل مواقفه وسياساته التي يُصر عليها، وبالتالي ستنتهي كما انتهت المبادرات التي سبقتها".
وفي الوقت الذي حذّر فيه البعض من أي منتج
يخرج من البرلمان المصري أو أحد أطرافه، رحّب آخرون بكل جهد يهدف لحلحلة الوضع الراهن، داعين لتحويل
المبادرات إلى رؤى سياسية متكاملة لإنقاذ الوطن، ومخاطبة مؤسسات الدولة للتفاعل مع
تلك الأطروحات.
"سقف
منخفض"
وقال السياسي والنقابي
المصري، أحمد رامي، :" لسنا معنيين بصورة مباشرة بهذه المبادرة، إلا أننا
نتفهم الظرف الداخلي في مصر الذي يجعل سقف الأطروحات التي يتم تقديمها منخفض مثلما
جاء بمبادرة أحمد الطنطاوي، لكننا نرحب به من حيث المبدأ بأي حراك سياسي قد يكون مدخل
أو بداية لحراك أكبر".
وأكد، في تصريح
لـ"عربي21"، أن "استجابة نظام السيسي لمبادرة الطنطاوي تكاد تكون
مستحيلة، لأن هذا النظام يُغلق تماما أي منفذ للممارسة السياسية، ويرى أن فتح باب
العمل السياسي يعني انتهاء حكمه، وبالتالي لا نتوقع الاستجابة لهذه المبادرة أو
غيرها".
وتابع رامي :"
النتيجة التي سيصل لها البعض متأخرا عما وصلنا إليه أن عدم الاستجابة لهذه
الأطروحة أو رفض فكرة التغيير عبر الدستور سيؤدي للبحث عن مسارات أخرى للتغيير،
وهو استكمال المسار الثوري، وهذا ما نتوقعه، ونعتقد أنه بات مسألة وقت فقط لا غير".
"لا
جديد"
بدوره، رأى رئيس
المكتب السياسي بالمجلس الثوري المصري، عمرو عادل، أن "ما يُقدم الآن في المبادرة الأخيرة لا يختلف عما حدث قبل ذلك"،
مؤكدا أنها "ستنتهي كما انتهت من قبلها".
وشدّد، في تصريحات لـ"عربي21"
على أن "كل من في اليرلمان الحالي تم اختيارهم بعناية من أجهزة الأمن والمعلومات
بنظام السيسي، لذلك يجب الحذر كثيرا من أي منتج يخرج من هذه المؤسسة أو أحد أطرافها".
وذكر أن "التجارب السابقة تشير إلى أن
أي نظام سياسي استبدادي له أوراق متعددة داخل المعارضة، ويصنع بنفسه أعداء وهميين
له من داخله حتى يستخدمهم في الوقت المناسب؛ فهو لا يسمح بعداء حقيقي، حيث مكان
أصحاب تلك المواقف الحقيقية السجون أو القبور، فما بالك بمن هم من صنع يديه".
وأضاف :" الكوارث التي أصابت الأفكار
أو الأفعال الثورية مهما كانت بسيطة تعود أدراجها إلى نقطة الصفر بعد وأثناء كل
مبادرة، ولا زال البعض مُصر على نفس المسار بالرغم من الفشل الهائل لكل المبادرات السابقة
لظروف موضوعية لم تتغير".
"توازن القوى"
وأردف:" المبادرات تعتمد على توازن
القوى مما يسمح لطرف بتقديم بعض التنازلات للطرف الآخر، لذلك قبل المبادرة لابد من
صناعة توازن للقوى حتى يمكن أن تكون فاعلة ومؤثرة، أما في وضع الخلل الكبير في
التوازن ورفض الكثير من القوى السياسية لتبني المسار الثوري وكذلك وسائل الإعلام
واكتفائها بالسخرية من السيسي وانتظار المبادرات فلن ينتج أي نجاح لأي طرح تفاوضي،
فالتفاوض مرآه القوة وليس مرآة الرغبات".
واستطرد رئيس المكتب السياسي بالمجلس الثوري، قائلا:" أخشى أن يستمر حرق الكوادر والرموز
في كل مرة يتحركون فيها وراء كل مبادرة أو مدعي، كما حدث منذ أسابيع عندما صعد
البعض بالأحلام إلى عنان السماء بينما لم يجد من تبعوهم غير صدمة هائلة على الأرض".
اقرأ أيضا: "الحركة المدنية" بمصر ترحب بمبادرة البرلماني أحمد الطنطاوي
"حلول
لإنقاذ الدولة"
لكن في المقابل، حيّا
الكاتب الصحفي، خالد الشريف، "كل جهد وجميع المبادرات التي تهدف لحلحلة الوضع
الراهن في مصر"، مضيفا:" اعتقد أن مبادرة أحمد طنطاوي في مجملها هي أحدى
الحلول السياسية لإنقاذ الدولة المصرية، وإنهاء الأزمة الخانقة التي يعيشها الوطن".
واستدرك
بقوله:" لكن من الواضح أن نظام السيسي ليس لديه إرادة لأي حل سياسي، ولن
يستجيب لأي مبادرة، ولن يرحل هذا النظام الفاشي المتوحش بصندوق الانتخاب، بل هو
يصر بكل جنون على البقاء والاستمرار في الحكم، والانتقام من المعارضيين والإسلاميين
بصورة خاصة، لأن هذا النظام جاء بالانقلاب وبالقوة الغاشمة التي عصفت بالحريات
وبالديمقراطية ولن يرحل بحل سياسي".
وأكمل، في حديث
لـ"عربي21"، :" السيسي قال بكل كذب وافتراء في زيارته الأخيرة
لأمريكا أن الإسلام السياسي سبب رئيسي في عدم استقرار المنطقة ليقطع الطريق أمام أي
محاولة للحل السياسي مع الإسلاميين والمعارضين".
وزاد الشريف بقوله:"
الكل يعلم أن الحياة السياسية ماتت في مصر في ظل حكم السيسي، وتم تدميرها وتجريفها
بسبب الضربات الأمنية المتلاحقة للمعارضين، بالإضافة لتدهور الأوضاع الحقوقية بشكل
بشع، وتردي الأوضاع الأقتصادية بشكل لم يسبق له مثيل".
وأضاف:" رغم
أن السيسي لا يستمع لأي مبادرة، بل ينتقم من أصحاب المبادرات والحلول السياسية
ويجعلهم خصوم، وأقرب مثال لذلك الدكتور حسن نافعة الذي زُجّ به في السجن بسبب مبادرته
منذ عام أو أكثر، ومع ذلك علينا تشجيع جميع المخلصين والوطنيين الأحرار في بلدنا لإطلاق
المزيد من المبادرات والحلول السياسية لتحريك المياه الراكدة أولا لحل الأزمة".
ودعا الشريف إلى
ضرورة أن تتحول المبادرات لرؤى سياسية متكاملة لإنقاذ الوطن، ومخاطبة كل مؤسسات الدولة
للتفاعل مع تلك الأطروحات والرؤى، ودون مخاطبة مؤسسة الرئاسة المتمثلة في السيسي
الذي هو سبب دمار وخراب مصر".
ويوم الأحد
الماضي، طرح البرلماني أحمد
الطنطاوي مبادرة جديدة تتكون من 12 محورا رئيسيا للإصلاح السياسي في البلاد، من
أجل دولة ديمقراطية حديثة.
وقال، في مقطع فيديو له، إنه تقدم بمذكرة
لرئيس البرلمان، علي عبد العال، لتشكيل 12 لجنة برلمانية لمناقشة مبادرته للخروج
من الأزمة التي تشهدها البلاد.
ومن بين المحاور التي تحدث عنها الطنطاوي،
إلغاء التعديلات الدستورية التي تسمح لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بالبقاء في
السلطة حتى 2034، وإلغاء حالة الطوارئ الكاملة التي تشهدها البلاد من عامين،
بالإضافة إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين.
كما طالبت تلك المبادرة بمناقشة اقتصاد
القوات المسلحة، والذي نما بشكل ملحوظ منذ الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي صيف
2013، وإعادة هيكلة الموازنة العامة للدولة، وإعادة هيكلة مؤسستي القضاء والداخلية
بما يتناسب مع مواجهة الإرهاب والفساد، فضلا عن مراجعة الاتفاقيات الدولية.