هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تباينت ردود فعل نخب يمنية على الاتفاق الذي وقع في الرياض بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي ما أبدي محللون، ومسؤولون، وخبراء، يمنيون رفضهم للاتفاق، واعتبروه مقدمة لتقسيم البلاد، ومحاصصة جهوية غير مقبولة، رأى فيه آخرين فرصة لتوحيد الجهود ضد انقلاب الحوثيين.
والثلاثاء، جرت مراسيم التوقيع على اتفاق الرياض رسميا، بين حكومة عبد ربه منصور هادي والمجلس الانتقالي، بحضور ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، يقضي بعودة الحكومة الشرعية إلى عدن ودمج التشكيلات التابعة للمجلس في وزاراتي الداخلية والدفاع، وصولا إلى تشكيل حكومة مناصفة بين الشمال والجنوب.
الكاتب الصحفي اليمني خالد عقلان، قال إن اتفاق الرياض "مؤامرة مكشوفة ترعاها السعودية وتدعمها الامارات تستهدف وحدة اليمن، وتقضي على كل فرص الاستقرار في المنطقة، وتبعد اليمنيين عن مشروع الدولة الاتحادية، عبر تمرير المحاصصة الجهوية في الجنوب والطائفية في الشمال وتمكين الحوثي من السيطرة على العاصمة صنعاء".
ورأى في حديث لـ"عربي21" أن السعودية ترعى اتفاقا يقضي باشراك الانقلابيين الانفصاليين في الحكم بعد انقلابهم وتمردهم على السلطة الشرعية، بدلا من محاكمتهم على جريمة الانقلاب وسفك الدماء، تتم مكافأتهم باشراكهم في الحكم.
وشدد على أن الاتفاق "جاء بعد فشل المليشيات الانفصالية المدعومة من الإمارات في فرض السيطرة على الجنوب، وهزيمتهم الكبيرة لولا تدخل الطيران الامارتي لكانت قوات الحكومة الشرعية سيطرت على عدن وانهت الانقلاب".
وشدد على أن خطورة الاتفاق "أنه سيشرعن للمجلس الانتقالي الانفصالي انقلابه، وسيتم دمج كل المليشيات الموالية للإمارات ضمن القوات الحكومية وهذا سيسهل انتشار تلك المليشيات وسيطرتها على الأرض ولكن هذه المرة تحت عباءة الشرعية للأسف".
اقرأ أيضا: اتفاق الرياض بين هادي والانتقالي: هل ثمة سبيل للنجاح؟
بدوره، رحب صلاح باتيس، القيادي في حزب الإصلاح، ومستشار الرئيسي اليمني بالاتفاق، وقال في حديث لـ"عربي21"، إنه يؤيد أي اتفاق لحقن دماء اليمنيين وجمع كلمتهم تحت مظلة الشرعية بقيادة الرئيس هادي وإحلال السلام الدائم ووضع الحلول وفق المرجعيات الثلاث وبناء الدولة الاتحادية الضامنة للعدالة والشراكة والحكم الرشيد والانطلاق نحو التنمية والبناء، مقدما الشكر للمسؤولين وكل من ساهم في الوصول إلى الاتفاق ذاكرا في مقدمتهم المملكة العربية السعودية.
مدير مكتب الرئاسة اليمنية، عبد الله العليمي قال، إن "الإتفاقات مجرد حبر على الأوراق ما لم تتبعها عزيمة قوية وإرادة شجاعة في تنفيذها من أجل مصلحة الوطن".
وأضاف في تغريدة على حسابه بتويتر،: "عزمنا كبير على تنفيذ الاتفاق، وثقتنا بعزم المملكة وحرصها على ذلك والحفاظ على الدولة وتعزيز سلطاتها ومؤسساتها تفوق ثقتنا بأي نصوص".
— د.عبدالله العليمي (@ALalimiBawzer) November 5, 2019
الكاتب اليمني، عبد الغني الماوري، قال إن الواضح أن الاتفاق تمت الموافقة عليه إرضاء للسعودية وللإمارات، مضيفا أن الشرعية والمجلس الانتقالي لا يملكان من أمرهما شيئا، على حد قوله.
وأضاف الماوري في حديث لـ"عربي21" أن اتفاق الرياض هو تعبير عن حالة النفاق السياسي الذي يسيطر على أداء النخب السياسية اليمنية منذ عقود.
من جانبه، بدا الكاتب والمحلل السياسي اليمني عادل دشيلة متشائما من مرحلة ما بعد اتفاق الرياض، وقال إن هذا الاتفاق ولد ميتا، ولن يُكتب له النجاح، وفيه ثغرات كثيرة، ما يعني أنه لن يصمد كثيرا.
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن هناك تصريحات صادرة عن ما يسمى "المجلس الانتقالي" اليوم بأن هذا "الاتفاق مرحلي"، بالإضافة إلى ظهور مكونات جنوبية أخرى ترفض الاتفاق.
وتطرق دشيلة إلى ما ورد في الاتفاق من بنود، بينها "ضرورة خروج القوات الحكومية من المدن، ونزع سلاحها، متسائلا: ماذا تبقى للحكومة اليمنية من سيادة؟".
ولم يستبعد دشيلة أن ينهار اتفاق الرياض، ولن يلتزم به أي طرف؛ بسبب أن كل طرف متمسك بوجهة نظره، مؤكدا أن التوقيع عليه ما هو إلا نوع من المجاملة، وأيضا من أجل إعادة ترتيب الأوراق.
وحول أبرز التحديات التي ستواجه هذا الاتفاق، أوضح الكاتب اليمني أن "الجانب العسكري والأمني وخصوصا تسليم السلاح وإعادة تموضع القوات التابعة للمجلس الانتقالي" هما التحدي الأكبر.
اقرأ أيضا: توكل كرمان: الإمارات والسعودية احتلال وسنطردهما من اليمن
وأردف قائلا: لا أعتقد أن المجلس الانتقالي سيسلم سلاحه.. لكن نترك الوضع للمستقبل، وننتظر حتى يتم التطبيق أو الرفض، متوقعا أن انتظار فشله لن يطول.
الناشطة اليمنية توكل كرمان عبرت عن رفضها للاتفاقية، واعتبرها وصاية على اليمن وأن للرياض أجندة مشبوهة من وراء الاتفاق.
وقالت في تغريدة على حسابها بتويتر: "نرفض ملاحق الاتفاقية التي نصت على وصاية الرياض وهيمنتها على اليمن، هذه الوصاية والهيمنة نرفضها ونعدها ضربا من الاحتلال الذي ندعو اليمنيين للاصطفاف لاسقاطه كأولوية وواجب وطني لا يعلو عليه شيء ولا يسبقه شيء".
وأضافت: "دائما كانت المشكلة في الرياض وليس في نصوص الاتفاقيات الموقعة في الرياض والمرعية من الرياض، ودائما كانت للسعودية أجندة مشبوهة وأهداف شيطانية غير منصوص عليها هي التي تسعى لتحقيقها، هذه هي مشكلتنا القديمة المستمرة مع الرياض".
— Tawakkol Karman (@TawakkolKarman) November 5, 2019
الكاتب اليمني ياسين التميمي قال في تغريدة على حسابه بتويتر، إنه من سلبيات اتفاق الرياض أنه يؤصل لمحاصصة مناطقية، ويجعل كفة الميزان لصالح قوى انتهازية مسلحة بمعنى أن تصور الدولة اليمنية أو مشروع الدولة التي ننشدها ونكافح من أجلها كيمنيين منذ 2011 وتنزف دماؤنا في سبيلها، دولة".
من سلبيات اتفاق الرياض أنه يؤصل لمحاصصة مناطقية، ويجعل كفة الميزان لصالح قوى انتهازية مسلحة بمعنى أن تصور الدولة اليمنية أو مشروع الدولة التي ننشدها ونكافح من أجلها كيمنيين منذ 2011 وتنزف دماؤنا في سبيلها، دولة... https://t.co/qFP4dpxPfK
— ياسين التميمي (@yaseentamimi68) November 6, 2019
الكاتب والمحلل السيساي نبيل البكيري قال في تغريدة على حسابه بتويتر: " لست متفائلًا ولا متشائم لكني متشائل بعد توقيع اتفاقالرياض، لكونه اتفاق لا يحوي مضامين ناجحة بقدر مضامين فشله ويكفي حكما على مثل هذه الحالات أن تقف متفرجا على لحظة لا تستطيع وصفها إلا بكونها "غاغة " بكل ما تحمل الكلمة معنى.
لست متفائلًا ولا متشائم لكني متشائل حقيقة اليوم بعد توقيع #اتفاق_الرياض لكونه اتفاق لا يحوي مضامين ناجحة بقدر مضامين فشله ويكفي حكما على مثل هذه الحالات أن تقف متفرجا على لحظة لا تستطيع وصفها إلا بكونها "غاغة " بكل ما تحمل الكلمة معنى.
— nabil albokairi نبيل البكيري (@NAlbokairi) November 5, 2019