هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "عملية الاغتيال التي نفذها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في قطاع غزة بحق القائد العسكري في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، هي عملية سياسية بالدرجة الأولى، رغم أن المتحدثين باسمه حاولوا تنظيف سمعته من التوظيف السياسي لهذا الاغتيال".
وأضاف أمير أورن الخبير الأمني الإسرائيلي في مقاله بموقع ويللا الإخباري، وترجمته "عربي21" أن "الساعات الأولى من اغتيال أبو العطا شهدت مبادرة الناطقين الإسرائيليين الرسميين للتحدث بصيغة موحدة، وهي أن العملية تمت من أسفل إلى أعلى".
يشرح ذلك قائلا: "المستوى المهني الأمني والعسكري الإسرائيلي، ممثلا بالمخابرات والجيش، طلب من المستوى السياسي المصادقة عليها، ممثلا برئيس الحكومة ووزير الحرب بنيامين نتنياهو، مما يعني أن نتنياهو بريء من أي اتهام بتوظيف العملية لأبعاد سياسية وحزبية".
اقرأ أيضا: هكذا اغتال الاحتلال القيادي بسرايا القدس.. تفاصيل جديدة
وأكد أورن، المتخصص في القضايا الاستخبارية والعسكرية، أنه "في هذه الحالة، حين يبلغ رئيس الشاباك نداف أرغمان وقائد الجيش أفيف كوخافي أن أبو العطا يمكن له أن يضغط على زر التشغيل في أي لحظة، فإن ذلك سيجعل نتنياهو باعتباره المسئول الأعلى ويتحمل المسئولية عن أي كارثة قد تحصل".
وأشار إلى أنه "بعد مرور يوم واحد على الاغتيال، تبين أن هذا التفسير سطحي، وغير مقنع، لأن الصاروخ الذي نزل على منزل أبو العطا كان بإمكانه أن يصل في أوقات زمنية سابقة منذ شهر يونيو الماضي، حين قدم آنذاك كوخافي ذاته وأرغمان توصيتهما المشتركة ضد أبو العطا، فقد كانت توصية محقة قبل أربعة وخمسة أشهر، ليس أقل خطورة من مصادقتها قبل أسبوعين وأيام قليلة، ورغم ذلك فإن نتنياهو لم يخاطر".
وأوضح أن "الإجابة ببساطة عن هذا السؤال أن نتنياهو لم يعد لديه ما يخسره، فقد كانت مغامرة مربحة بالنسبة له، ووضعه السياسي والحزبي لن يكون أسوأ بعد الاغتيال مما هو قبل الاغتيال، كل ذلك مرتبط بالتوقيت السياسي".
اقرأ أيضا: اغتيال أبو العطا يثير خلافات إسرائيلية.. واتهامات لنتنياهو
وأضاف أنه "منذ الثلث الأخير من أكتوبر لم تعد السيطرة على الأحداث السياسية مرهونة بنتنياهو فقط، بعد أن انتقل ملف تشكيل الحكومة إلى بيني غانتس، وافتقد نتنياهو أي قوة تمنع خصومه أمثال أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت من الانضمام إلى غانتس في حكومة برئاسته".
وختم بالقول إن "التحكم الوحيد الذي تبقى بيد نتنياهو هو في القضايا الأمنية والعسكرية، وهنا طرأ تغير جوهري على تفكيره، إما الآن أو لا إمكانية إلى الأبد، فإن لم يفدني هذا الاغتيال، فإنه لن يضرني، وربما بفضل اغتيال أبو العطا، فإنها لن تكون العملية الأخيرة من قبل نتنياهو".