هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
علقت أبرز فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي نفى فيها تقديم "إسرائيل" أي تعهدات مقابل وقف إطلاق النار.
وفي تصريحات صحفية له اليوم، زعم نتنياهو أن العدوان الأخير على قطاع غزة الذي انطلق فجر الثلاثاء الماضي، باغتيال القيادي في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بهاء أبو العطا، وأطلق عليه "الحزام الأسود"، قد "حقق جميع أهدافه بكاملها، لم نتعهد بشيء و سياستنا الأمنية لم تتغير"، مضيفا: "سنستهدف كل من يحاول الاعتداء علينا، ونحن مستعدون لجميع السيناريوهات".
وبرعاية مصرية، أعلن فجر الخميس عن التوصل لاتفاق تهدئة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وأكد قيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في تصريح سابق لـ"عربي21"، التواصل إلى تهدئة مع الاحتلال "بعد قبول إسرائيل للعرض المقدم من مصر".
وأكد أنه "بعد إبلاغ اسرائيل لمصر قبولها العرض المصري، تم إعلان قبول الفصائل الفلسطينية"، منوها أن مصر طالبت الاحتلال بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار والاغتيالات، إضافة لوقف إطلاق النار على المتظاهرين المشاركين في مسيرات العودة السلمية".
حركة حماس
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، سهيل الهندي، أن "نتنياهو السفيه يراوغ عبر هذه التصريحات، لتصفية نفسه أمام الجمهور الإسرائيلي، بأنه صاحب مواقف قوية وجريئة ويتحدى الشعب الفلسطيني، ولكنه يعلم في قرارة نفسه أنه ضعيف وجبان ويخشى على مستقبله السياسي".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الأيام القادمة حبلى بالنسبة لنتنياهو، ويرجح أن يودع في السجن، لذا فهو يحاول في أيامه الأخيرة بشتى الوسائل إثبات وجوده بالعدوان على غزة وقتل المدنيين بالصواريخ المدمرة التي لا تفرق بين طفل وشيخ".
وأكد الهندي، أن "نتنياهو يكذب وهو يعرف أنه يكذب، ويحاول أن يبقى في الساحة السياسية، وأن لا يودع في السجن على حساب شعبنا"، لافتا أن هناك "بازار كبير جدا للمزايدات بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية، وخاصة ما يقوم به نتنياهو لبقاء اليمين بزعامته في الحكم، ولو كان ذلك على حساب قتل الشعب الفلسطيني".
وحول مدى التزام الاحتلال بوقف إطلاق النار، ذكر أن "نتنياهو يعلم في حال عدم التزامه وموافقته على شروط المقاومة، بأن رد المقاومة سيكود قاس جدا، والكل شاهد في الأيام الماضية (أيام التصعيد)، كيف شلت الحياة في أكثر من نصف المناطق الإسرائيلية".
ونبه عضو المكتب السياسي، أن "رسالة المقاومة والغرفة المشتركة التي مهرت بدماء الشهداء، وصلت بشكل جيد لهذا العدو، لذا فهو يحسب ألف حساب حينما يفكر أن يتجاوز حدوده أو أن يضرب غزة"، لافتا أن "المقاومة تترصد له وتتابع ما يقوم به، وهي على أتم الاستعداد في حال ما تم الغدر بها، انها سترد بشكل قاس وكاف على هذا العدو المجرم، وعلى الثعلب نتنياهو الذي يسعى أن يبقى في ثنايا الحياة قبل أن يسجن".
وأضاف القيادي: "لا نتنياهو ولا حكومته تستطيع النيل من شموخ وثبات المقاومة وأهلنا في غزة"، منوها أن "غزة علمت العالم كيف تكون العزة والكرامة، وكيف تدافع عن نفسها وعن المظلومين والمحاصرين".
وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني لا يملك سلاحا نوويا، ولكنه يملك الإرادة القوية والصبر والتحدي، والاستمرار في مقاومة هذا العدو حتى يرحل عن أرضنا".
حركة الجهاد
حركة الجهاد الإسلامي بفلسطين، حذرت على لسان عضو مكتبها السياسي خالد البطش، من "محاولة جديدة لتلاعب نتنياهو بوقف اطلاق النار الذي تم برعاية القاهرة بين حركة الجهاد والمقاومة من جهة، وبين العدو الصهيوني من جهة أخرى، والذي بموجبه تم وقف العدوان المجرم".
وأضاف في تصريح صحفي وصل "عربي21"نسخة عنه: "مع إدراكنا أن نتنياهو بذلك يخاطب جمهوره الداخلي بحثا عن مخرج ليفلت به من سقوطه السياسي"، لافتا أن حركته "تنتظر رد مصر التي رعت وقف النار، على تصريحات نتنياهو".
حركة الأحرار
بدوره، أكد الأمين العام لحركة الأحرار خالد أبو هلال، أن "المجرم نتنياهو يزداد تخبطا باتجاه فشله في الجولة الماضية من تسجيل انتصار واضح على المقاومة الفلسطينية، وخاصة في موضوع دق إسفين بين أجنحة المقاومة بغزة والاستفراد بإحداها".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن " نتنياهو يحاول مجددا الإيحاء بإمكانية تصدير أزماته مرة أخرى، وتهديده وتصريحاته المتكررة أنه لم يتعهد بشي، وأنه تصله الكثير من مقترحات الجيش وإنذارات ساخنه، تشير إلى نوايا عدوانية".
وشدد أبو هلال، على أن "إقدام نتنياهو على أي حماقة بحق الشعب الفلسطينية ومقاومته، سيكلفه الكثير"، لافتا أن "الجولة الماضية، هي بمثابة نزهة فيما لو أقدم على ارتكاب أي حماقة، حيث ستواجهها فصائل المقاومة بشكل موحد يثلج صدور شعبنا ويرد كيد عدونا".
الجبهة الشعبية
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فقد أوضحت على لسان عضو لجنتها المركزية القيادي، كايد الغول، أن "تصريحات نتنياهو تؤكد مرة أخرى، أنه لا وعود موثوقة من قبل الاحتلال الذي يحاول أن يمرر لحظات صعبة محددة، ثم يعود لممارسة سياساته التي يسعى من خلالها إلى فرض منطقه في إطار الصراع مع الشعب الفلسطيني".
وأكد الغول في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الاحتلال لم يلتزم في أي من المرات السابقة التي جرى في الحديث عن تفاهمات أو هدنه أو غير ذلك، كما أنه لك يلتزم بأي اتفاقات وقعت معه؛ سواء بالمعنى الأمني أو حتى السياسي".
ونوه القيادي، أن "حكومات العدو الصهيوني دائما ما تمارس سياسات تنطلق من مصالحها الخاص، وتدير الظهر لأي اتفاقات موقعة مع الآخرين، لذلك نحن يجب أن نبني سياساتنا على أساس ذلك، وعدم الركون إلى إمكانية عقد أي تفاهمات مع العدو الصهيوني، الذي لا بد أن يكون الصراع معه هو الثابت في السياسية الفلسطينية".
الجبهة الديمقراطية
من جانبه، رأى القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن "هذه التصريحات، هي تعبير عن رغبة نتنياهو المحافظة على إنجازه الذي تحقق باغتيال القيادي بهاء أبو العطا، أمام خصومه السياسيين، دون أن يشعر أنه قدم تنازلا للمقاومة الفلسطينية".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "حديث نتنياهو لا ينطلي على أحد، ودليل ذلك أنه بعد عملية الاغتيال بدقائق، صرح أنه لن يكون هناك توسيع لمساحة التصعيد على غزة، وهذا يشير أنه كان يسعى للحفاظ على ما قام به".
وأكد أبو ظريفة، أن "تصريحات مخادعة للرأي العام الإسرائيلي، ومحاولة للالتفاف على ما حققته المقاومة، كما حاول دق أسفين في جدار المقاومة عبر الحديث أن هناك تباينات في غرفة العمليات المشتركة، فيأتي هذا التصريح ليكمل ما يريده نتنياهو، مع تأكيدنا أن هذا غير دقيق".
وأوضح أن "المقاومة قدمت للجانب المصري المطلوب من الاحتلال، ولم يوقف إطلاق النار إلا بضمانات التزام الجانب الإسرائيلي بشأن، وقف استهداف المتظاهرين في مسيرات العودة، ووقف سياسية الاغتيالات"، مضيفا: "ورغم كل ذلك، علينا الحذر خلال الفترة القادمة، لأن نتنياهو إذا ما شعر أن الأمور ذاهبة في غير مصلحته، ربما يستعرض على قطاع غزة بأشكال مختلفة".
اقرأ أيضا: هنية: جولة التصعيد مع الاحتلال انتهت لكن المعركة لم تنته